الثلاثاء, 04-أكتوبر-2016
-
أكد عدد من السياسيين والمثقفين أن قانون محاكمة رعاة الإرهاب(جاستا) الذي أقرّه مجلسا النواب والكونجرس الأمريكي يعد بداية حقيقية لتحولات عميقة وأول الأحجار التي ستقود إلى انهيار النظام السعودي.
وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق»: ان قرار مقاضاة النظام السعودي سوف يستنزف الخزينة السعودية واستثماراتها وودائعها وسنداتها في أميركا وكذلك ثرواتها لعدة سنوات.. مشيرين إلى أن اقرار هذا القانون جاء كنتيجة طبيعية لتآمر النظام السعودي على قضايا المنطقة العربية وحقوقها ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وبمثابة نهاية خدمة للسعودية.
مؤكدين أنه بعد اقرار هذا القانون سيصبح من حق الشعب اليمني الاستعداد الكامل وتجهيز الملفات لمقاضاة السعودية، وكذا الاستعداد لمواجهة التحولات العميقة التي ستستجد في المنطقة جراء هذا القانون وغيرها من الأحداث التي أخذت بالتسارع في الفترة الأخيرة.. فإلى الحصيلة :
استطلاع / عبدالكريم محمد
> قال الأستاذ طه حسين الهمداني- رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية:
> > إقرار أمريكا قانون مقاضاة رعاة الإرهاب من قبل المؤسستين التشريعيتين الرئيسيتين في الولايات المتحدة الأميركية تحول مهم ،لا ينبغي التعامل معه كحدث عابر أو غيمة وعَدَّتْ، سيما وقد أعد وفُصّل على مقاسات السعودية كونها المتهم الأول في دعم وتفريخ الإرهاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، اضف إلى ذلك توقيته الذي يأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية وانتخاب، أو التجديد لعدد كبير من أعضاء الكنجرس والنواب.
وأضاف: أما حيثيات القانون ،يمكن القول إنه بُني على عدة اعتبارات وضرورات انطلقت من المنظور الأميركي الذي اتخذه بناءً على معطيات وحقائق واقعية، وعلى رأسها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، التي راح ضحيتها نحو (4000) قتيل وجريح، وكان جميع المنفذين لتلك الجريمة الإرهابية من المواطنين السعوديين ،ما عدا شخص واحد من أصل الـ(16) شخصاً لم يكن سعودياً.
مشيراً إلى أن القانون والخطاب السياسي الأمريكي يقول إن التحالف مع السعودية صار عبئاً على واشنطن ، أكثر منه رافعة إيجابية لتحقيق مصالح معينة مادية وسياسية.. وبالتالي سيكون هذا القانون اضافة جديدة ورسالة تحول نوعية واستراتيجية تبعثها أميركا لواحد من أهم حلفائها الاستراتيجيين في منطقتنا والعالم (السعودية) خاصة وقد سبقتها عدة رسائل صدرت من أعلى الهرم في مؤسسات الدولة الأميركية وهو الرئيس باراك أوباما الذي تحدث عن السعودية في أكثر من مناسبة، لكن ربما أن اهمها ما قاله لمجلة (إتلانتك) قبل عام تقريباً والتي عرفت تلك النقاط والأفكار التي طرحها بـ(عقيدة أوباما)، غير أن قانون محاكمة رعاة الإرهاب الأخير والذي يقصد به مباشرة السعودية ، هو الأهم والأخطر في المسألة وفي مسلسل التحولات الملحوظة في السياسة الأميركية،يعتبر حداً فاصلاً بين عهدين ، عهد اتسم بالعلاقات الدافئة والحميمية، وعهد- منذ عام ومن اليوم تحديداً- التنافر والتباعد في السياسات والرؤى والأفكار..
وأوضح الاستاذ طه الهمداني أن هذا التحول يأتي مبرراً لعدة أسباب أهمها: أن أميركا ضاقت ذرعاً من الممارسات السعودية ، سواء كدولة ديكتاتورية أو عقائدية ، أو كدولة ينظر لها الكثير على مستوى العالم بأنها مصدر للإرهاب ومساهم في إذكاء الصراعات هنا وهناك ،من خلال تزاوج نظامها الديني بالسياسي وسطوة الفكر الوهابي السلفي المتشدد الذي يميز المملكة،ويظهر جلياً في إعلامها ومؤلفات علمائها ومناهجها التعليمية سواءً على مستوى التعليم العام أو الجامعي والديني، أو على مستوى الخطاب الإعلامي أو أنشطة الجمعيات داخل السعودية وفي العالم والمدعومة سعودياً بصورة رسمية أو من خلال رجالات الدين وما يرتبط بهم من منظومة متكاملة تتبنى الفكر الديني .وأكد طه الهمداني أن السعودية ستعاني كثيراً على الأصعدة المادية والسياسية والاجتماعية أيضاً، ولن نكون مبالغين إن قلنا إن هذه قد تكون أول الأحجار القلقة التي تنزع من جدار الدولة والنظام السعودي ولا نستبعد التداعيات الخطيرة جداً جراء هذا التحول .وعلينا في اليمن أن نكون جاهزين لهذه التحولات ، ونستعد بالوثائق والملفات المكتملة لمقاضاة السعودية وتحالفها المشئوم جراء الجرائم التي أُرتكبت وتُرتكب كل يوم بحق أبناء شعبنا.
< < <
> الدكتور عبدالملك الشرعبي قال:
> > تفجيرات الحادي عشر من سبتمر 2001م هي صنيعة استخباراتية أمريكية، ربما أن الهدف منها كان وما يزال تحقيق أهداف الغرب عموماً وأميركا وبريطانيا خصوصاً، وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية الجديدة إلى جانب مصالحهم الاقتصادية وقد مهدت لذلك بالاحتلال العسكري لأفغانستان وسيطرتها سياسياً على دول آسيوية وصولاً الى احتلال العراق وتمزيقه وفرض الهيمنة والوصاية الامريكية عليه دون أن يعارضها أحد بمن فيهم حلفاؤها المخلصون السعودية وبقية دول الخليج.. مشيراً إلى أنه تحققت من خلال تلك السيطرة المدعومة سعودياً عدة أهداف منها أولاً: إعادة الثقة بقوة أمريكا وقدرتها على حشد الحلفاء حولها.. وثانياً: تطمين البنت المدللة لأمريكا وهي إسرائيل بأنها تحت الحماية ولا يمكن ان تسمح لأي دولة بتهديدها، وقد أكدت ذلك بمحاكمة الشهيد صدام حسين وإعدامه عقاباً له على تطاوله وتهديده لإسرائيل.
مشيراً إلى أن أمريكا تمر حالياً بتذبذب وضعف في اقتصادها وفي الثقة بها كراعٍ أوحد وشرطي للعالم كله ،الأمر الذي يستدعي وضع معالجات وخطط يتم تنفيذها سريعاً، وقد كانت هذه المرة بتحريك ملف أحداث (11) سبتمبر وفتح ملفات السعودية القديمة التي باعت بموجبها العرب وقضاياهم بدون أي ثمن . والأميركان استثمروا ذلك بشكل صحيح وأصدروا مؤخراً قانون محاسبة رعاة الإرهاب، والمقصود به بدرجة رئيسة السعودية ،حيث يمكن هذا القانون غير المسبوق أسر ضحايا تلك الأحداث من مقاضاة الدول الراعية للارهاب وقد لا يتوقف استخدامه ضد السعودية فقط ، بل سيُستخدم عند الحاجة إليه ضد أي دولة تراها واشنطن هدفاً لها، خاصة إذا كانت من ضمن الدول والأنظمة المتآمرة معها على دول وأنظمة أخرى .
وأوضح الدكتور الشرعبي أن السعودية ونظامها تورطوا في دعمهم للجماعات المتطرفة منذ نشأتها وحتى اليوم ،ويكفي أن الرياض جمعت كل إرهابيي الدول العربية والإسلامية وغيرها إلى أفغانستان بهدف محاربة النظام الشيوعي بحسب فهمهم ، لكن الهدف الأول كان أميركياً بامتياز لغرض محاربة الاتحاد السوفييتي ، ولم يتوقف التورط السعودي عند ذلك الحد بل استمر في تقديم الدعم المباشر وغير المباشرلأميركا والغرب، لضمان بقاء نظام آل سعود حاكماً مهما كان الثمن ولو على حساب كل ثروات الشعب في نجد والحجاز وغيرهما، وهنا استطاع الغرب أن يورط السعودية بتبنيها ودعمها للجماعات الإرهابية من جهة ،وتحقيق الهدف الامريكي بتدمير عدة دول عربية من جهة أخرى..
وأكد الشرعبي أن ما يقوم به النظام السعودي من تدمير للبنية التحتية وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وقتل الشعب اليمني ما هو إلا توريط جديد لآل سعود سيمهد لمحاكمتهم، وهذا القانون يعطي الحق لليمنيين في مقاضاة النظام السعودي وكل من تعاون معهم بقتل المدنيين في هذا الشعب وتدمير البنى التحتية.
واختتم الدكتور الشرعبي تصريحه بالقول: إن هذا القانون سيعمل على إحداث متغيرات هائلة وعاصفة في العالم كله وسيتم مقابلته بالتعامل بالمثل وهو ما يبشر بانهيار منظومة أنظمة ودول وربما في الغرب نفسه، كذلك وهو الأقرب والمستهدف الأول حالياً من القانون إسقاط العالم أجمع..
< < <
> قال الكاتب والباحث خالد مطهر جبرة:
> > قانون (جاستا) جاء ليضع نهاية للمكر والتآمر ولمزيد من الابتزاز ليقيني أن (السرق أخوة) كما يقال وأن أمراء النفط جزء لا يتجزأ من استراتيجية مؤامرة خارجية كبيرة لتدمير الوطن العربي بلداً تلو الآخر ابتداء بالعراق وانتهاء بآخر دولة يرون أن خطرها أقل من غيرها وأن ولاءها لهم أكبر والتي في تقديري قد تكون السعودية وأنها ستكون هي آخر بلد سيتم تدميره واحتلاله ومصادرة ثرواته مما يجعل السعودية في مأمن ولو لفترة وجيزة حتى تنتهي من تنفيذ المهمة الموكلة لها..
وأضاف: اصدار القانون سيجعل ملوك السعودية أمام مهام قادمة فدورهم قد اتضح للكل بأنهم ليسوا سوى معول دائم للهدم من الداخل العربي لبقية الدول التي يشعرون بأنها تشكل خطراً على دول الغرب أو العمل على إيجاد صراع وتفجير حروب أهلية داخل تلك الدول ليسهل تبعيتها للغرب ومن ثم تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت مما تبقى من البلدان العربية إلا في حالة واحدة وهي استمرار الضغط الشعبي الأمريكي الكبير مع أسر الضحايا على النخب السياسية الأمريكية لملاحقة البقرة الحلوب لمعاقبتها جراء ما ارتكبته من جرم في حق ضحايا ما سمي بالثلاثاء الأسود 11 سبتمبر من عام 2001م مما قد يخلط الأوراق ويحرج الساسة الأمريكيين أمام الحليف ويجعلهم أمام خيار لا ثاني له وهو استعجال إغلاق ملف السعودية وكتابة نهاية فصل التحالف الظاهر، مع أن الغرب يتأبطون بملوك النفط وببلدهم شراً كما هو حال جميع البلدان العربية لكن بعد أن يقضوا منهم وطراً.. لافتاً إلى أن أمراء بني سعود يعدون أهم وأقوى مخلب لدى الغرب يبطشون من خلالهم بالشعوب العربية، وخير شاهد ما حدث لليبيا ويحدث لسوريا واليمن وغيرها.. وهكذا ضغط شعبي أمريكي وإن كانت السعودية لم تقم بالدور المناط بها كما خطط له وإنْ لم تنتهِ الحاجة إليها إلا أنه لزم التسريع بزوال هذا الملك أمام الضغط الشعبي.. وقال جبرة: لقد أعذر من أنذر فنحن اليمنيين وكل الساسة الأحرار في الوطن العربي والعالم وعلى رأسهم المرحوم المفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل حذرنا السعودية منذ الساعات الأولى من يوم 26 مارس 2015م بأن العدوان على اليمن ليس سوى فخ لإنهاء مملكة آل سعود واستنزاف أموالهم والسطو على ثرواتهم البترولية لكن غرورهم وغطرستهم وقتلهم للأبرياء والمدنيين وتدمير عدد من البلدان العربية وشغفهم بنشوة الانتصار، كل ذلك ساقهم لحتفهم، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، ولا شك ان مظلوميتنا في اليمن ستستفيد من هذا القانون وسنرفع آلاف القضايا ضد السعودية.
المهم ألاَّ ننسى أن الزعيم الصالح قد قالها قبل التصويت على القانون بيوم واحد:
(حلفاء اليوم أعداء الغد.. اللهم إني بلَّغت اللهم فاشهد)
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47429.htm