الميثاق نت -

الإثنين, 24-أكتوبر-2016
عباس غالب -
في الوقت الذي يتصاعد غبار الأحداث والتطورات في المنطقة العربية، لاتبدو بارقة أمل في التخفيف ـ على الأقل ــ من وتيرة تصاعد هذا اللهيب المستمر والذي ينذر بتداعيات خطيرة على أمن واستقرار العالم برمته، إذ أن من يتطلع إلى سحب هذا الدخان المتصاعد في المنطقة ابتداء من سوريا والعراق وانتهاء باليمن وليبيا وغيرها سيتأكد يقين ًصدقية الانحدار السريع نحو هذه الكارثة التي لن تستثني احداً حتى أولئك الذين يدَّعون أنهم بمنأى عنها، خاصة أولئك الذين يديرون اللعبة من بعيد .
لقد رأينا جلياً فيما تخطط له الدوائر الغربية والأمريكية منذ أن أطلقت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ماسُمّي وقتها بثورة الربيع العربي التي رسمت ظلالاً من الشك حول أهداف هذا المتغير، خاصة وان هذا المخطط كما اتضح لاحقاً لا يستهدف فقط تفجير الأوضاع داخل الأقطار العربية وإنما يهدف كذلك امتصاص ثروات المنطقة العربية بعد أن يتسنى لهذه الدوائر إفراغ ما في جعبة هذه الأنظمة ومن ثم تمزيقها شر ممزق.. وهو ما يفسر بالطبع مايجري داخل هذه الأقطار من احتراب واقتتال يخدم في المقام الأول والأخير أصحاب هذه المخططات وفي المقدمة الكيان الصهيوني .
بعد مرور هذه السنوات العجاف من الاقتتال بين مكونات المجتمعات العربية كل على حدة يتساءل العقلاء منهم: إلى متى استمرارية هذا الوضع الكارثي؟ ولمصلحة من هذا النزيف في الدم العربي وإهدار إمكاناته ؟ ومن هو المتربص الحقيقي لتطلعات الأمة العربية في الوحدة والاستقرار والنماء؟
ربما كانت هذه التساؤلات إلى وقت قريب وغيرها محط اهتمام الكثير، لكن مع استمرار هذا الاقتتال تراجعت هذه التساؤلات كثيراً وبحيث صارت مقرونة بالتفكير في إمكانية أن تضع الحرب أوزارها في وقت قريب .. لعل وعسى أن تكون الفترة المنصرمة بمثابة الصعقة التي تحيي الذاكرة التيــ ربما ــ سقطت في شباك أوهام القوة والنصر، بينما هي في واقع الأمر غرقت في وحل الفرقة والانقسام.. وبالتالي الخضوع لمؤامرة الخارج والتي يبدو أنها نجحت إلى حد كبير في إذكاء هذا الاختلاف بين المكونات العربية والفسيفساء المذهبية والطائفية والعرقية وفي المقدمة النخب السياسية للاستمرار في دوامة هذا الصراع المدمر الذي لايبدو أن ثمة نهاية له على المدى القريب .
ولعلني في هذا الإطار أتفاعل مع تلك التساؤلات المؤرقة لكل مواطن عربي وبأن تتحقق الأمنية في الخلاص من اسر تداعيات هذه الأزمة والحرب وذلك باعتبار الأحقية للمواطن في هذا الظرف الاستثنائي انه يمثل الحد الأدنى من الطموح الذي يعتمل في صدر كل عربي من المحيط إلى الخليج رغم عمق الجرح، لعل وعسى أن تفيق هذه النخب السياسية وتعيد النظر في كل ما جرى ويجري على الساحة العربية المباح دماء أبنائها دون هدف يُذكر.. وبالتالي إعادة النظر في مجمل الحسابات الذاتية والقُطرية والمذهبية على أمل أن نجد الترياق المناسب في الوقت المناسب حتى لا تستمر المنطقة تحت هذا الصفيح الساخن جداً.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47687.htm