الإثنين, 10-أكتوبر-2016
استطلاع/ محمد أحمد الكامل -
توقُّف عمل أكثر من 29 مركزاً خاصاً بأمراض الكلى- كما أكد الدكتور نجيب أبو أصبع مستشار وزارة الصحة- يكشف عن حجم معاناة الآلاف من مرضى الكلى وغيرهم ممن يعانون من الأمراض المستعصية جراء استمرار العدوان والحصار المفروض على شعبنا.. فخلال عام وثمانية أشهر والشعب اليمني يواجه عدواناً سعودياً همجياً وحصاراً شاملاً أصاب حياة اليمنيين بالشلل مخلفاً مأساة إنسانية ووضعاً صحياً كارثياً وخاصة على المصابين بالإمراض المزمنة كالكلى والقلب والسكر والسرطان وغيرها من الإمراض المستعصية والتي بات المصابون بها يموتون تدريجياً دون القدرة على عمل شيء لإنقاذ حياتهم بسبب انعدام الادوية والمستلزمات الطبية الخاصة.. كثيرون من مرضى الكلى والسكر والقلب والسرطان وغيرهم يتعرضون لمضاعفات وأمراض أخرى لعدم تلقي العلاج وغيرهم غادروا هذه الدنيا الفانية بسبب هذا الحصار البربري وعدم توافر الأدوية..
صحيفة «الميثاق» سلطت الضوء على معاناة وآلام المرضى مع استمرار هذا الحصار الجائر الذي يُفرض على مرأى ومسمع من العالم اجمع دون ان يحرك ساكناً.. فإلى الحصيلة..

كانت البداية مع الدكتور تميم الشامي المتحدث باسم وزارة الصحة والذي أوضح عدم إمكانية تحديد رقم معين وإحصائية محددة لمن توفوا من المصابين بالأمراض المستعصية نتيجة انعدام العلاجات اضافة الى عدم القدرة على استيراد الأدوية وتلف الاجهزة.. وقال: نعم هناك كثير من المرضى توفوا بالفعل نتيجة انعدام الأدوية والمحاليل الخاصة بهم مثل مرضى القلب والسكر والضغط وغيرها من الأمراض المزمنة، ولكن ماهو العدد والإحصائية بلغة الأرقام هذا ما لا نستطيع تحديده في الوقت الراهن..
مضيفاً: أما ما يتعلق بمرضى الفشل الكلوي احتمال هناك رقم ولكنه غير دقيق فبحسب ما وصلني فقد توفى ما يقارب 88 حالة ولا استطيع ان اكون جازماً ودقيقاً بسبب صعوبة الحصر والاحصائية النهائية اجمالاً بعد أن تعرضت المنظومة الصحية في اليمن لقصف وتدمير ممنهج وما زالت من قبل العدوان السعودي .
مرضى ينتظرون الموت
قد لا يوجد عدد معين لمن يتوفون من هؤلاء المرضى بعد ان منع العدوان والحصار السعودي القائم على هذا الشعب وما زال منذ 26 مارس من العام الماضي.. توجهنا الى مركز أمراض الكلى والقلب بمستشفى الثورة العام بصنعاء وفور وصولنا دخلنا الى قسم الرقود في الدور الثالث من المركز.. حيث يكتض بمرضى يطلبون الموت نجاة وراحة مما هم فيه، وآخرون يسلّمون أمرهم بعجز إلى بارئهم وشافيهم في حالة من اليأس وعدم القدرة على التحمل..
صالح علي محمد مريض يعاني فشلاً كلوياً مزمناً لم يستطع الحديث معنا بسبب حالته الصحية الحرجة جداً فتحدث الينا ابنه زيد قائلاً: نحن من محافظة ذمار قدمنا الى هنا قبل 25 يوماً بعد تدهور حالة الوالد والذي يعاني من فشل كلوي مزمن بعد إصابته بحصوة في الكلية اليمنى وتدهورت حالته بسبب عدم توافر العلاج بسبب الحصار والعدوان.. الآن نأتي للغسيل في الأسبوع مرتين وكل ما يتحسن الوالد يخرجونا واذا تعب رجعونا وهكذا سيره وجية خلها على الله والدردحة والتعب.. نعاني حالة لا يعلم بها الا الله لا علاجات ولا محاليل وزحمة عند الغسيل بدون اهتمام فعلي ونرجو من الجهات المختصة الاهتمام أكثر بمرضى الكلى والقلب.
أما المريض سلطان الحرازي فيقول: هناك صعوبة جداً في توفير العلاج وسعره غالٍ والوضع تدهور جداً بعد العدوان والحصار.. وتابع الحرازي قائلاً: الآن يأتي الدكتور بفاتورة علاجات (15-20 ألف ريال) من أين لنا قيمة العلاجات، والمريض الحرازي يعاني من تورم في الأرجل بعد تأثر وظائف الكبد لديه بشكل كبير وارتداد السوائل الى جسمه ومنذ أكثر من أسبوعين وهو في هذه الحالة.. داعياً القائمين على هذه المستشفى والجهات المختصة إلى الاهتمام أكثر بالمرضى وعمل كل ما يستطيعون من أجل القيام بواجبهم، وان كان الموت هو الأفضل لنا فلا راد ولا اعتراض لمشيئة الله تعالى.
أما حسين صالح فيعاني من مشاكل في وظائف الكبد والكلى وتدهور وضعه الصحي مما أدى الى تأثر القلب، ومن ثالث العيد ظهرت هذه المضاعفات نتيجة الإصابة بمرض السكر منذ خمس سنوات وبسبب الحصار والعدوان وعدم توافر العلاجات حصلت له هذه المضاعفات وهذا ما أخبرني به الأطباء وقال: ومن وقت دخولي قسم الرقود بالمستشفى في ثالث ايام العيد اقوم بغسيل للكلى كل يومين رغم الصعوبات والمشاكل التي نعاني منها من التأخر والازدحام عن موعد جلسة الغسيل، بل إن بعض الأوقات لا يجد المرضى الفراشة الخاصة بالمحلول أو أن ينعدم الأكسجين، وما معانا إلا الدعاء لرب العالمين ان يشافينا، وإلا يعزنا بالموت.
قبل خروجنا من قسم الرقود بمرضى الكلى لفت نظرنا مريض على كرسي متحرك اقتربنا منة وعند سؤاله عن اسمه وحالته الصحية تحدث قائلاً: اسمي عبدالمنعم صالح وأعاني من احتباس السوائل في الصدر والأرجل وذلك لإصابتي بحصوات في الكلى وانتشار السموم ومنذ اكثر من أسبوعين وأنا أجلس على هذا الكرسي لا استطيع المشي او النهوض، وهو بحاجة الى غسيل كلوي مرتين في الأسبوع الا انه في هذه الظروف يصعب عليه ذلك، حيث لا علاجات ولا محاليل، وقال: كل فترة يموت مريض أمامنا نتيجة لهذه الاسباب.. مختتماً حديثه: نتمنى من المجلس السياسي والمنظمات الدولية الاهتمام بالمرضى وتوفير العلاجات والمحاليل وخصوصاً المصابين بالأمراض الخطرة.
الدكتور نجيب أبو أصبع- مستشار وزارة الصحة لأمراض الكلى والقلب- تحدث قائلاً: هناك أكثر من 29 مركزاً خاصاً بأمراض الكلى متوقفاً العمل فيها حيث تأثر العديد منها بسبب الحصار والعدوان فمنها ما توقف بشكل كلي وأخرى بشكل جزئي.. واكمل قائلاً: نعم حصلت حالات وفاة لمرضى كثر نتيجة للازدحام وانعدام المحاليل اللازمة مع المستلزمات الطبية وانقطاعها في بعض الأحيان وبالتالي حصلت وفيات كثيره تعدت 40 حالة وفاة.. مبيناً أن هناك حالات مرضية كثيرة انقطعت عن العلاج فجأة ولا أعرف هل تُوفوا ام انتقلوا الى العلاج في مركز آخر فلم يعودوا يأتون للمتابعة بالمركز.
الحصار وموت المرضى
وقال الدكتور نجيب: الأهم هم مرضى زارعي الكلى والقلب (لدينا 3 زارعي قلب) فقد حدث عجز وانقطاع شبه تام للعلاجات أدى الى دخول مرضى كثير منهم في حالة نقص وانتشار السموم ومن ثم فشل كلوي ووفاة أكثر من 15 حالة من زارعي الكلى، بينما اكثر من 45 حالة حصلت لهم مضاعفات وانتشار السموم نتيجة خلل في وظائف الكلى..مختتماً حديثه بالقول: كانت العلاجات متوافرة في وزارة الصحة عبر البرنامج الدوائي من خلال مناقصات وشركات الأدوية الا أن الحرب والحصار جعل المرضى يتعرضون لخطر الموت التدريجي بسبب انعدام العلاجات ودخولهم في مضاعفات أخرى كالإصابة بخلل وظائف الكلى وانتشار السموم في الجسم وغيرها من المضاعفات التي قد تصل الى الموت الحتمي.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47526.htm