رجاء الفضلي - النظام السعودي وحلفاؤه يمتهنون الإنسانية في اليمن منذ ما يزيد عن العام والنصف..
استهداف متعمد للمدنيين والمنشآت المدنية من قبل الطيران الحربي السعودي، أدى إلى استشهاد الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح آلاف آخرين، كما تم تدمير المئات من المنشآت الخدمية الحكومية والخاصة، حتى المواقع السياحية والأثرية لم تسلم من القصف وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة التي استهدفت أكثر من ثلاث مرات وأدى إلى تدمير العشرات من المنازل والقصور التاريخية واستشهاد العشرات من المواطنين القاطنين في منازلهم، وآخر تلك الهجمات حدثت فجر الثلاثاء الماضي..
هذا الإمعان السعودي في القتل للمدنيين والتدمير للمنشآت المدنية وامتهان الإنسانية في اليمن يقابَل من قبل حلفاء السعودية الرئيسيين «الولايات المتحدة وبريطانيا» بتقديم المزيد من الدعم العسكري والاستخباراتي للنظام السعودي، وعوضاً عن ذلك العمل على تعطيل الوظيفة الإنسانية والقانونية للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، والالتفاف على مطالبات المنظمات الإنسانية والقانونية الدولية بإجراء تحقيقات مستقلة في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السعودي وحلفاؤه في اليمن عبر غاراته الجوية..
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعملان على فرض لجنة تحقيق سعودية في الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن..!
الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية التي تدَّعي حمايتها للقانون الإنساني الدولي هي من تنتهك هذا القانون وتشجع حلفاءها الاستراتيجيين كالسعودية على ارتكاب المزيد من الجرائم في اليمن وتعمل على إعاقة أي إجراءات للتحقيق في تلك الجرائم والالتفاف على الوظيفة القانونية للأمم المتحدة، وجعل المنفذ لتلك الجرائم هو من يقوم بإجراء التحقيقات!!
هكذا تحمي الولايات المتحدة وشركاؤها القانون الإنساني الدولي وتعمل على تنفيذه..
حقاً إنه عالم بلا أخلاق، وأنظمة سياسية ظالمة تتحكم بمصير العالم.. وتسيّر القوانين الدولية وفقاً لإرادتها ورغبتها، ولا يمكن تغيير تلك الرغبات أو القفر عليها مهما تكشفت من حقائق!
أنظمة تقوم على العصبة والغلبة وليس على مقدار ممارسة المبادئ الأخلاقية في الحكم.. وتبدو الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر الدول في العالم التي تؤكد على الدوام أن السياسة بلا أخلاق، وان الوسائل التي تتبعها والممارسات التي تنفذها لا تنسجم مطلقاً مع مجمل القيم الإنسانية والحقوقية وفي المقدمة منها الاخلاق!!
هذه هي قيم العدالة التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي أوباما وأصم أسماعنا بها.. والغريب ان يقول: «نسعى لترسيخ قيم العدالة والمساواة والحكم الرشيد في مختلف أنحاء العالم لنعيش جميعاً في أمن وسلام»!!
إنها قيم العدالة والأمن والسلام الأمريكية والبريطانية وعديد دول أوروبية والتي تنطلق وفقاً للقاعدة الميكافيللية «الغاية تبرر الوسيلة»!!
إنها قيم العدالة التي تجعل من منفذ ومرتكب الجرائم الإنسانية في اليمن محققاً وقاضياً فيها!!
|