الميثاق نت -

الثلاثاء, 27-سبتمبر-2016
فيصل عساج -
وصفت كريستين سورما زميلة الأمير الشهيد فيصل بن مساعد عندما تزاملا في جامعة كلورادو أن الأمير قد نال لقب محرر شعب بلاده بقتله ملك الرجعية الملك فيصل بن عبدالعزيز.. وقالت: «إن العملية الجريئة التي قام بها الأمير فيصل بن مساعد لقتل الملك لم تكن قتلاً بالمعنى المفهوم من هذه الكلمة بل كانت من ذلك النوع الذي يقوم به الأطباء عندما يزيلون بمشرطهم الرقيق ورماً خبيثاً، وأن أحداً لم يصف أي جراح في العالم بأنه جزار.. لقد كان الملك فيصل ورماً خبيثاً في جسم الشعب وكان خطراً على الأمة العربية كلها فاجتثه فيصل بن مساعد كما يجتث كل طبيب ورم السرطان القاتل»..
إننا هنا مدعوون لتحديد شخصية القاتل وشخصية القتيل من بين الفيصلين وهذه مسئوليتنا في صراعنا مع الطغيان والجبروت، ولقد كان فيصل الملك مسئولاً مسئولية مباشرة وغير مباشرة عن سلسلة من المجازر التي لطخ بها التاريخ وكان في طليعتها:
- مجزرة الطائف عام 1927م التي كان فيصل قائداً من قواد الجيش السعودي فيها.
- قتلى المعارك التي دارت على أرض عسير ونجران وجيزان وهم يعدون بالآلاف وكان فيصل قائد الحملة العسكرية التي قامت بالمجازر فيها.
- قتلى الغزو السعودي لليمن عام 1933-1934م وهم أيضاً يعدون بعشرات الآلاف وكان فيصل قائد الجيش السعودي فيها.
- قتلى الصدام الدامي الذي استمر اكثر من ثمان سنوات بين اليمنيين الجمهوريين والملكيين، وكان فيصل يمد الملكيين بالمال والسلاح لقتل اخوانهم وابناء وطنهم.
- قتلى الغارات التي قام الفارون من جمهورية اليمن الديمقراطية والذي كان فيصل يمدهم بالمال والسلاح ليقتلوا بها اخوانهم وابناء وطنهم.
- قتلى العمانيين في ظفار الذين كانوا يُقتلون بيد مرتزقة استأجرهم فيصل بأموال الشعب السعودي لإضعاف الشعب العماني الشقيق بإسقاطه في صراعات داخلية ولزعزعة نظام السلطان قابوس.
- القتلى اليمنيون السبعة عشر الذين قتلهم فيصل قبل عيد الأضحى عام 1967م في صفاة- الرياض.
- الشهداء الذين تم اغتيالهم بأمر الملك فيصل فيما بين عام 1969م وعام 1971م في سجون الدمام والرياض وجدة وهم بالاسماء «مجيد الشماسي، وصفي المداح، حسن فرج العمران، سعود المعمر، عبدالواحد عبدالجبار، عبدالرؤوف الخنيزي، حسن الجشي، احمد عتوق وغيرهم».
- قتل الأمير خالد بن مساعد شقيق فيصل بن مساعد في عام 1966م.
- قتل روح الشعب ككل عن طريق نشر الإرهاب وتكريس التخلف وتسلط قوى الاستعمار والامبريالية عليه.
لقد كان الأمير الشهيد يعتبر السعودية أكبر عقبة في وجه التقدم في العالم العربي وان همّ العائلة السعودية التعاون مع شركات الزيت الأمريكية فقط، وكان الشهيد صلباً في وجه اسرائيل جراء احتلالها فلسطين وأن السعودية ظلت بمواقفها تضعف قضية الشعب الفلسطيني، وكثيراً ما كان يبدو قلقاً لانتمائه للأسرة الحاكمة في السعودية.. وقالت «مجلة الصياد» اللبنانية يومها إن ممن دبروا قتل الملك فيصل هو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وكان يومها أميراً لمدينة الرياض وقد التقى سلمان المحرض والشهيد الشجاع وأعرب سلمان بن عبدالعزيز للأمير فيصل بن مساعد عن انزعاجه من تصرفات الملك فيصل وأنه لابد من ايقافه ولو بالقتل، وتم لقاء آخر بين الأمير الشهيد فيصل بن مساعد مع فهد بن عبدالعزيز آل سعود في أوروبا وكان ذلك اللقاء حول ضرورة تصفية الملك السعودي فيصل.
ويومها راج خبر قوي المصدر بأن شقيقة الأمير فيصل بن مساعد أعلمت الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن أخاها ينوي شراً بالملك وتجاهل سلمان ذلك التحذير لأنه في قرارة نفسه شجع على قتل الملك فيصل، كما ان سلمان مع اخوانه السديريين يقفون ضد فيصل وهم أركان الإدارة الأمريكية في السعودية وعلى إثر تنفيذ عملية الاغتيال اصطحب سلمان بن عبدالعزيز فيصل بن مساعد معه الى قصره ووضعه تحت حراسته وأجرى تحقيقاً معه وبإشرافه شخصياً وكذا ولي العهد فهد بن عبدالعزيز ولم يحدث في أية دولة أن تحول رجلاها الأول والثاني الى محققين..
والخلاصة أن التحقيقات تسارعت برواية أن القاتل مجنون، بينما الحقيقة أن سلمان واخوانه خططوا والأمير الشهيد نفذ الحكم نظراً لما ارتكبه فيصل بن عبدالعزيز من جرائم بحق أسرته ونزع ملكهم في حائل، وغيرها من المذابح التي ارتكبها ملك الرجعية في مدن السعودية والوطن العربي في ظل البؤس الذي يعيشه الشعب السعودي مع أن إمكانات المملكة المالية خيالية..
وقبل قتل الملك فيصل قال الأمير الشهيد إنه لم يقدم على ما عمله إلاّ بعد أن استنفد كل النصائح للملك فيصل لصالح المملكة العربية السعودية ولكن كان ينظر الملك فيصل اليه بازدراء وتكبر ويحسبه طفلاً وأنه طائش مع أن الأمير الشهيد يحمل شهادات عليا من ثلاث جامعات في أمريكا ودرس عاماً في إحدى الجامعات السعودية، وقد تم التحقيق معه وأفاد من خلال 18 صفحة دون توكيل محام للدفاع عنه أنه قتل الملك فيصل وأزال عقبة كبرى من طريق تقدم الشعب السعودي وتطوره وأنه غير نادم على ما فعله وأنه قدَّم عبرة لمن لا يعتبر..
النظام التعسفي والإرهابي في السعودية حاول التملص من مسئولية إعدام الأمير فيصل بن مساعد فناور مع أبيه واخوته ليقنعهم بأن يتولوا بأنفسهم قتل الأمير فيصل ليبرئ الحكم نفسه من دمه ويحمل ذوي القتيل مسئولية قتله ولكن جهود آل سعود ذهبت أدراج الرياح عندما قوبلت مساعيهم بالرفض.. لقط سقط رأس الشهيد فيصل بن مساعد من أجل حرية تراب بلده وشعبه، كما قالت يومها «الأوسيوشيد برس»: لقد كان هادئاً وهو يحبو أمام منصة الإعدام.. واذا انتصر جلاوزة الرجعية السعودية في الجولة الأولى بإعدام الشهيد الأمير فيصل بن مساعد، فإن الشعب دائماً هو المنتصر في الأخير.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47338.htm