الميثاق نت - أثار انتصار ثورة 26 سبتمبر سنة 1962م التي قادها  الرئيس عبدالله السلال واطاحت بالنظام الإمامي الكهنوتي وإعلان قيام النظام الجمهوري هلعاً كبيراً داخل السعودية التي لم تستطع ان تخفي حالتها الهيستيرية، واعلنت الحرب الشاملة على الثورة والجمهورية منذ اليوم الاول وبررت ذلك بدعاوى مختلفة منها:<br />

الأحد, 25-سبتمبر-2016
الميثاق نت -
أثار انتصار ثورة 26 سبتمبر سنة 1962م التي قادها الرئيس عبدالله السلال واطاحت بالنظام الإمامي الكهنوتي وإعلان قيام النظام الجمهوري هلعاً كبيراً داخل السعودية التي لم تستطع ان تخفي حالتها الهيستيرية، واعلنت الحرب الشاملة على الثورة والجمهورية منذ اليوم الاول وبررت ذلك بدعاوى مختلفة منها:
ان محمد البدر لجأ إلى السعودية وطلب من الملك سعود النجدة والمساعدة، وزعمت الرياض ان هناك معاهدات واتفاقات بين الحكومتين تحتم على كل منها مساعدة الأخرى .
إضافة إلى ذلك أن السعودية اعتبرت دعم الشعب المصري للثورة اليمنية والنظام الجمهوري يمثل تهديداً للنظام السعودي.
ولم تكتف بذلك بل ذهبت السعودية إلى اتهام مصر والشعب المصري باعتناق الشيوعية وسعيها لنشرها في البلاد العربية مما يتنافى مع تعاليم الإسلام ، ويشكل خطراً على الدين الإسلامي في جزيرة العرب- حسب زعمهم .
وعدَّت السعودية ما نشرته جريدة الأهرام المصرية في الايام الاولى للثورة من أخبار ومواقف ادلة تجيز لها حق التدخل واعلان الحرب على الثورة اليمنية ومن ذلك:
في يوم 28 سبتمبر سنة 1962م، نشرت جريدة الأهرام برقية مرسلة من الرئيس السلال إلى الرئيس جمال عبدالناصر، نصها:
" تسلم فوراً لقائد العروبة سيادة الرئيس جمال عبدالناصر".
"نبلغكم بقيام الجيش بإعلان الثورة وإلاطاحة بحكم آل حميد الدين".

قائد الثورة
> نشرت الاهرام في العدد نفسه، بلاغاً أصدره عبدالقادر حاتم الناطق باسم الحكومة المصرية وجاء فيه :
" تتبع الجمهورية العربية المتحدة الأخبار الواردة عن قيام ثورة الجيش اليمني وهي تعارض أي تدخل خارجي في شؤون اليمن وتراقب الموقف باهتمام شديد "
هذه الأخبار والمواقف طبيعية لكن بعد نشرها جن جنون السعودية خاصة عندما تفردت مصر وسبقت جميع الحكومات العربية ،بالاعتراف بالجمهورية ولم يتماسك النظام السعودي عندما اطلع على البرقية التي أرسلها عبدالناصر إلى السلال ونشرت في الاهرام بتاريخ 29 سبتمبر 1962م وجاء فيها: "إن شعب الجمهورية العربية المتحدة يتتبع بكل اهتمام تطورات الأحداث الكبرى في اليمن ومحاولة الشعب والجيش إقامة حياة جديدة تحقق على ارض اليمن عزة الإنسان وكرامته .
" إن شعب الجمهورية العربية المتحدة ، يؤمن بأن هذا العصر هو عصر الشعوب وحدها تصنع بأيديها أقدارها ، وتحقق بإرادتها الحرة كل أيمانها.
" إن الله جلت قدرته ، خلق البشر أحراراً متساوين في الفرص ، متكافئين في العدل ، ولا يرضيه جل وعلا ، أن تقف دون قدرته حواجز الاستغلال ، وطغيان الرجعيين . وليس يخالجنا شك في أن شعب اليمن قادر على الإسهام في معارك العرب الكبرى من اجل حياة حرة كريمة ، ومن اجل أمن عربي . وإذا كانت القوى المعادية للتقدم من عناصر الرجعية والاستعمارية لا تريد تحرر شعب اليمن ، فإننا نؤمن بأن الله يرضيه أن تعم الحرية ، لأنها كلمته القدسية".
" ويسرني أن أبلغكم، أن حكومة الجمهورية العربية المتحدة ، قررت الاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية وحكومتها ، وإننا نقف مع شعب اليمن دون تردد لتنفيذ إرادته ، ونناصر حقه المشروع في الحياة ".
> في يوم 3 أكتوبر سنة 1962م، ارسل الرئيس السلال برقية إلى الحكومة المصرية، يطلب فيها وضع ميثاق جدة موضع التنفيذ
وجاء في البرقية :
" يسرني أن ابلغ سيادتكم قرار الحكومة اليمنية بتمسكها بميثاق أمن جدة فيما بين الجمهورية اليمنية والجمهورية العربية المتحدة ، وتطلب تنفيذ أحكام هذا الميثاق الذي أبرمته مع سيادتكم حكومة اليمن السابقة ولم تحترمه ".
ورد الزعيم جمال عبدالناصر على برقية السلال فوراً وجاء في البرقية : " لقد تلقيت بكل عناية واهتمام برقيتكم التي أشرتم فيها إلى تمسك الجمهورية العربية اليمنية بميثاق أمن جدة فيما بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة ، وإنى إذ أطمئنكم إلى وفاء الجمهورية العربية المتحدة بكل ميثاق تقطعه على نفسها ، أؤكد لكم أن الجمهورية العربية المتحدة قد وضعت ميثاق أمن جدة موضع التنفيذ من الساعة التي تلقت فيها أنباء ثورة اليمن .
وعقب ذلك اعلن علي صبري رئيس الحكومة المصرية ، أن مجلس الوزراء قرر إرسال المساعدة إلى اليمن .
في 10 أكتوبر 1962م تم التوقيع على ميثاق دفاع مشترك، وقع عليه في صنعاء أنور السادات موفد حكومة القاهرة ، وعبدالله السلال.
> في يوم 11 أكتوبر نشرت جريدة الأهرام ميثاق الدفاع وجاء فيه: تعتبر الدولتان كل اعتداء مسلح على أي دولة منهما أو على قواتهما اعتداء عليها، ولذلك فإنه عملاً بحق الدفاع المشروع الضروري الفردي أو الجماعي عن كيانهما ، تلتزمان بأن تبادر كل منهما إلى معونة الدولة المعتدَى عليها، وان تتخذ على الفور جميع التدابير وتستخدم جميع ما لديها من وسائل ، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة.
> في أول أكتوبر سنة 1962م، أي في اليوم الخامس للثورة، وجه الرئيس السلال انذاراً شديداً إلى حكومة الرياض يحذرها من عواقب التدخل ودعم أعداء الثورة ويدعوها إلى التزام حدودها .
* في يوم 2 أكتوبر دعا وكيل وزارة الخارجية اليمنية ، وزير السعودية المفوض في صنعاء وابلغه استياء حكومة الجمهورية اليمنية من موقف حكومته تجاه نظام الحكم الجديد ، وطلب منه أن يغادر اليمن فوراً ، وابلاغ حكومته بأن عليها ألا تتدخل في أمور اليمن ، وان لا يعود إليها حتى يعاد النظر في الموقف.
* في يوم 2 أكتوبر 1962م أرسلت السعودية كمية من السلاح إلى الملكيين في نجران على إحدى طائراتها فاتجه بها الطيارون الثلاثة إلى القاهرة ..
في يوم 4 أكتوبر قدم الرئيس السلال شكوى إلى مجلس الأمن والى الأمم المتحدة والى الجامعة العربية ، ضمنها الادلة التي تؤكد تورط السعودية بتسليح الملكيين وممارسة اعمال عدوانية يراد بها إراقة دم الشعب اليمني.
* في يوم3 أكتوبر اذاع راديو صنعاء خطاباً مفتوحاً إلى الملك سعود ، تم فيه فضح الدور التآمري الذي تقوم به السعودية ضد الثورة اليمنية والجمهورية .
* وفي كتاب " محادثات الوحدة " الصادر عن صحيفة الأهرام في مارس - أبريل 1963م، فقد وردت فيه فقرة من محضر الاجتماع الثاني المنعقد يوم 19 مارس 1963م، حيث سأل الفريق لؤي الأتاسي رئيس وفد سورية قائلاً : كيف الموقف في اليمن الآن يا سيدي، ورد عليه المشير عبدالحكيم عامر فقال: "كويس خالص ، ممتاز دي الوقت الحمد لله.. عمليات التسلل بدأت تنسحب ".
وقال عبدالناصر: الواقع انه بعد 15 يوماً من الثورة كان كل شيء هادئاً في اليمن . وبعدين جابوا الحسن وابتدوا يودوا فلوس وسلاح ويجندوا أناس ، هم دخلوا لغاية دلوقت عدة آلاف قطعة سلاح ، اشتراها سعود من بلجيكا وباكستان".
وسأل لؤي الأتاسي: وهل انقطع أملهم الآن؟
عبدالناصر :مفيش أمل لهم .
الجدير بالذكر أن الحسن شقيق الإمام احمد- وكان يمثل حكومة الامامة في أميركا- وصل إلى الرياض وعلى الفور نصب نفسه إماماً، كما كان قد وصل في الأسبوع الثاني للثورة الإمام محمد البدر إلى الحدود السعودية فاراً من ثورة الشعب اليمني ومعه عدد من اعداء الثورة، وطالب بالتدخل فتحقق للسعودية هدفها في شن عدوان اجرامي اضعف اليمن بشكل غير مسبوق مقابل مد البدر بالمساعدات المادية والعسكرية لقتل الشعب اليمني.
> في 4 أكتوبر 1962م أرسلت السعودية مذكرة تطالب القاهرة بإعادة الطائرة الحربية التي كانت محملة بالاسلحة الا انها لم تتجه الى نجران وفرت بطاقمها الى مصر- بقيادة الرئيس طيار رشاد ششة والرئيس طيار احمد حسين طه والفني درجة ثانية عمر ازميرلي- قد غادرت مطار جدة في الساعة الواحدة والنصف بتوقيت جرينتش صباح يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1962م ورفضوا أن يشاركوا في قتل الشعب اليمني واتجهوا إلى مطار القاهرة وكان في استقبالهم أحد الوزراء وبعض المسئولين المصريين.
غير أن السفارة المصرية في جدة رفضت تسلم المذكرة وردتها إلى الوزارة يوم 6 فأصدرت وزارة الخارجية السعودية يوم 7 نوفمبر بياناً ابلغت فيه القائم بأعمال جمهورية مصر في جدة قرار السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
> في اول نوفمبر 1962م أعلن السيد علي صبري رئيس الحكومة المصرية أن حكومته ستقف بكل قواها الى جانب حكومة السلال لمقاومة أي عدوان يقع عليها.
> في 2 نوفمبر سنة 1962م قامت طائرات حربية يمنية بشن غارات على تجمعات الملكيين والقوات السعودية والاردنية التي دخلت الى الحدود اليمنية ، بيد ان السعودية وجهت الاتهام الى الجيش المصري فخرج متحدث رسمي مصري مفنداً أكاذيب السعودية، موضحاً في بيان نشر يوم 3 نوفمبر:
" تعرضت جمهورية اليمن منذ ثلاثة أيام لعملية غزو من السعودية إذ أن قوات سعودية وأردنية عبرت الحدود السعودية اليمنية للاستيلاء على مدينة حرض وقد سحقت قوات جمهورية اليمن العدوان السعودي الأردني وقضت عليهم وأوقعت بهم خسائر فادحة في صفوفهم.
واضاف المتحدث :" أن حكومة الجمهورية العربية المتحدة تعلن أنها تساعد ثورة اليمن وأنها ستقف بكل قواها ضد أي عدوان.. وتحمل حكومة (سعود - فيصل) جميع النتائج المترتبة على هذا الغزو على حدود جمهورية اليمن ".
> في 7نوفمبر 1962م أصدرت وزارة الدفاع والطيران السعودية بلاغاً زعمت فيه انه في يومي 5 و6 نوفمبر 1962م قامت طائرات مصرية وثلاث قطع بحرية حربية بقصف مناطق سعودية وذلك لتبرير استمرار عدوانها على اليمن..
> في يوم 13 أكتوبر 1962م.. وفي سياق نفس الأكاذيب القديمة الجديدة بثت إذاعة مكة بياناً نفت فيه إرسال أية قوة سعودية إلى اليمن، كما تفعل اليوم وتزعم انها لا تعتدي على اليمن..
كما كررت في يوم 19 أكتوبر ، الكذب وقالت بأنه لا قوات سعودية تعمل في اليمن .

> في 6 يناير سنة 1963م، قرر مجلس الدفاع السعودي برئاسة الأمير فيصل إنشاء مراكز للتدريب العسكري في مختلف أنحاء المملكة واستنفرت كل قواتها للقضاء على الثورة اليمنية.
ومن ذلك انها فتحت خمسة مراكز في الرياض والدمام وجدة والطائف وأبها لتدريب السعوديين على حمل السلاح لمواجهة أي عدوان غاشم الأراضي المقدسة في توظيف قذر لحربهم العدوانية..
أمام هذه التداعيات والحرب العبثية التي تشنها السعودية وإيران والأردن وبريطانيا حاولت القاهرة إقناع الملك سعود خلال مشاركته في مؤتمر الملوك والرؤساء بالتفاهم مع السلال حول قضية اليمن فرفض..
> في يوم 22 أبريل سنة 1963م وصل الرئيس جمال عبدالناصر إلى صنعاء ليقضي عيد الأضحى بين جنوده ومنها ذهب يوم 26 ابريل إلى مدينة تعز وشن هجوماً عنيفاً على بريطانيا.. وقال: إن قوات بلاده لن تنسحب من اليمن مادام الإنكليز في عدن..

> في 14 فبراير1962م طالبت السعودية بخروج الجيش المصري من اليمن ، وبررت طلبها بأن وجود هذا الجيش يولد أخطاراً عسكرية وسياسية تهدد المنطقة كلها.
> في 15 أبريل سنة 1963م اقتنعت السعودية واعلنت موافقتها على تشكيل لجنة دولية محايدة لبحث النزاع الدائر في اليمن .
الجامعة العربية، رأت أنه بعد انقضاء سنة كاملة من العدوان السعودي على اليمن أن تبذل وساطتها ، فقرر مجلسها في جلسته المنعقدة يوم 19 سبتمبر 1963م من الدورة الأربعين ، إيفاد بعثة إلى جزيرة العرب للاتصال بقادتها " والعمل على العودة بالسلام إلى ربوع اليمن ، واستئناف العلاقات الطيبة بين الدول ذاتها ".
وتألفت البعثة من الدكتور ناصر الحاني رئيس مجلس الجامعة وعبد الخالق حسونة الأمين العام للجامعة .
> في يوم 25سبتمبر1963م غادرت البعثة القاهرة إلى الطائف واجرت مباحثات مع المسؤولين السعوديين الا ان هذه الوساطة لم تحقق أي نتيجة تُذكر لأنها ظلت تدور في دائرة ضيقة .
في أوائل شهر يناير 1963م أرسلت الجامعة العربية تدعو الحكومات العربية للاشتراك في مؤتمر القمة العربي الأول الذي عقد في القاهرة يوم 13يناير وقد شارك في الاجتماع الرئيس السلال بصفته رئيساً للجمهورية والتقي بالملك سعود الذي شارك بالاجتماع وبحث معه بعض القضايا الخلافية، وما ان نشر الخبر عبر اذاعة صنعاء حتى سارعت السعودية الى نفي هذا الخبر في تنصل واضح عن الالتزامات السعودية .
رأت القاهرة بعد أن فشلت المساعي التي بذلتها لدى الملك سعود، بالإضافة إلى فشل وفد الجامعة العربية من قبل، رأت أن تدخل من باب آخر، فقررت إيفاد المشير عبدالحكيم عامر إلى الرياض ومعه أنور السادات للتباحث مع الأمير فيصل وإقناعه بحل مشكلة اليمن على قاعدة الاعتراف بحكم السلال.
تقدم الوفد المصري وفد وساطة يتألف من السيد محمد توفيق المدني مندوباً للرئيس احمد بن بلة، والدكتور شامل السامرائي مندوباً لعبدالسلام عارف واللذين وصلا يوم13 فبراير 1964م إلى الرياض وبحثا مع الأمير فيصل ايجاد حل للازمة اليمنية .

> في أول مارس 1964م وصل إلى الرياض الوفد المصري المكون من المشير عبدالحكيم عامر النائب الأول لرئيس الجمهورية، والمقدم أنور السادات رئيس مجلس الأمة فاجتمعا مع وفد العراق والجزائر، وظلت الوفود الثلاثة تبذل الجهود مع المسؤولين السعوديين على مدى ثلاثة أيام لحمل الأمير فيصل على تعديل موقفه المتشدد والموافقة على بحث حل لمشكلة اليمن ولكنه رفض كل الجهود بنفس الغطرسة التي يمارسها آل سعود اليوم، وتم الاتفاق على ان يزور الأمير فيصل القاهرة..
> في 5 سبتمبر1964م وصل الامير فيصل إلى الإسكندرية للمشاركة في مؤتمر القمة العربي، وقد عقد الرئيس جمال عبدالناصر، مع الامير فيصل عدة اجتماعات، أسفرت عن الاتفاق على عدد من النقاط بحسب البيان الصادر ابرزها:
* عزم مصر والسعودية على التعاون التام في حل الخلافات القائمة بين الأطراف المختلفة في اليمن ،وتصميمهما على منع الاشتباكات المسلحة.
* أن تقوم الدولتان بالاتصالات اللازمة والتوسط لدى الأطراف المعنية لتهيئة جو من التفاهم للوصول إلى حل الخلافات القائمة بالطرق السلمية ، على أن تستمر تلك الاتصالات إلى أن تزول تلك الخلافات وتستقر الأمور في اليمن .
> فى29 أكتوبر وحتى 2نوفمبر1964م عقد في مدينة أركويت السودانية مؤتمر مصالحة يمنية- يمنية وقد رأس وفد الجمهورية اليمنية الشهيد محمد محمود الزبيري ووفد الإماميين أحمد الشامي.. أوفدت مصر ممثلاً لها احمد شكري والعميد محمد محمود قاسم ..
كما أوفدت السعودية الدكتور رشاد فرعون ومحمود عبدالهادي للغاية ذاتها، وقد تم في الاجتماع الاتفاق على وقف اطلاق النار وعقد مؤتمر أوسع نطاقاً، واكبر دائرة ، يعقد في مدينة حرض في 23 نوفمبر 1964م، ويشارك فيه 169 مندوباً يمثلون الفريقين على السواء.

> في يوم 8 نوفمبر سنة 1964م، حدد موعد لوقف إطلاق النار لكن وكالعادة لم تلتزم السعودية بذلك، كما لم يعقد المؤتمر في موعده وظلت الطائرات السعودية والمرتزقة يحرقون عدداً من القرى اليمنية.
> في 22 أغسطس 1965م وصل عبدالناصر إلى جدة وعقد مباحثات مع الملك السعودي وناقشا القضية اليمنية واتفقا على الانسحاب التدريجي للقوات المصرية من اليمن خلال عشرة أشهر ووقف كل المساعدات السعودية للملكيين على أن يتشكل مجلس يمني من 50 عضواً يمثلون جميع الفصائل اليمنية ويعهد إليه تكوين حكومة انتقالية لمدة عام يحدد فيها مستقبل اليمن وتبعاً لذلك انعقد مؤتمر حرض في 23 نوفمبر من نفس العام بهدف تكوين حكومة انتقالية لإدارة البلد خلال المرحلة الانتقالية حتى موعد الاستفتاء لكن المؤتمر أُجّل بعد اختلاف الطرفين حول مسمى الدولة خلال الفترة الانتقالية وذلك بعد تدخل السعودية..
وسارت الأمور في اتجاه آخر ولم تفلح الحلول السياسية ووصل الجميع إلى حصار السبعين الذي بذلت فيه السعودية أموالاً طائلة وكانت تنظر إليه على أنه المخرج لعودة الملكية إلى اليمن مرة أخرى وبالتالي بقاء الهيمنة السعودية..

حصار السبعين
صمود الثوار في حصار السبعين يوماً والملاحم الاسطورية التي على اجترحها رجال المقاومة الشعبية اصابت السعودية بذهول شديد وهو ما جعلها تتخلى عن دعم البدر ونظامه الملكي والاتجاه إلى البحث عن موطئ قدم لها في اليمن، فكانت بعض القبائل الجمهورية التي بدأت تتطلع إلى الحكم هي المنفذ الذي من خلاله يمكن للسعوديين الابقاء ولو على جزء من هيمنتهم على اليمن مستغلين مطالبة هذه الأطراف برفض التواجد المصري في اليمن.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47304.htm