الميثاق نت -

الإثنين, 24-أكتوبر-2016
فائز سالم بن عمرو -
حمل الوفد الوطني بساطة اليمنيين وبشاشتهم وتواضعهم وطيبة قلوبهم ووصلت مظلوميتهم سريعاً لقلوب اخوانهم الكويتيين الذين تعاطفوا مع أوضاع المدنيين وهول كارثة اشقائهم المطحونين من عدوان جيرانهم العرب ، وقد تساءلت أحد المضيفات من بورما مستغربة : نحن المسلمون يقتلنا البوذيون ببورما ، وأنتم مسلم يقتل مسلماً، وأردفت : ليس هذا الإسلام الذي نعرفه ؟!
الموقف الشعبي
وطأت أقدامنا أرض الكويت محملة بالأمل بحكمة وقيادتها وراهنا على تاريخها الوسطي وسياساتها الإنسانية لإيقاف الحرب على بلادنا ، لمسنا التعاطف الشديد للشعب الكويتي مع جراحاتنا وآلام شعبنا ، فهم عانوا الحرب والتشريد وظلم ذوي القربى مثلنا ، وكان الجانب الانساني المدخل لكشف مظلوميتنا وشرح قضيتنا ، وأزيلت كثير من المواقف المسبقة والأحكام الجاهزة ضد الانقلابيين على الشرعية- كما روج إعلام السعودية ومرتزقتها ، لكن ذلك الصوت الشعبي الدافئ تجاه أشقائهم وإخوانهم المظلومين للأسف كان صوتاً ضعيفاً وخافتاً مقارنة مع الآلة الإعلامية والسياسية والمالية لعصابات الإخوان وفلول السلفيين ورواد اللجنة الخاصة السعودية والقطرية والإماراتية التي اختطفت كرامة وشرف بعض الإعلاميين والسياسيين والمثقفين والأكاديميين .
ثارت الكثير من الأصوات المستنكرة لتوجهنا للكويت بحثاً عن السلام وهي دولة مشاركة رسمياً ضمن تحالف العدوان ، لقد قبل وفدنا الوطني باستضافة الكويت للمفاوضات بإرسال رسائل تطمين لأشقائنا في الخليج بأن ما تروجه السعودية من أن اليمن تمثل تهديداً لأمن الخليج والمنطقة محض افتراء ، وحرص وفدنا الوطني برئاسة الاستاذ عارف الزوكا على استعادة الكويت سياستها الوسطية وتاريخها الباحث عن السلام والاستقرار ورفض الصراعات التي تختلقها السعودية بحروبها العبثية في المنطقة .
أخبرتنا بعض النخب الكويتية أن بلادهم صغيرة ويحيط بها دول كبيرة ، وهي العراق وإيران والسعودية، واستقرار الكويت يقوم على التوازن السياسي والإعلامي مع هذه الدول ، وخاصة أن التركيبة السكانية والاجتماعية لدولة الكويت الشقيقة تمثل امتزاجاً لهذه الدول المحيطة بها.. وأشاروا الى أن المواقف الطائفية والمذهبية العنيفة التي كرستها حرب السعودية على اليمن ستطيح بالتركيبة الاجتماعية الهشة لدول الخليج وستجر المنطقة لحروب أهلية وطائفية ومذهبية طويلة الأمد .
المواقف السلبية والشحن الإعلامي
استطاعت وسائل إعلام السعودية بث حملة من الكراهية والتشكيك والتخوين وترويج الاتهامات مترافقة مع بداية العدوان باستحلال دماء أطفالنا وتدمير حضارتنا وتهديم بنيتنا التحتية ، فقد وصفت كثير من الوسائل الإعلام الكويتية الوفد الوطني بالانقلابيين ، وأعداء الشرعية ، وحلفاء ايران ، والروافض والمهددين لأمن الخليج ، على الرغم من التزام وكالة الأنباء الكويتية " كونا " والأمم المتحدة بمصطلح الوفد الوطني.
تزامنت الحملة الإعلامية الظالمة بحملات سياسية وترهيبية منظمة قادتها جحافل الإخوان المسلمين والسلفيين المسيطرين على البرلمان والجامعة ووسائل الإعلام الكويتية ومفاصل الاقتصاد ، وبلغت حملة التهديد والوعيد ذروتها بدعوة وجهها أعضاء من مجلس الأمة بطردنا من الكويت.. وفي هذا الشأن تعالت صيحات التخوين والتشكيك والتخويف ضدنا وتولى وزرها عملاء اللجنة الخاصة السعودية والقطرية والإماراتية ، بل هددوا المقيمين اليمنيين بأن من يتواصل أو يتعاون مع الوفد الوطني سيتم تسفيره وطرده من الكويت فورا ، ومن أبرز قادة تلك الحملة أنور الرشيد وفهد الشليمي وعبدالله النفيسي .
ويمكننا إجمال المواقف الإعلامية العامة بالآتي :
- بحثت بعض الصحف عن المعلومة ونقلت كل الآراء والمواقف وسمعت من كل الأطراف ، فقد عمد رئيس تحرير صحيفة «القبس» بدعوة ممثلين عن الوفد الوطني ووفد الرياض وسماع آرائهم ومناقشاتهم .
- على الرغم من استقلالية وتوازن التغطية الاخبارية في تلك الصحف التي تحترم قراءها ، إلا أن بعض مراسليها تعمدوا استقاء معلوماتهم من وفد الرياض .
- انتهاج مواقف ضبابية بالانفتاح على وفدنا الوطني وسماع آرائنا مع الاصرار على وصفنا بوفد الانقلابيين- كما فعلت صحيفة «الشاهد».
- الهجوم الشرس ضد الوفد الوطني وترويج الإشاعات والأكاذيب ، ورفض نقل وجهات نظره وسماع مواقفه، تصدرته صحيفة «السياسية الكويتية» برئاسة أحمد الجار الله .
- مواقف شخصية محتقنة منحازة لوفد الرياض وجل أصحابها من السلفيين والإخوان ، وأغلبها أتت على شكل تصريحات سياسية وإعلامية أو حملات منظمة على شبكات التواصل الاجتماعي .
- اتسم الموقف الإعلامي بشكل عام بالاهتمام ونقل الآراء ، وشهدت هذه التغطيات الحيادية تراجعاً كبيراً بعد المرحلة الثانية من المفاوضات .
- القضايا التي اهتمت بها التغطيات الإعلامية : الجانب الانساني ، التواجد الإيراني ، الموقف من المبادرة الخليجية ، مفهوم الشرعية ، الموقف من أمن دول الخليج ، البحث عن الحلول السلمية .
المفاوضات
سارت المفاوضات بوتيرة سريعة وجادة منذ اليوم الأول لوصول الوفد الوطني للكويت فقد شارك في الجلسة الافتتاحية ، وكانت الوفود تنخرط في لقاءات فردية ومختلطة مع وفد الرياض ومع اللجان الأممية وتنهي الجلسات بشرح مواقفنا للدول الراعية للمفاوضات وسفرائها.. ويمكن شرح مراحل التفاوض بالآتي :
أ = سير المفاوضات :
- ادعى مبعوث الأمم المتحدة بوجود خطة مزمنة ومتزامنة لإيقاف الحرب ونجاح المفاوضات ، ولكنها كانت خطة غامضة ويتم تكرار مفرداتها وعباراتها في كثير من تصريحاته وبياناته الإعلامية .
- فشلت كل التزامات الأمم المتحدة والدول الراعية للمفاوضات في وقف العدوان على بلادنا ، ما قاد المفاوضات لمرحلة الجمود .
- رغم شدة الخلافات والتباينات في مواقف الطرفين ، فقد أعلن مبعوث الأمم المتحدة عن حل شامل ومتزامن لإنهاء الحرب في اليمن بنهاية مفاوضات الكويت 1 .
- تم التراجع في مفاوضات الكويت 2 من قبل مبعوث الامم المتحدة عن الحل الشامل وأعاد المفاوضات لمرحلة الصفر بتبنيه الرؤية السعودية .
ب = المبعوث الأممي :
- تباين الآراء والمواقف ضد إسماعيل ولد شيخ أحمد من قبل جهات كثيرة ومختلفة المشارب والمواقف السياسية ، وأكثر الآراء وصفته بالضعف والعجز ، وشككت في قدراته السياسية والإدارية في ترؤس ملف شائك كالملف اليمني .
- حرص على إعلان هدن قصيرة لإيقاف الحرب وتجاهل اصدار قرار دولي ينهي الحرب.
- شهدت مواقف ولد شيخ بعد الكويت 2 انحيازاً كاملاً للموقف السعودي اتضح في : الانقلاب على الحل الشامل ، وإدانته لتشكيل المجلس السياسي ، ومباركته نقل البنك المركزي لعدن ، ورفضه تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة بمجزرة القاعة الكبرى .
- تبنيه الموقف السعودي بتأمين الحدود السعودية من خلال مطالبته بالتهدئة على الحدود السعودية والتوجه لظهران الجنوب، وتجاهله لمبادرة كيري ومشروع القرار البريطاني الداعي لإيقاف الحرب بقرار دولي من مجلس الأمن .
ج= اهداف السعودية ومرتزقتها من المفاوضات :
- راهنت السعودية ومرتزقتها على تحقيق حسم عسكري لفرض أمر واقع ينهي المفاوضات .
- اتهام الوفد الوطني بالعرقلة وعدم الرغبة في تحقيق السلام.
- البحث عن الحلول الجزئية والتركيز على الحل الأمني ورفض حكومة الوحدة الوطنية .
- تمديد المفاوضات للتغطية على جرائمهم واستمرار الحصار لتجويع الشعب وفرض استسلامه .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47684.htm