كلمة الميثاق - وَقْف الحرب السعودية العدوانية الشاملة على الشعب اليمني بجبهاتها المتعددة العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، يستوجب فتح الطريق لسلام شامل مؤسس على رؤية جادة وصادقة منبثقة من قناعة وإرادة واعية بضرورة الحل عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية لدى كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية، لاسيما وقد بات واضحاً أن في هذا التوجه مصلحة حقيقية للجميع.
وهنا لا نحتاج الى التأكيد على الأبعاد التي ستتخذها مسارات استمرار العدوان الوحشي غير المبرر على اليمن والذي يقترب من إكمال عامه الثاني وكل ما استطاع أن يحققه هو تدمير اليمن وإبادة أبنائه وتسليم المحافظات والمناطق اليمنية التي تعرضت للغزو والاحتلال من قبل قوى المعتدي السعودي وتحالفه البغيض الى التنظيمات الارهابية التي تعتقد تلك القوى انها مسيطرة عليها عبر إدارتها لصالح أجندتها الهادفة الى تركيع وإذلال الشعب اليمني وتقسيمه من خلال إذكاء النزعات المناطقية والطائفية والمذهبية في إطار مخططات استعمارية للمنطقة العربية ويجري العمل عليها منذ فترة ليست بالقصيرة، وتمثل رأس الحربة في تنفيذها السعودية، ولكن صمود الشعب اليمني وتصدّيه الاسطوري للعدوان السعودي أسهم بشكل جوهري في كشف وإفشال هذه المخططات التآمرية بجعل مخاطر استمرارها أكبر من فرص نجاحها، معززاً توجهات التسويات السلمية التي تصب في مصلحة اليمن ودول المنطقة والعالم.
وهكذا فإن تمسك المؤتمر والقوى المتصدية للعدوان بالحل السياسي الدبلوماسي السلمي ومد يدها الى السلام منبثق من تجربة وإدراك أن قضايا الخلافات السياسية والصراعات الداخلية لا يحلها إلا التفاهم والتفاوض الدبلوماسي السياسي، وقد نجح هذا النهج داخلياً في مراحل مختلفة، وعلى الصعيد الخارجي استطاع حل قضايا الحدود وخلافات أخرى مع دول الجوار وعلى رأس كل هؤلاء مع النظام السعودي الذي بكل تأكيد يأتي عدوانه على اليمن تعبيراً عن طبيعته الوهابية الارهابية التي جسدها في حرب الإبادة البشعة التي يتعرض لها الشعب اليمني منذ ما يقارب العامين مسنودةً بتحالف عربي وتواطؤ وصمت عالمي، الأمر الذي جعل هذا العدوان على شعب مسالم مظلوم من أقذر الحروب التي عرفها التاريخ الإنساني.
خلاصة القول: إن السلام الذي يريده اليمانيون مبني على خطة واضحة غير قابلة للتفسيرات والتأويلات التي تسعى الى بلوغ ما عجز عنه العدوان بالحرب يُحقَّق بالسياسة عبر مبادرات مطاطية مبهمة وملغومة بأفخاخ يراد فرضها عبر ممارسات ضغوط إبادة الشعب اليمني بإسقاط طائرات العدوان المزيد من الصواريخ والقنابل على رؤوس أبنائه وعبر تضييق الحصار عليهم وتصعيد الحرب الاقتصادية والتي بدون شك سوف يذهب اليمنيون الى الدفاع عن أنفسهم ووجودهم عَبْر خيارات ستكون نتائجها على أعدائهم قاسية.
وحريٌّ بنا القول إن الشعب اليمني لم يعد لديهم ما يخسره، ومع ذلك لم يرفض أي حل يؤدي الى سلام يصون سيادة واستقلال اليمن ويحفظ وحدته ويحقق حرية شعبه، أما الاستسلام الذي يُراد فرضه من قوى تحالف العدوان مرفوض.
|