السبت, 22-سبتمبر-2007
الميثاق نت -    د. عبدالعزيز المقالح -
ليس من شك في أن الآلة الإعلامية الموالية للإدارة الأمريكية الحالية قد وصلت إلى ذروة عجزها في الدفاع الخاطئ والمغلوط عن اكاذيب الرئيس جورج بوش وتخبطاته التي فاقت بما لا يقاس كل اكاذيب وتخبطات بعض الرؤساء الذين سبقوه الى البيت الأبيض وكانوا بطبيعتهم في حالة تناقض واضح مع مهمتهم القيادية التي لم تصل في بؤسها وتناقضها الى ما وصلت إليه في عهد هذا الرئيس المحكوم بأكثر من عقدة والخاضع لأكثر من اتجاه، والذي بات لذلك كله في وضع لا يحسد عليه لا هو ولا أي من أفراد ادارته الذين بدأوا يتساقطون كأوراق الخريف قبل أن يبدأ الخريف الحقيقي الذي ينذر بسقوط الشجرة بجذعها وفروعها وأوراقها.

ربما لو كان الرئيس بوش قد وجد في زمن غير هذا الزمن وفي ظروف يحيط بها الغموض من كل جانب لأمكنه الاستمتاع بأكاذيبه والتمادي فيها ولأمكن لآلته الإعلامية بكل ما حشدته من إمكانات أن تمنهج بعض أكاذيبه وأن تخفي الحقائق أو بعضها. أما في هذا الزمن، وفي هذا الوقت الذي تعددت فيه وتطورت وسائل الإيصال والاتصال فإن من الصعوبة بمكان إخفاء ما يحدث أو احراز أدنى نجاح في طمس الحقائق الصغيرة فضلا عن الكبيرة والواقعة على الأرض تحت شمس النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم كله في ذات المكان وذات اللحظة وبالصوت والصورة وبكل الألوان والمسافات.. الخ.

لقد ذهب الرئيس بوش في مغامرة محسوبة إلى العراق في ظلام الليل، وعاد من مغامرته المحسوبة في ظلام الليل أيضاً، ولم تتمكن الصور التي تم التقاطها بدقة أن تخفي حالة الذعر والقلق اللذين أحاطا به خلال المغامرة الليلية القصيرة، ومن المؤكد أنه رأى وسمع ما لا يسر وما لا يحتمل الاخفاء لكنه لم يتردد في أن يكذب نفسه أولاً، وفي أن يكذب ما يراه مواطنوه جميعاً وما يراه العالم بأسره ثانياً، إيماناً منه بتلك المقولة القديمة والخاسرة “اكذب ثم اكذب فلن تعدم من يصدقك”. ولم يفطن هذا الرئيس الى أن هذه المقولة من مخلفات أزمنة بائدة لم يكن الناس فيها قد عرفوا شيئاً عن أجهزة كشف الأكاذيب ومحاصرة الكاذبين متلبسين بجرمهم الشنيع وحشرهم في زاوية الذين لا يقولون إلا بهتانا وزورا.

“إن الوضع في العراق ليس سيئاً الى الحد الذي يراه الأمريكيون والناس في العالم”. هكذا تقول الأكذوبة التي رددها الرئيس بوش بعد عودته من مغامرته القصيرة مذعوراً، وهو يضيف “إن هناك تقدماً ولو بطيئا، وإن المستقبل سيشهد تطوراً نحو الأفضل!” أي كلام غير مسؤول هذا الذي يصدر عن رئيس يقود حروباً فاشلة، وعن العراق الذي يغتسل صباحاً ومساءً بدماء ابنائه، وبدماء الغزاة الذين قيل لهم إن احتلال هذا البلد لا يتطلب سوى ساعات وينتهي كل شيء ويصبح العراق بنفطه ومياهه وخيراته ولاية جديدة تابعة لواشنطن في عهدها الجديد عهد الاكاذيب والمتطرفين الجدد.
الخليج
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4770.htm