الجمعة, 21-سبتمبر-2007
الميثاق نت -  امين الوائلي -
مع اكتمال سبعة عشر عاماً على إشهاره كـ»حزب سياسي«، يبدو»الإصلاح«- وفي المستوى التنظيمي والتراكبي بدرجة رئىسية- أقرب إلى »الحزب« ولكنه أيضاً يبدو- بالنظر إلى مستوى ونوع الفاعلية- أبعد ما يكون »سياسياً«!
^ الإصلاحيون أرادوها مناسبة مباغتة للإعلان الصاخب عن بلوغ حزبهم سن الرشد، وأنه، كما قيل في إعلام »الإصلاح«، بات المؤهل للحكم.. أو »الحاكم في المستقبل« بحسب ما قرأته »الصحوة نت« في كف السياسيين الذين استخلصت من أحاديثهم بالمناسبة النبوءة السابقة.
^ يعتز المرء حقيقةً أن تكون الديمقراطية والحالة اليمنية قادرة على استئناس حركة دينية وترويضها باتجاه إعادة تخليق كيان حزبي آخر، أمكن استيعابه ضمن الحراك العام للحالة السياسية في البلد.. والمشهود أن الحالة اليمنية تكاد تكون وحيدة من بين شقيقاتها العربيات في‮ ‬هذا‮ ‬الشأن‮.‬
^ إنما لا يحبذ المرء تجاوز السننية والمرحلية في إطلاق الصفات والأحكام بخلاف ما تفيده الوقائع ويزكِّيه الواقع.. ويصعب مجاراة الإصلاحيين في نشوتهم بعِيد »التجمع« إلى حد اعتبار أنَّ سبعة عشر عاماً هي »سن الرشد«.. في الأمر مغالطة بيِّنة ولا بد.
^ الواقع أن »الإصلاح« يصل مع عامه الجديد إلى »سن المراهقة« ولا ينبغي أن يعني هذا تنقيصاً أو ما شابه، لأن القول بغير ذلك يجعل الإصلاحيين في موقع المستميت في دفع تهمة أو نقيصة قد تلحق بحزبهم إذا ما اعترفوا بأن »17« عاماً هي سن المراهقة الطبيعي، وليس سن النضج‮ ‬أو‮ ‬الرشد‮ ‬واكتمال‮ ‬الرجولة‮ ‬الحزبية‮.‬
^ بغض النظر عما أفاده عنوان »الصحوة نت« من نبوءةٍ مستخلصة عن »سياسيين« مفادها أن »الإصلاح هو الحاكم في المستقبل«، فإن مصلحة الحزب تكمن في مراجعة سجلاته وحساباته لمعرفة حجم الفجوة التي تفصل بين التنظيم، بوصفه إرثاً لحركية »الإخوان« بما عُرف عنهم من انضباط ودقة‮ ‬في‮ ‬الجانب‮ ‬التنظيمي‮ ‬والتراتبي،‮ ‬وبين‮ »‬الحزب‮ ‬السياسي‮« ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يبلغه‮ ‬الإصلاح‮ ‬بعد،‮ ‬وما‮ ‬يعنيه‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬فاعلية‮ ‬ومرونة‮ ‬واندغام‮ ‬في‮ ‬مدنية‮ ‬العمل‮ ‬السياسي،‮ ‬وليس‮ ‬حركية‮ ‬الجماعة‮ ‬الدينية‮.‬
^ إما أن الإصلاحيين يخدعون أنفسهم، أو أن أولئك السياسيين لايجيدون التنبؤ وقراءة الواقع- فضلاً عن الكف! لأن الصخب وحده لا يمكنه ضمان صدقية النبوءة المتضمنة خلاله من أن الإصلاح هو »الحاكم في المستقبل« كما أرادتها جريدة الحزب- هكذا- يقينية مرسلة.
^ والأصوب هو أن »الإصلاح« لايحتاج إلى الاستقواء أو الاستهداء بالتنجيم ولا المنجمين.. كما أن البحث عن مواقع ومواضع الأقدام في المستقبل لا يتأتى عن طريق ضرب الودع، بل من طريق آخر تماماً على صلة وثيقة بالحاضر وبياناته الطافحة.
^ تهنئة للإصلاح في بلوغه أوج المراهقة.. مع دعوة صادقة بأن يغادرها سريعاً، وأن يكون لديه من الشجاعة والثقة ما يكفي لمراجعة خطاباته ومواقفه الأخيرة التي بدت وكأن الحزب عاقد العزم بالفعل على المضي قدماً- إلى الوراء.
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4764.htm