الجمعة, 30-سبتمبر-2016
الميثاق نت -     محمد أنعم -
يواصل المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد جولاته المكوكية إلى قصور دول تحالف العدوان وتحديداً السعودية لإيهام المجتمع الدولي باقتراب لحظات عودة السلام إلى اليمن، في الوقت الذي يبلغ التصعيد العسكري الذي يشنه تحالف العدوان على الشعب اليمني ذروته سواءً في تزايد الغارات الجوية أو على مستوى إمداد جبهات القتال المختلفة بالأسلحة والمرتزقة، إضافة إلى استمرار تضييق الحصار ومنع الآلاف من اليمنيين العالقين من العودة الى وطنهم.
يبدو واضحاً أن تحركات المبعوث الدولي لا تحمل أي جديد باتجاه حل الأزمة اليمنية بدليل أنها تكرر نفس أساليبه الخادعة تضييعاً للوقت لتمكين العدوان من تحقيق أي تقدم عسكري على الميدان.. والمثير للسخرية أن حكومة عملاء الرياض قد تم طردها من السعودية واصبحت في عرض البحر بعدن والفار هادي أيضاً خارج السعودية فما حاجة ولد الشيخ لزيارة قصور قاتلي الشعب اليمني والتي ستستمر أياماً ومن ثم سيعاود التردد على مكتب الزياني وبعدها سيعكف كعادته على إعداد إحاطته التي سيقدمها الى مجلس الأمن لأسابيع، غير مكترث بدماء عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني الذين يُقتلون ويُجرحون يومياً في ظل استمرار العدوان، كما لا يكترث لموت الآلاف بسبب نقص الغذاء والدواء ولم يتحرك ضميره وهو يعلم أن عشرات الآلاف ممن يعانون من الأمراض المستعصية يحتضرون بسبب حرمانهم من الأدوية جراء الحصار.
غير أن الأسوأ من كل ذلك أن ولد الشيخ أصبح لا يميز بين مهمته كمبعوث دولي وبين نوازع تجار الحروب، فسيرة الرجل طوال عام وثمانية أشهر تجعل أي متابع يصنفه بعيداً عن مهمة المبعوث الدولي المحايد حيث لا يحرص على وقف نزيف الدم وحماية الشعب اليمني المعتدَى عليه ظلماً وعدواناً ورفض أساليب قتله جوعاً وأمراضاً وبأسلحة محرمة دولياً.
الجولة المكوكية الجديدة يظهر فيها ولد الشيخ وكأنه جنرال عسكري في تحالف العدوان حيث يحرص دائماً على تفقد غرف عمليات تحالف العدوان في الرياض وأبوظبي وغيرهما، ويتصرف هكذا دون خجل وهو يدرك أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية يمنع الوفد الوطني قرابة شهرين من العودة الى العاصمة صنعاء ومايزال عالقاً في مسقط منذ فشل مشاورات الكويت التي شارك ولد الشيخ شخصياً في نسفها لاستمرار الحرب كونها تدر على تُجار الحروب أموالاً باهظة.
ولا يفوتنا هنا الاشارة الى تعمُّد ولد الشيخ تجاهل الحديث عن المبادرات التي يطرحها الزعيم علي عبدالله صالح أو المجلس السياسي الأعلى أو الوفد الوطني طوال الفترة الماضية، ورفضه التعامل معها بشكل دائم رغم أن هذه المبادرات تحمل في مضامينها حلولاً واقعية ومنطقية وتعبر عن حرص وطني مسئول على وقف الحرب وحل الأزمة السياسية سلمياً، بينما نجده يدافع باستماتة عن كل ما يُملى عليه من قبل السعودية ويسعى لفرضها على الشعب اليمني بكل الأساليب القذرة.
وسائل إعلام تحالف العدوان تتناقل اخبار جولة ولد الشيخ الجديدة، حيث ذهبت قناة »العربية« للحديث عن اتفاق سياسي يمني -يمني مرتقب، وذلك في اطار توسيع دائرة عملية التضليل عن استمرار جرائم السعودية باليمن.
وكالعادة تذهب أبواق آل سعود الى الزعم أن المبعوث الدولي لديه تصور مبدئي لحل الأزمة اليمنية وأنه يحمل مقترحاً لهدنة مدتها 72 ساعة لوقف اطلاق النار وايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
دائما تعوَّد ولد الشيخ أن تبدأ جولته الى الرياض، وكان ذلك في السابق مقبولاً ويمكن تفهُّمه، لكن عندما تكون حكومة العملاء في عدن والفار هادي خارج الرياض، فلا يمكن قبوله إلاّ اذا كان ينسق لحوار يمني-سعودي، وما دون ذلك فإن الزيارة تؤكد أن ولد الشيخ يحرص على أخذ توجيهاته أولاً من الرياض!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47386.htm