الميثاق نت -

الثلاثاء, 18-أكتوبر-2016
بقلم المستشار/ ثابت الحاشدي -
توطئة :
توقفت عند باب دكاني امرأة تحمل على رأسها دبة غاز سألتني عن سعر الزي المدرسي ثم ذهبت وبعد نصف ساعة عادت لتشتري زي مدرسي لأبنتها وآثار دبة الغاز ماتزال على رأسها.. فسالتها - من باب الفضول - هل توجد أزمة غاز ؟
وكأني لمست وترا حساسا فسرعان ما فاضت عيونها بالدمع وهي تجيبني ( بل توجد أزمة رحمة) ..
لقد بعت الدبة لا شتري زي المدرسة لأن مديرة المدرسة طردت بنتي لأجل الزي المدرسي والخمار الطويل والمعلمات يشترطن الدفاتر المحددة والحال كما يعلم الله لا معاشات ولا عمل فبعت الدبة الغاز !!
رأيي :..
نحن في وضع غير مستقر بسبب الحرب الدائرة رحاها منذُ تسعة عشر شهراً على بلدنا وقد قضت على الأخضر واليابس وأصبح حال الشعب مُتعباً مالياً وصحياً بالكاد الواحد يستطيع الحصول على لُقمة العيش له ولأولاده . يُفترض أن يكون هناك تراحم وتعاون مع من لا يستطيع توفير الزي المدرسي لأولاده .. ليس بالضرورة الإلتزام بتوحيد الزي المدرسي ، ما يهمنا بالوقت الراهن هو الإلتزام بتوحيد الرأي وتوحيد الكلمة وتوحيد الصف لإخراج البلد من مُصابها .
ليس بالضرورة التقيد بما كان يحدث سابقاً فالوقت والزمن الحالي مختلف كُلياً عن السنين الماضية ، خاصةً قبل العدوان الغاشم على اليمن .
وعليه :نضع هذا الموضوع بين يدي المختصين بالتعليم في يمننا الحبيب:
الأخ القائم بأعمال وزارة التربية والتعليم
الأخوة مدراء عموم مكاتب التربية بكافة محافظات الجمهورية والأخوة مدراء المراكز التعليمية والأخوة والأخوات مدراء المدارس ،أرفقوا بالطلاب وبأُسرهم وتلمسوا هموهم وحاجياتهم وظروفهم بشكل خاص ، وظروف البلد بشكل عام .
بإمكانكم المساعدة بتوفير بعض مستلزمات الطلاب ومنحها لمن لا يمتلك ، من الذين يمتلكون ولديهم المقدرة .
سخروا إمكانياتكم ومعرفتكم وعلاقاتكم بل وابذلوا جهوداً حيال مساعدة الطلاب وخففوا عليهم ما بهم من هموم . ضعوا أنفسكم مكان أي ولي أمر لا يملك قوت يومه ، فكيف سيوفر لأبناؤه حقائب ودفاتر وأقلام وزي مدرسي .
افتحوا المدارس للجميع بدون قيود او شروط تعجيزيه تنالوا الأجر والثواب ، ولا تقومون بطرد الطلاب الذين لا يملكون قيمة زي مدرسي أو حقيبة مدرسية . نريد ان يتعلم أبناؤنا علماً نافعاً وليس لبسً لامعاً او حقيبة مدلعة .
نُريد منكم ان تبذلوا جهوداً بمتابعة المدرسين في فترات التدريس (الحصص) ، وحثهم على إيصال الرسالة العلمية بحقيقتها وليس بما يراه بعض المدرسين .
نُريد ان تهتموا بمراقبة المدرس قبل الطالب ، لأن هناك عدد من المدرسين لا يقومون بواجباتهم ، فكل الوقت المخصص للحصة يقضيها بعض المدرسين بشرب الشاهي والمجابرة واستخدام النت داخل الفصل او في ساحة المدرسة .
الرحمة : بالطلاب وأُسرهم وخاصةً الأسر المُعدمة .
قوموا بالبحث عن من يستطيع ولديه الإمكانيات بمساعدة من لا يمتلكون حقائب مدرسية ودفاتر .
قوموا بمراقبة ومتابعة المدرسين داخل الفصول وإلزامهم بإيصال الرسالة العلمية الحقيقية .
لاتجبروا الأسر الفقيرة على بيع أثاثها وحاجياتها ليوفروا زياً مدرسياً لأبنائهم ، فكم أُسرة باعت دباب الغاز ، وتجري الآن بالشوارع للبحث عن الأوراق والكراتين وبقايا أخشاب لكي تحرقها من أجل الطبخ لأولادها .
فلا تعالجوا مشكلة الزي المدرسي بجريمة أكبر وأفضع قد تصيب المعدمين من الأسر وأبنائهم الطلاب بالسموم .
كونوا كما قال خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ((كالبنان او كالبنيان))
جسدوا إشادة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بأن أهل اليمن ((أرق قلوبً وألين أفئدة)) وقال ((هم مني وأنا منهم ))، وقال ((الإيمان ، يمان والحكمة يمانية))
دعوا الجميع يتعلم ، الغني والفقير ، من يملك الزي المدرسي ، ومن لايملك الزي ، من يملك الحقيبة المدرسية ، ومن لايملك الحقيبة .
افتحوا أبواب المدارس للجميع ، ولا تعقدوا الأوضاع خاصةً أبناء النازحين .
نحن في حرب ، فوحدوا المدارس واجعلوا لها بابً واحد لكل أبناء وبنات اليمن لينهلوا منها العلم ، فليس بالضرورة أوراق التنقلات وختومات المناطق والمحافظات حتى تتوقف الحرب .
إجعلوا من اليمن دائرةً واحدة عنوانها (..العلم للجميع..)
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47640.htm