استطلاع/ فيصل الحزمي - 2194 مدرسة تضررت من العدوان و68 مكتب تربية
توجَّه يوم امس الاول أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة في المرحلتين الاساسية والثانوية إلى مدارسهم بأمانة العاصمة وعموم المحافظات لبدء عامهم الدراسي الجديد 2016/2017م .. غير ان عودة الطلاب الى مدارسهم باتت مشكلة تؤرق الميدان التربوي نتيجة الازدحام الشديد للطلاب الذين وصل عددهم في الحجرة الدراسية الواحدة في معظم المدارس الى ما يقارب 100 طالب نتيجة عدة عوامل ابرزها توقف المشاريع التربوية وكذا تدمير العدوان الذي تقوده السعودية على بلادنا عدداً كبيراً من المدارس بالاضافة الى مشكلة النازحين الذين حل بعضهم في المدارس ورفضوا الخروج منها.. حول الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لمعالجة مشكلة الازدحام لما لها من آثار سلبية على استيعاب الطلاب واداء المعلم..
ورغم كل هذه الصعوبات فإن عودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم للعام الدراسي الثاني من العدوان يمثل رسالة بأن عزائم اليمنيين لا تلين وأنهم صامدون وأن دورة الحياة مستمرة رغم محاولة العدوان تعطيل حياتهم وما شهده اليوم الدراسي الأول من غارات هيستيرية شاهد على ذلك..
«الميثاق» سلَّطت الضوء على هذه القضية في استطلاع صحفي مع عدد من القيادات التربوية.. الى التفاصيل..
كانت البداية مع الطالبة رويدا احمد -مدرسة اسماء للبنات بمنطقة معين- والتي أبدت انزعاجها من كثافة عدد الطالبات في حجرتها الدراسية قائلةً: نحن في اليوم الأول للعام الدراسي وقد وصل عدد الطالبات في الصف ثالث ثانوي في الشعبة الواحدة الى اكثر من خمسة وسبعين طالبة مما يعني ان العدد قد يصل الى مائة طالبة واكثر وهذا يؤثر علينا حيث لا نستطيع ان نفهم الدرس وصوت المعلمة لا يصل الى كل الطالبات اضافة الى الفوضى الناجمة عن الازدحام.. الامر ذاته اكدته ريم سلطان القدسي طالبة في مدرسة اسماء بقولها هذا الازدحام يؤثر سلباً على استيعاب الدروس وكلما زاد عدد الطلاب داخل الفصل قل استيعاب الطالب واداء المعلم واصبح من الصعب مزاولة اي نشاط او ايجاد نوع من المنافسة بين الطالبات، لان من الصعب جداً على الطلاب وخاصة في الصفوف الاخيرة ان يفهموا شرح المعلم .
لا يوجد مجال للحركة
من جهتها تحدثت سميرة العزاني- معلمة في مدرسة السلام منطقة شملان امانة العاصمة- عن آثار الازدحام على أداء المعلم قائلةً: من اهم المشاكل التي نواجهها في الميدان التربوي ازدحام الطالبات داخل الفصل فهذه المشكلة تحول دون أداء المعلم رسالته بشكل صحيح لانه مهما كانت قدرة المعلم فإن من المستحيل ان يقوم بنشاطه، وهناك أمور عملية يفترض ان يقوم بها ولكن نتيجة الازدحام لا يستطيع ويضطر المعلم الى إلغائها خاصة عندما يصل عدد الطالبات الى اكثر من مائة طالبة في الفصل الواحد.. مضيفة: لا استطيع ان اكتب على السبورة لان هناك طالبات يجلسن تحتها ولا يوجد مجال للحركة داخل الفصل.. نحن درسنا ان من الاساليب الناجحة للتدريس حركة المعلم داخل الفصل وهي من الاساليب العلمية الصحيحة لتجديد نشاط المعلم وتركيز الطالب، لكن في ظل الازدحام الشديد لا يمكن تطبيق ذلك لانه لا يوجد مجال للحركة داخل الفصل .
إلغاء معظم الأنشطة
وعن دور الادارة المدرسية في معالجة ازدحام الطلاب قالت الاستاذة سميرة الهندي -مديرة مدرسة السلام بمنطقة شملان: نحن في مدرسة السلام قمنا بإلغاء معظم الأنشطة وفتحنا فصولاً اضافية .. مطالبة قيادة التربية تزويد مدرسة السلام بخيام لاستخدامها فصولاً مؤقتة لمعالجة الازدحام ..
نظام فترتين
وفي ذات السياق دعت مديرة مدرسة أسماء للبنات بمنطقة معين القيادة التربوية الى ضرورة تشغيل جميع المدارس نظام فترتين لمعالجة مشكلة الازدحام ..واضافت الظفاري: هناك مدارس كثيرة تعمل فترة واحدة، ولو شغلت جميع المدارس فترتين سنكون اوجدنا الفصل والكرسي وبقي الكادر التربوي .. وهو موجود لان جميع مدارس امانة العاصمة استقبلت طلاباً نازحين من مدارس هُدمت في نفس المحافظة او من محافظات اخرى، ومثلما هناك طلاب وطالبات نازحون هناك معلمون ومعلمات وادارة مدرسية .. لذا اذا كان هناك ارادة حقيقية لمعالجة هذه المشكلة على قيادة التربية اصدار قرار يلزم المعلمين والمعلمات النازحين بمباشرة عملهم في المناطق التي نزحوا اليها ونكون بذلك عالجنا مشكلة الكادر وازدحام الطلاب ..
دور القطاع الخاص
للقطاع الخاص دور مهم وبارز في دعم العملية التعليمية خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد نتيجة العدوان والحصار الجائر على بلادنا .. ما الذي يمكن ان يقوم به القطاع الخاص لحل مشكلة الازدحام؟ سؤال اجاب عليه رجل الأعمال محمد الآنسي- المدير التنفيذي لمجموعة الجيل الجديد والذي تحدث قائلاً : يجب ان يساهم القطاع الخاص في مختلف مجالات التنمية في الظروف العادية والاستثنائية لان كل ما يقدمه القطاع الخاص يعود خيره بعد فترة على الوطن والتاجر على حدٍّ سواء.. وأضاف : نحن في مجموعة الجيل الجديد ساهمنا في اعادة ترميم عدد من مدارس امانة العاصمة كواجب وطني تجاه بلدنا التي احتضنتنا وعشنا من خيرها .. مجموعة الجليل الجديد تساهم كل عام في كثير من الأنشطة التربوية منها على سبيل الذكر تكريم أوائل الجمهورية وحملة العودة إلى المدرسة التي ساهمنا فيها هذا العام بعشرة آلاف حقيبة مدرسية منها الفا حقيبة لمؤسسة الشهداء .
واقع جديد
في ختام هذا الاستطلاع كان لنا وقفة مع احد قيادة التربية الأستاذ عبدالكريم الجنداري- وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع والتجهيزات المدرسيةِ والذي تحدث حول هذا الموضوع قائلاً: نحن نعيش في اليمن في وضع غير اعتيادي، فقد خلق العدوان واقعاً جديداً وتحديات يجب ان نتعامل معها ونواجهها بكل تحدٍّ وإصرار، ومن هذه التحديات مضاعفة مشكلة الازدحام في المدارس نتيجة عدة عوامل منها توقف مشاريع بناء المدارس واستهداف العدوان عدداً كبيراً من المدارس حيث وصل عدد التي تضررت من العدوان بشكل كامل الى 245 مدرسة و1164 تضررت جزئياً اضافة الى 68 مكتب تربية مما جعلها خارج الجاهزية حيث تم اغلاق ما يزيد عن الف مدرسة لوقوعها بجوار مناطق يستهدفها العدوان وكذا انشغال عدد آخر من المدارس بالنازحين إضافة الى تسبب العدوان في حالات نزوح كبيرة جدا أدى الى استقرار النازحين في العاصمة وغيرها من المدن وبالتالي الأمر الذي شكل ضغوطاً على المدارس والأحياء التي تواجدوا فيها .. وأضاف : نحن نقر بأن هذا تحدٍّ كبير تواجهه الوزارة وتعمل على معالجته في حدود الإمكانيات المتاحة.. وتتمثل في ايجاد فصول دراسية بديلة مؤقتة حيث يوجد ازدحام او المدرسة مدمرة او بها نازحون وهذه الفصول في الغالب هي من الخيام او ملحقات المساجد او شقق وغيرها.. وأضاف: ومن المعالجات البدء في ترميم المدارس التي اضرارها ليست كبيرة، وتم حتى الآن ترميم 82 مدرسة موزعة في خمس محافظات ويجري ترميم 208 مدارس موزعة في 14 محافظة إضافة إلى ذلك تقوم الوزارة ببناء مدارس من خلال تمويل من مشروع الشراكة العالمية وبدأنا في بناء مدارس جديدة في محافظات معينة هي حجة والحديدة وشبوة وذمار، اجمالي فصول هذه المرحلة الاولى 30 فصلاً دراسياً.. ونحن في امانة العاصمة لا يزال لدينا مدارس مشغولة بالنازحين وكذا في محافظات إب وتعز وعمران وغيرها والعمل مستمر لإيجاد بدائل لاستيعابهم بدلاً عن المدارس..
|