الميثاق نت -

الإثنين, 17-أكتوبر-2016
حاوره/ محمد أحمد الكامل -
أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور ناصر العرجلي ان 300 من اجمالي الجرحى والمصابين من ضحايا مجزرة صالة عزاء آل الرويشان في القاعة الكبرى التي ارتكبها الطيران السعودي الأسبوع الماضي اصاباتهم بالغة الخطورة وفي حالة صحية حرجة ويستدعي علاجهم سفرهم للخارج كضرورة ملحة..
مبيناً ان 80% منهم قد يعيشون بإعاقة دائمة ان كُتبت لهم الحياة..
وكشف الدكتور العرجلي في حوار مع صحيفة «الميثاق» ان اجمالي عدد ضحايا هذه المجزرة -والتي وصفها بالمحرقة والمجزرة الاكثر دموية ووحشية منذ بداية العدوان السعودي على اليمن -وصل الى 747 بين شهيد وجريح.. مشيراً الى ان هناك العشرات من الضحايا والمفقودين مازالوا تحت الانقاض ولم تُنتشل جثثهم من مسرح الجريمة حتى اللحظة.
وقال وكيل وزارة الصحة: إنه ورغم عدد الضحايا الكبير وتدهور المنظومة الصحية نتيجة للعدوان السعودي الغاشم على بلادنا والحصار الجائر الذي تسبب في نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية إلاّ أن الوزارة بذلت كل ما بوسعها من رعاية للجرحى، والتنسيق مع المستشفيات الحكومية والأهلية، وكذا التنسيق مع المنظمات المحلية
والدولية واطلاق نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم.. فإلى نص الحوار:

< في البداية ترحب بكم صحيفة «الميثاق» وتشكركم على إتاحة هذه الفرصة ونبدأ بالسؤال عن مجزرة السبت الدامي ذلك اليوم الأسود والأكثر دموية وما حصل من جريمة باستهداف الطيران السعودي قاعة عزاء آل الرويشان وكيف تم التعامل مع هذه الكارثة؟
- أولاً نشكر صحيفة «الميثاق» الصحيفة الوطنية والمنبر الإعلامي لكل اليمنيين..أما بالنسبة للوضع الصحي وهذه الكارثة والمجزرة التي حدثت في القاعة الكبرى فقد راح ضحيتها أكثر من 609 من الجرحى و135 من الشهداء حتى اللحظة منهم 80 جثة تم التعرف عليها ومنها 55 جثة لم يتم التعرف عليها إلى الآن ما بين مجهولة الهوية وأخرى متفحمة وكذلك بقايا جثث وأطراف او أشلاء فقط لبعض أجزاء مختلفة من القتلى والشهداء..
وقد قامت وزارة الصحة ممثلة بقطاع الطب العلاجي وغرفة عمليات الطوارئ بالدور الأكبر، حيث تم تشغيل الإسعافات في كافة المستشفيات حيث اتجهت أكثر من 50 سيارة إلى مكان الحادثة والجريمة وتم أيضاً تشغيل غرفة عمليات الطوارئ وإدارتها ممثلة بقيادة الوزارة وبحضور وإشراف ومتابعة شخص الوزير تلك الليلة ووكيل قطاع الطب العلاجي وإدارة الطوارئ وتم توزيع الحالات من مستشفى إلى آخر الحكومية والخاصة.. وهنا نشكر القطاع الخاص الذي تعاون معنا في استقبال الحالات أولاً بأول وتم توزيع الحالات على عموم المستشفيات..
وأضاف: قمنا في قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة بتوزيع الأدوية إلى كل المستشفيات الحكومية والخاصة ومازلنا إلى اليوم نرسل لهم أدوية مختلفة مابين أدوية عامة وأدوية خاصة بالطوارئ والإسعافات الأولية اللازمة إلى تلك المستشفيات التي استقبلت الجرحى والمصابين او الشهداء.
< تحدثت عن تنسيق وتعاون تم بين المستشفيات في القطاع الخاص والعام لاستقبال الحالات.. كم عدد المستشفيات الخاصة التي تم التنسيق معها؟
- جميع المستشفيات في أمانة العاصمة دون استثناء مستشفيات خاصة وعامة فأي مستشفى تصل إليها الحالة تبادر باستقبالها والقيام بما يلزم لعلاجها وكذلك إبلاغنا بكل حالة تصل وما تحتاجه المستشفى ونحن نقوم بتوفير ما تحتاجه من أدوية ومستلزمات طبية أخرى.
وبتوفيق من الله كان هناك تكاتف من كل القطاع الصحي، والجميع عمل كفريق واحد إضافة إلى أن المستشفيات المجاورة للعاصمة لبت النداء، حيث قامت مكاتب الصحة بإرسال السيارات الاسعافية وإرسال الطاقم الطبي وأيضاً إرسال الدم من المحافظات المجاورة للعاصمة صنعاء بسرعة فائقة..
< فيما يخص الشهداء والجرحى.. كم يبلغ عددهم لو تكلمنا عن الاسماء الإحصاءات والأرقام والقوائم النهائية؟
- بالنسبة لاسماء الشهداء كما تعرفون منهم قيادات عسكرية ومدنية كبيرة وعلى رأسهم اللواء عبدالقادر هلال أمين العاصمة وقائد الحرس الجمهوري اللواء علي بن علي الجائفي وأيضاً منهم مواطنون ومدنيون آخرون حيث إن القاعة كانت تحتوي على أكثر من 2500 شخص من المعزين قدموا لواجب العزاء من كافة أنحاء ومحافظات الجمهورية .
< هل هناك أطفال من بين هؤلاء الضحايا والجرحى.. وكم نسبتهم؟
- نعم هناك أطفال بين الضحايا وتصل نسبتهم إلى حوالي 5 إلى 10 % من العدد الكلي للضحايا سواء شهداء او مصابين.
< قامت الوزارة بإطلاق نداء استغاثة وحملة تبرع بالدم من قبل المواطنين.. كيف وجدتم تفاعلهم؟
- نعم وجهنا عدة نداءات منها التبرع بالدم والتي لاقت استجابة كبيرة من قبل أبناء الشعب فالشعب اليمني صامد وثابت وكريم ولا يبخل بدمه وماله من أجل الدفاع عن الأرض والوطن والشرف حيث إن الآلاف من اليمنيين احتشدوا إلى المستشفيات ولبوا النداء بسرعة كبيرة جداً واستطعنا توفير ما نحتاجه من دم حتى فصائل الدم النادرة وجدناها..
كذلك كان هناك انعدام في المحاليل فوجهنا نداء استغاثة أخرى للمنظمات الدولية والتي بادرت برفدنا في المستشفيات بالمحاليل وقرب الدم والأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة الأخرى.
< ما حجم هذه التبرعات.. وهل غطى العجز؟
- حجم التبرع من المنظمات استطاع تغطية العجز للحالات الطارئة وأقسام الطوارئ ولكن المنظمات لم تكن مستعدة لهذه المجزرة البشعة كون مخازنها - بسب الحصار لأكثر من 18 شهراً - خالية من الأدوية الخاصة بالعنايات المركزة وكذلك العمليات والأجهزة التشخيصية التي كانت مطلوبة منهم.
< ما تقييمكم لعدد الحالات والإصابات الخطيرة وخاصة تلك التي يحتاج علاجها إلى نقلها إلى خارج البلاد ؟ مع النظر إلى تأثير الحصار المفروض من قبل تحالف العدوان ورفضه مؤخراً فتح الأجواء لنقل المصابين للعلاج في الخارج او حتى السماح بدخول الأدوية والمساعدات الطبية؟
- الحصار القائم منذ 18 شهراً أدى إلى انهيار كبير في الخدمات الصحية وذلك من خلال توقف اغلب المراكز الصحية التخصصية مثل مراكز الغسيل الكلوي وكذلك أقسام العناية المركزة والعمليات وأيضاً توقف المختبرات التشخيصية بسبب هذا الحصار وعدم وجود المحاليل والأدوية التي تعمل بها تلك المراكز بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 412 منشأة صحية قصفت وتدمرت بسبب هذا العدوان السعودي إلى جانب مغادرة أكثر من 3013 كادراً طبياً أجنبياً البلاد منذ بداية العدوان.. مما أدى إلى تدهور الوضع الصحي عموما، والقطاع الصحي خاصة.
< فيما يخص مجزرة القاعة الكبرى.. كم يبلغ عدد الحالات الخطيرة؟
- هناك أكثر من 300 حالة خطيرة يستدعي علاجها السفر إلى الخارج، وذلك للضرورة القصوى..
< تقييمكم لهذه الحالات وكيف تم التعامل معها خاصة مع رفض السعودية فتح الأجواء لنقلهم وعلاجهم في الخارج؟
- إذا لم يتم إنقاذهم خلال 24 أو 36 ساعة فحالات الوفاة ستتصاعد يوماً بعد آخر، مع التنبيه إلى أن من لم يُتوفَّ منهم بعد ذلك سيدخل ويعيش إعاقة دائمة..
< هل هناك أي طريقة أخرى لانقاذ حياتهم غير السفر للعلاج في الخارج؟
- للأسف لا يوجد وحتى لو جد ذلك إلا أن ذلك سيؤدي إلى دخول أكثر من 80% من هذه الحالات الحرجة والخطيرة في إعاقة صحية تعيش معها مدى الحياة.
< ما أكثر الإصابات وأين تحديداً؟
- أكثر الإصابات في الدماغ وبعضهم من فقد أجزاء وأعضاء من جسمه وأطرافه الأساسية كالقدمين او اليدين او العينين وغيرها من مناطق وأجزاء الجسم.. كل الإصابات خطيرة وحرجة.
< وجهتم نداء بهذا الخصوص.. أم كيف تعاملتم مع ذلك؟
- أقمنا المؤتمرات الصحفية ووجهنا كافة النداءات والمناشدات للامم المتحدة والمجتمع الدولي وطالبنا بالتدخل الفوري لرفع الحصار والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وكذلك السماح بنقل الجرحى والمصابين إلى الخارج ولكن لا حياة لمن تنادي ولم نجد أي تجاوب..
مع الإشارة أيضاً إلى أن هناك المئات من الجرحى والمصابين نتيجة الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي سابقاً بقصف المنازل والأسواق والمناطق العامة في مختلف المحافظات.
< كيف تعاملتم مع الشهداء والجثث المتفحمة التي لم يتم التعرف عليها؟
- لدينا في القائمة 55 جثة مجهولة الهوية واختفاء معالمها نتيجة لاحتراقها وتفحمها أو أي سبب آخر.
وقمنا بتشكيل لجنة خاصة من وزارتي الخدمة المدنية والصحة على أساس التعرف عليهم من خلال البصمة عبر وزارة الخدمة وقد تم التعرف على بعض الجثث مثل حالة اللواء الشهيد علي بن علي الجائفي قائد الحرس الجمهوري والاستدلال عليه عبر نظام البصمة في الوزارة وهذا حسب الإمكانات المتاحة لدينا حالياً..
< هل ما زال هناك ضحايا بمسرح الجريمة لم يتم انتشال جثثهم؟
- نعم تلقينا عشرات البلاغات من اسر الضحايا بعدم العثور على أقربائهم فهناك العشرات مازالوا مفقودين حيث مازال مسرح الجريمة فيه الكثير من الضحايا حتى اللحظة لم يتم انتشالهم من تحت الركام ..
< لماذا لم يتم انتشال جثثهم من مسرح المجزرة حتى الآن؟
- في الحقيقة النائب العام هو المسئول عن مسرح الجريمة، وعملية انتشال بقية الضحايا والعمل على إخراج جثثهم من تحت الأنقاض لا يتم إلا بتوجيهات منه شخصياً حيث نشتغل ساعات محددة ثم يغلق المحضر ويؤجل البحث عن المفقودين إلى وقت ويوم آخر وهناك تأجيل مستمر في عملية انتشال جثث بقية الضحايا ..
< كيف ترى تفاعل وموقف المنظمات الصحية الدولية ذات العلاقة مع مجزرة القاعة الكبرى؟
- حقيقة ًكانت متفاعلة وغاضبة جداً من هذه المجزرة البشعة وبادرت بإرسال مندوب منهم عن منظمة الصحة العالمية كان موجوداً في غرفة العمليات بوزارة الصحة ومندوب عن أطباء بلا حدود وأيضاً مندوب عن الصليب الأحمر ومندوب عن الهيئة الدولية داوموا معنا في غرفة العمليات وبادروا بمدنا بالأدوية التي كانت متوافرة في مخازنهم.
< ما الرسالة التي توجهها لهذه المنظمات في هذا الجانب؟
- أقول للمنظمات بأنه يجب عليها أن تقوم بواجبها والعمل على تحوير لميزانيتها ولكل الأشياء الطارئة مثل العنايات المركزة والأكسجين الذي انعدم وكذلك توفير ثلاجات الموتى كون ثلاجات المستشفيات ممتلئة بالجثث ولم يعد هناك مكان شاغر لجثث بإعداد كبيرة بالإضافة إلى توفير الأدوية الطارئة وسيارات الإسعاف كوننا بأمس الحاجة لأكثر من 60 سيارة حيث تم تدمير 62 سيارة منذ بداية العدوان.
< لو تحدثنا عن هذه المشاكل.. مشاكل نقص الأدوية والمحاليل والنقص في سيارات الإسعاف وتكدس جثث الموتى في الثلاجات والقدرة الاستيعابية خاصة في ليلة مؤلمة عاشتها البلاد؟
- هذه ليلة تسوء العدو قبل الصديق لو نظر لها العدو وعرف حالنا يوم تلك الجريمة والكارثة، حيث كنا في وضع مأساوي وحالة مؤلمة جداً عندما ترى عشرات الضحايا ولا نجد لهم مكاناً في ثلاجات الموتى وكذلك الحال في العنايات المركزة لم نجد أسرة سواء في المستشفيات الحكومية او الخاصة وإدخال المرضى الذين بحاجة إلى عناية مركزة وأيضاً الأشعة التشخيصية لا تقوم بدورها في إنقاذ وتشخيص هؤلاء المصابين بسبب توقفها وخروجها عن الخدمة بالإضافة إلى تعطل المختبرات التشخيصية والفحوصات المطلوب إجراؤها لهذا الجريح او ذاك المصاب..
< السعودية في البداية أنكرت ارتكاب طيرانها هذه المحرقة ثم اعترفت بتأسفها ووعدت بأنها ستقوم بالمحاسبة.. ما تعليقكم على ذلك؟
- هذا لعب أطفال.. السعودية هي تقود العدوان وهي من اعتدى على الشعب اليمني في ظل صمت دولي مخزٍ وترتكب الجريمة تلو الأخرى..
والمجتمع الدولي عموماً والأمم المتحدة خاصة ليس لديهم غير الإدانات والاستنكار وإصدار البيانات التي لم تعد تجدي نفعاً لدينا كشعب يمني، وما استمرار السعودية في ارتكاب جرائم حرب في كل شبر على هذه الأرض -بل انها تلحق الجريمة بجريمة أخرى وبصورة وحشية وبشعة وأكثر دموية من سابقاتها من الجرائم -الإنتاج طبيعي لاستمرار هذا الصمت والتجاهل المخزي.
في المحصلة لم نعد نعول على هذه الإدانات وبيانات الشجب من هنا او هناك حيث إن الأمم المتحدة لا يوجد لها موقف صريح في اتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة هذه الدولة الباغية ونظام آل سعود بل هي من تعين ذلك النظام لاستهداف الشعب اليمني وقتله ومازال على مدى أكثر من 18 شهراً وبدم بارد...

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47627.htm