محمد عبده سفيان -
احتفل شعبنا اليمني- الجمعة- بالعيد الـ53 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمرين البريطانيين وعملائهم في عدن وأرجاء المناطق الجنوبية والشرقية من الوطن اليمني التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار البريطاني والحكم السلاطيني.. وقبل 20 يوماً احتفل اليمنيون بالعيد الـ54 لثورة 26 سبتمبر الخالدة التي قضت على الحكم الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف الذي كان جاثماً على صدور اليمنيين في المناطق الشمالية والغربية من الوطن وأعلنت أهدافها الستة الخالدة التي أكدت أنها ثورة الشعب اليمني على امتداد الأرض اليمنية من صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً ومن الحديدة غرباً حتى المهرة شرقاً حيث أكد الهدف الأول على: «التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات».
ولذلك وقفت ضدها الأنظمة الديكتاتورية والرجعية المتخلفة وفي مقدمتها السعودية، والدول الاستعمارية وفي مقدمتها المملكة المتحدة منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها حيث دعمتها القوى الملكية والمرتزقة والعملاء بالمال والسلاح لوأد الثورة والقضاء عليها في مهدها ولكن ابناء الشعب اليمني التواقين للحرية والمتطلعين الى مستقبل أفضل ويمن موحد قوي ومزدهر مستقل ومتحرر من استبداد الحكم الإمامي والسلاطيني الرجعي المتخلف والاستعمار الأجنبي ومن التبعية.
هبوا من كل مناطق اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه للوقوف الى جانب الضباط الأحرار وأبطال الجيش للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وتثبيت النظام الجمهوري، ومع اشتداد معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في المناطق الشمالية والشرقية للعاصمة صنعاء وازدياد الدعم الذي تقدمه سلطات الاحتلال البريطاني في عدن للملكيين وشن الهجمات العسكرية على المناطق المحاذية للشريط الحدودي بين الشطر الشمالي والشطر الجنوبي المحتل قرر المقاتلون من أبناء المحافظات الجنوبية وتحديداً من محافظة لحج الذين كانوا يقاتلون في جبهة بني حشيش بقيادة الثائر الشيخ راجح غالب لبوزة العودة الى لحج وإشعال الثورة ضد الاستعمار البريطاني وركائز السلاطين في الجنوب فتم امدادهم بالسلاح والذخير من قبل قيادة الثورة في صنعاء وبالفعل اندلعت شرارة الثورة ضد الاستعماروالسلاطين يوم 14 اكتوبر 1963م من جبال ردفان الشماء في محافظة لحج بقيادة الثائر لبوزة الذي استشهد في ذلك اليوم مع مجموعة من رفاقه الثوار، واعتقد الحاكم البريطاني في عدن وقادة قوات الاحتلال في عدن أن ما حدث في ردفان كان مجرد تمرد مجموعة من المسلحين وأنه باستشهاد قائدهم لبوزة قد تم القضاء على التمرد ولم يدركوا أن دماء الشهيد لبوزة ورفاقه كانت الوقود التي اشعلت الثورة في أرجاء مناطق الشطر الجنوبي المحتل حيث أعلنت الجبهة القومية يوم 14 أكتوبر 1963م انطلاق شرارة الثورة لتحرير الجنوب اليمني المحتل من قبل بريطانيا وخاض ثوار 14 أكتوبر حرب التحرير ضد قوات الاحتلال البريطاني والسلاطين على مدى أربعة أعوام وستة وخمسين يوماً للفترة من 14 أكتوبر 1963م وحتى انتزاع الاستقلال الناجز غير المشروط ورحيل آخر جندي مستعمر من أرض اليمن في 30 نوفمبر 1967م بدعم ومساندة من قبل قادة ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري الوليد في الشطر الشمالي من الوطن اليمني بقيادة المشير عبدالله السلال -رحمه الله- ومن مصر العروبة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر -رحمه الله- الذي دعم وساند بقوة الشعب اليمني في ثورته للتحرر من الاستبداد الإمامي والسلاطيني والاستعمار البريطاني.
|