الميثاق نت : - < تزايدت الاتهامات الموجهة إلى سلطنة عمان الشقيقة من قبل النظام السعودي وحلفائه في الآونة الأخيرة لاسيما عقب الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها طائرات تحالف العدوان على قاعة عزاء آل الرويشان في الـ8 من أكتوبر الجاري، وأدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 700 شخص من المعزين..
سلطنة عمان رفضت منذ البداية الحرب العدوانية التي يشنها النظام السعودي وحلفاؤه على اليمن، والمشاركة فيه بأي شكل من الاشكال، واعلنت موقفها الواضح والصريح من أن الحرب لن تحل الأزمة في اليمن ولن تساعد على تحقيق أي انفراج بين القوى السياسية، وإنما على العكس ستعمل على تفاقمها وتزيد من حدة الاحتقان، وستسبب في معاناة اليمنيين أكثر..
هذا الموقف الحكيم لقيادة السلطنة، والذي لم يلتفت إليه النظام السعودي- لم يرق لقيادته التي ذهبت تراهن على تحقيق الانتصار في هذه المعركة في مدة وزمن محددين- يعكس ايمانها الحقيقي بأن الحروب لا تصنع السلام ولا تقود إلى الأفضل وأن أي تدخل خارجي في شئون البلدان الأخرى تكون عواقبه وخيمة..
المواقف السياسية والإنسانية الحكيمة لقيادة سلطنة عمان ممثلة بقائدها قابوس بن سعيد والمعلنة منذ بداية الحرب العدوانية وإلى اليوم تكشف بجلاء حقيقة الاتهامات الموجهة للسلطنة والغاية التي يسعى ويريد النظام السعودي وحلفاؤه الوصول إليها..
اتهام سلطنة عمان بتهريب الأسلحة الإيرانية عبر اراضيها إلى «الحوثيين» سخيفة ومسرحية بائسة يعمل النظام السعودي وحلفاؤه على الترويج لها إعلامياً بهدف النيل من قيادة السلطنة ومعاقبتها على موقفها وقرارها السيادي برفض العدوان وعدم استجابتها للإملاءات السعودية من جهة والعمل على اغلاق المنفذ الوحيد المتبقي أمام اليمنيين ووقف كل اشكال وأنواع المساعدات التي تقدمها السلطنة لليمن دون المرور عبر «بيشة» أو دون الحصول على إذن مسبق من قيادة العدوان الفاشي السعودي من جهة ثانية..
قيادة النظام السعودي تكشف يوماً بعد آخر انها مليئة بالغباء ولا تفرق بين السياسة التي عمادها الأخلاق واعلاء القيم الإنسانية، وبين السياسة التي تسير وفقاً لقاعدة «الغاية تبرر الوسيلة» وتتخذ من الغطرسة والغرور والكبر والتعالي نهجاً ومساراً لها..
سياسة سلطنة عمان الشقيقة لا تعرف للمغالطات طريقاً، وتتعامل وفقاً لمبادئ أخلاقية وقيم ومضامين تحث على البناء وليس الهدم، وعلى التوحد وليس التشتت، وعلى الوحدة وليس التفرقة، عكس السياسة التي تنتهجها قيادة النظام السعودي والتي تقوم على تأجيج الفتن واشعال الحرائق وزرع الأحقاد والكراهية بين الشعوب بعضها بعضاً، كما تقوم على دعم الجماعات الإرهابية وتخريجها من مدارس التطرف والغلو والإرهاب المنتشرة داخل السعودية أو التي تم تفريخها في العديد من البلدان العربية والإسلامية وغير الإسلامية!
السياسة التي تنتهجها سلطنة عمان تدعو للمحبة والسلام والانتصار لقيم الحق، عكس السياسة السعودية التي تتميز بأنها بلا اخلاق وبلا قيم وبلا مبادئ، وتدعو للكراهية وسيادة الفوضى وإعلاء قيم الهدم.. ولا يوجد لدى النظام السعودي ما هو مقدس أو مبدئي..
لا غرابة في توجيه تلك الاتهامات لسلطنة عمان، وببساطة وبعيداً عن الشرح والاسهاب لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام السعودي وحلفاءه الغربيين إلى توجيه هذه الاتهامات، ما عليكم إلاّ أن تقرأوا المواقف السياسية والإنسانية لسلطنة عمان تجاه اليمن واليمنيين وستعرفون أن بإمكان هذا النظام أن يحول السلطنة من آخ وشقيق إلى خصم وعدو كون السياسة السعودية بلا اخلاق، إضافة إلى كونها تتعارض مع القيم الدينية الإسلامية التي يدعيها القائمون عليها، ويتخذونها وسيلة للمتاجرة متى ما لزم واستدعى الأمر!
وفي الأخير إن قلت لطفل صغير بأن النظام السعودي يتهم سلطنة عمان بتهريب الأسلحة الإيرانية عبر اراضيها إلى الحوثيين، ستنتابه موجة من الضحك لن تستطيع ايقافه عن مواصلتها!!
إنها للأسف السياسة السعودية اللاأخلاقية التي تتسيد العالم العربي في هذه المرحلة السوداء من التاريخ العربي المعاصر..
|