الثلاثاء, 27-سبتمبر-2016
-
ناشــطـون لـ«الميثاق»:رفض الحوار العبثي قرار حكيم للمجلس السياسي
استطلاع / عبدالكريم محمد
وصف سياسيون وناشطون قرار المجلس السياسي برفض الخوض في أي حوار إلاّ بعد وقف العدوان ورفع الحصار، بأنه قرار صائب يعكس رغبة وموقف الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني وقواه السياسية التي ترى أن إجراء أي مشاروات في ظل استمرار المجازر التي ترتكبها السعودية كل يوم بحق المدنيين اليمنيين خيانة لدماء الشهداء والجرحى ويجب التوقف عما أسموه بعبث المشاورات .
مؤكدين في تصريحات لـ«الميثاق» أن موقف المجلس السياسي جاء في وقته ويجب أن يستمر المجلس في التمسك به مع فتح قنوات خارجية وتحركات يتم من خلالها إيصال صوت اليمنيين للعالم وتوضيح بشاعة الجرائم التي تقترفها السعودية بحق المدنيين الذين غالبيتهم نساء وأطفال.. فإلى الحصيلة :
> في البداية تحدث الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب الشرفي قائلاً:
كانت مسألة وقف الحرب هي محور النقاشات التمهيدية لكل المحطات التفاوضية من جنيف واحد وحتى الكويت لأنه لا يمكن القبول باستمرار العدوان مع الانخراط في مفاوضات سياسية، وفي كل تلك الجولات كان العدوان يوافق على ذلك لكنه لا ينفذ ما يتم الاتفاق عليه، ففي (جنيف 2) تم الاتفاق مثلاً على تزامن وقف العدوان وبدء المشاورات وعندما نكث العدوان بما تم الاتفاق عليه ولم يلتزم بشيء منه، جرى الاتفاق في محطة الكويت على فكرة ومبدأ ان يسبق وقف العدوان المفاوضات بخمسة أيام كي لا يتم الوقوع في ذات الموقف الذي حدث في (جنيف 2) لكن ورغم ذلك لم يلتزم العدوان بالاتفاق كما درجت عليه العادة ،لتنتهي مشاورات الكويت والعدوان مستمر .
وفي سياق كل ذلك وبالنظر للتجارب السابقة ، هاهو المجلس السياسي يتمسك بمطلب المفاوضات، ولكن شريطة وقف العدوان والجرائم التي ترتكب كل يوم بحق المدنيين دون محاسبة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تتفرج على ذبح وحصار شعب بكامله ولا تحرك حياله ساكناً..
وقال الشرفي: في تقديري إن موقف المجلس السياسي بهذا الشأن صائب وفي محله وإن كان ليس موقفاً جديداً باعتبار ان ذلك هو المنطق السياسي والتفاوضي طالما قبلت كل الاطراف الجلوس للتفاوض فلم يعد هناك مبرر اطلاقا ًلاستمرار العدوان ، ونتمنى أن يتم التمسك بهذا المطلب والاشتراط المنطقي جداً خاصة في ظل الجرائم اليومية التي ترتكبها السعودية والامارات بحق المدنيين اليمنيين ومعظمهم من النساء والأطفال ، وعلى المجلس السياسي في هذا الجانب التحرك وفتح قنوات خارجية لمخاطبة العالم وتبصيره بما يرتكب بحق الشعب اليمني ويوضح من خلاله موقفه من المفاوضات وماسبب اشتراط وقف العدوان ومن ثم الانخراط في جولة مفاوضات جديدة.
> إلى ذلك تحدث الباحث والناشط محمد عبده الشجاع قائلاً:
- ليس أمام المجلس السياسي من حل إلا رفض العبث المسمى بالحوار، خاصة وقد تم تجريب ذلك طوال الفترة الماضية لكن دون أن يخرج بشيء.اليوم وبعد تغول تحالف العدوان في ارتكاب المجازر ضد اليمنيين دون استثناء فهذا يدل دلالة واضحة على أن ورقة التحاور ورقة هشة، ما لم يتم ايقاف هذا العدوان ورفع الحصار فلا يجب الجلوس على طاولة واحدة.
لافتاً إلى أن اليمن مقطوع عن العالم والذي يتفرج والشعب اليمني يُقتل كل يوم بأسلحة محرمة دون ان يحرك ساكناً باستثناء بعض المنظمات والصحف العالمية وبعض القنوات التي نشرت تقارير كانت في غاية الأهمية.
مشيراً إلى أن العدوان أخذ طابعاً خطيراً والشعب اليمني هو من يدفع الثمن كل يوم فيما الدول الكبرى تتلاعب بهذه الأوراق لاستدراج النظام السعودي أكثر وعقد الصفقات على حساب دماه وكل مقدرات الشعب اليمني وأرواح الابرياء.
إذاً بعد كل ما جرى لا يوجد شيء سنخسره من رفض الحوار ما لم تكن هناك ضمانات عملية للاستمرار، أولها وقف العدوان والحصار، وما سيعزز الموقف أكثر هو أن تكون ورقة المتحاورين تحت قيادة واحدة، كل همها السعي لإيجاد مخارج اقتصادية وضغوطات لفك الحصار الجوي واستغلال الاصوات التي بدأت ترتفع، وتعزيز الموقف بإيصال صورة واضحة عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، بدل البرود الذي نشهده في الداخل والخارج وكذلك تعزيز الجبهات على الحدود.
وقال الشجاع: المواطن يشعر بغياب في الاعلام المحلي الذي يكتفي بنشرات الاخبار والتقارير الرنانة، هذا لا يكفي لا بد من العمل على كل المستويات.. هناك العديد من الأشخاص والجهات والقنوات لا بد من التواصل الدائم معهم.
نحن أمام عدو لديه كل الامكانات، يعقد صفقات السلاح وصفقات الارتزاق والاعلام، ويناور على كل المستويات، ويظهر في قاعة الامم المتحدة ويتباكى على الضحايا، وما لم يكن المجلس السياسي موحداً لمواقفه وواضحاً وشفافاً من خلال اتخاذ خطوات عملية فإنه سيظل مجلساً شكلياً مع الاخذ بالاعتبار المرحلة الصعبة التي نمر بها جميعاً.
لذا على المجلس السياسي أن يعي تماماً حجم التواطؤ الدولي وأن يسخر كل امكاناته لإيصال صوت هذا الشعب إلى العالم، كما أن على الاطراف السياسية داخل البلد أن تعي ذلك جيداً، ويكفينا تفريخاً للمشاريع الجوفاء والشعارات.. الميدان واحد والوجع واحد، وتكالب العالم يعصف بالجميع.
> من جانبه أكد الكاتب الصحفي والناشط أحمدالشاوش - رئيس تحرير صحيفة سام برس الإلكترونية-:
- أن الحوار في ظل الحصار والعدوان البربري الذي يرتكب كل يوم مجازر بشعة بحق المدنيين والنساء والأطفال لا معنى له وليس من المفيد الحديث عنه ، ما لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار ويعود جميع العالقين في مطارات العالم .
وقال: أعتقد ان رفض المجلس السياسي الاعلى إجراء اي حوار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار، قرار منطقي وترجمة عملية للواقع ولموقف ملايين اليمنيين مما يجري من مهزلة اسمها حوار في ظل قتل وجرح المئات من المدنيين اليمنيين على يد آلة الموت السعودية التي تحاول أن تركع الشعب اليمني وتفصل له سلاماً على مقاييس مصالحها وبما يخدم نفوذها ورغبتها الجامحة في خطف القرار والسيادة من اليمنيين.. وفي ظني أن قرار المجلس السياسي جاء في وقته، وكلنا معه، ولو لم يتخذه لكان الجميع سيطالبه به، لأن المجلس يتحمل مسؤوليات سياسية ووطنية وتاريخية ، يعكس من خلالها الارادة الشعبية ويجسد مطالب غالبية الطيف اليمني الذي يرى أن استمرار تحالف العدوان بقيادة السعودية في إبادة اليمنيين وانتهاك سيادتهم تجاوز للقوانين الدولية والانسانية وتواصل لمجازرالابادة الممنهجة .
كما ان طموحات وآمال الشعب اليمني تتجه الى ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار للحفاظ على ماتبقى من الدولة وانقاذ مايمكن انقاذه بعد ان تم استهداف اليمن عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وجغرافياً، لذا فإن إيقاف العدوان ورفع الحصار يعتبر مقدمة حقيقية لإثبات حسن نوايا مايسمى بالحكومة الشرعية التي لاتملك- مع الاسف الشديد- اي قدرة على اتخاذ قرار مستقل قد يفضي الى حل سياسي متزن ، يتبلور من خلال العودة إلى طاولات المشاورات، مع اننا لا نعول شيئاً على ما تسمى بالشرعية التي لا تمتلك قرارها ، والتي تثير- أيضاً- أكثر من علامة استفهام.
واختتم الشجاع تصريحه بالقول: واذا ما أردنا سلاماً حقيقياً في اليمن والمنطقة فلا بد من حوار مباشر مع السعودية الدولة المعتدية على شعبنا بإشراف الخمسة الكبار في مجلس الأمن وسلطنة عمان ، لاسيما بعد ان افشلت الرياض كل المساعي الحميدة لتحقيق السلام.
> قال الأديب وليد الحسام - عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين:
- برفض المجلس السياسي الأعلى اجراء أي حوار- إلا بعد إيقاف العدوان ورفع الحصار الشامل عن اليمن- يكون المجلس قد وقف على منصة الشعب التي تُمثل المطالب الشعبية الأساسية التي تجسد الأساس لجدية الحوارات والمفاوضات.. أهمية موقف رفض الحوار من قبل المجلس السياسي الأعلى في ظل استمرار العدوان والحصار تكمن في أنه يعكس مدى احترام القيادة السياسية للشعب وإرادته وقضيته ومظلوميته.. وأهم ما تحققه هذه الموقف أنها تؤكد للعالم الاستقلال السياسي لقيادة اليمن وعدم ارتهانها لسياسات خارجية وهذا بحد ذاته يجسد حقيقة امتلاك الشعب اليمني للشرعية التي منحها لمن اختارهم لإدارة شؤون البلاد ، كذلك فإن الرفض هذا سيحد من هزلية مواقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التعامل مع الملف اليمني ومظلومية شعبه ، فرفض الحوار في حالة عدم إيقاف العدوان ورفع الحصار يعتبر بلاغاً للمجتمع الدولي وتعريفاً بحجم الجرائم والمجازر التي ترتكبها السعودية بحق الشعب اليمني، وربما سيشكل هذا الموقف ورقة ضغط للاهتمام بالقضية اليمنية، وتأتي كذلك أهمية هذا الموقف من خلال إشعار رعاة المفاوضات بأن الشعب اليمني يدرك أن التخاذل الدولي والأممي بشأن اليمن يعطي مساحة لآل سعود وتحالفهم لارتكاب المزيد من الجرائم من تدمير وقتل بشع للأبرياء، ولهذا أعتقد أن المفاوضات القادمة بعد تنفيذ طلب المجلس السياسي الأعلى ستكون محمولة على الجدية والتقاربات الحثيثة والاهتمام الدولي بإلزام طرف العدوان بالجدية لتحقيق حلول للأزمة.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47337.htm