الإثنين, 05-سبتمبر-2016
الميثاق نت -   عباس غالب -

لعل أكثرنا تابع الانفجار الذي أتى على الصاروخ الإسرائيلي في إحدى الولايات الأمريكية والذي يحمل قمراً اصناعياً معداً سلفاً لتغطية برامج الاتصالات السلكية واللاسلكية لعدد غير قليل من الدول الأفريقية -ربما كان بينها عربية- فضلاً عن اتفاق إسرائيل مع مجموعة "توتير" للحصول على معلومات هذه الشبكة العنكبوتية بهدف الاطلاع على حركة التواصل عبر هذه الشبكة واحتكار توزيعها على بعض تلك الدول.
ويُفهم من الشحنة الفضائية المذكورة أنها أيضاً كانت بهدف التجسس, خاصة وقد وصف الإسرائيليون حادث الانفجار بالكارثي, إذ أصاب الداخل الإسرائيلي بوجع شديد وحرمه -ربما- لأعوام قادمة من الاستفادة من هذه الخدمات الفضائية .
وبطبيعة الحال فأنا هنا لست بصدد التذكير بهذا الانفجار ولكنني في معرض المقاربة بين المساعي الإسرائيلية لارتياد الفضاء وبين حقيقة واقع العرب الذين تقتصر اهتماماتهم على ما دون السرة، وفي أكثر حالتهم تقدماً إشهار بنادقهم في وجوه بعضهم البعض, بل وأكثر من ذلك حسرة شراء الأسلحة المتطورة لإبادة شعوبهم كما يحدث في اليمن الذي يتعرض منذ 17 شهراً لحرب سعودية دموية تستهدف وجوده وفي أفضل الحالات محاولات تركيعه!
وثمة نماذج أخرى في العراق وسوريا وليبيا ولبنان، والحبل على الجرار -كما يقال-وكلها عواصم عربية تحترق بنار الجاهلية وغياب العقل العربي ..وهي- بالقطع - أكثر كارثية من انفجار الشحنة الفضائية الإسرائيلية.
وبهذا التوظيف الخاطئ للقدرات والامكانات العربية تذهب الأموال والثروات الباهظة في حروب الأشقاء دون وجل أو حياء, خاصة وأن الحسَّابة الخليجية لاتزال تدفع للمصانع الغربية والأمريكية مليارات الدولارات لتمويل قتل الشعوب العربية ومنها الشعب اليمني.
ألم تفكر هذه الأنظمة وهي تقتل شعوبها -ولو للحظة- لنبذ هذا المسلك العدائي والتحول إلى تفكير بنَّاء فيما يخدم مستقبل شعوبها للحاق بركب العصر وما يتطلبه من أدوات وأساليب العلم والخبرة والاكتشافات العلمية التي قد تعيد إلى الحالة العربية بعض بريق انجازاتها التي طبعت عصر النهضة الاسلامية من أسبقية في علوم الطب والهندسة والفلك والابتكار ووضع حلول للمشكلات التي كانت تحاصر البشرية آنذاك.
هذا الحال العربي المؤسف والمغرق في التبعية والاستبداد والاستلاب للاستعمار الجديد هو الذي حفزني إلى طرح مثل هذه المقاربة التي تجعل من عدونا اللدود -ممثلاً بالكيان الإسرائيلي- يعيش أجواء الأمن والاستقرار ويتفرغ لتطوير أدواته لارتياد المستقبل, بينما يغرق العرب في حروب طائفية ومذهبية وإذكاء تلك الصراعات التي تشدهم أكثر إلى العيش على هامش الحياة ومتغيرات العصر.
- حقاً.. لا عزاء للعرب!

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47158.htm