الميثاق نت -

السبت, 19-نوفمبر-2016
سمير النمر -
في الوقت الذي تقود عدد من الدول العربية حرباً ضروساً ضد تنظمي داعش والقاعدة ومن يدور في فلكها بدعم دولي كما يحدث الآن في مصر والعراق وسوريا وليبيا، الا ان انتشار داعش ومن يدور في فلكها باليمن له وضع آخر وامتيازات خاصة حيث استطاعت داعش والقاعدة في اليمن ان تحقق اليوم في زمن الحرب على الارهاب مالم تحققه في عقود من الزمن حيث ظلت ملاحقة في عدد من المناطق بأبين ومارب وغيرهما.. ومنذ بداية العدوان السعودي علي اليمن استطاع تنظيما القاعدة وداعش ان يوجدا لهما موطئ قدم في مأرب لتأسيس جيش تحت مسمى المقاومة والجيش الوطني بزعامة هادي وعلي محسن وقيادات كثيرة معروفة بارتباطها بالقاعدة اضافة الى سيطرتهم على منابع النفط والغاز في مأرب الذي يجنون من ريعه أموالاً طائلة تجعلهم قادرين على بناء اقوى جيش لداعش في المنطقة وبدعم من قوات التحالف التي تدعمهم بأسلحة حديثة ومتطورة بما فيها أنظمة صواريخ باتريويت..
والخطير في الامر ان ما يحدث في مارب من تجنيد للمتطرفين الذين ينطلقون من عقيدة واحدة لداعش يتم بغطاء دولي واقليمي تحت مسمي شرعيه هادي والجيش الوطني، والدليل ان العرادة وعلي محسن وقيادات الاخوان رفضوا توريد اي مبالغ من عائدات النفط والغاز الى صنعاء أو عدن ويتم الاستفادة من تلك المبالغ في بناء جيش عقائدي اخواني ظاهره الجيش والمقاومة وباطنه داعش والاخوان وهذا الجيش الذي يتم بناؤه في مارب لايهمه شرعية هادي او غيره وإنما يؤسس لدولة داعش المستقبلية تحت أغلفة ناعمة متعددة والتي ستكون الاقوى في المنطقة خصوصاً بعد الضربات التي تلقاها داعش في العراق وسوريا ومصر..
ولاشك ان الفكر الديني والاستفادة من اقوال الرسول عليه الصلاة والسلام في اهل اليمن وان الايمان يمانٍ والحكمة يمانية يتم توظيفها في استقطاب العناصر الشابة وخلق بُعْد عقائدي للمكان الذي يتواجدون فيه (مأرب) كرمزية لليمن وهذا الامر سيجعل مأرب تشكل حاضنة كبيرة للارهاب واستقطابهم من مختلف مناطق اليمن ومن دول الجوار وغيرها من دول العالم نظراً للامكانات المادية المتوافرة المتمثلة في النفط والغاز والفكر المذهبي ورمزية المكان اضافة الى غطاء شرعية هادي ودعم دول التحالف..
ومن خلال هذه المعادلة نقول ان دول التحالف التي تشن العدوان على اليمن منذ مايقارب العامين ساهمت في انشاء اقوى كيان ارهابي في الشرق الاوسط بمدينة مارب اليمنية، ونحن عندما نقول هذا الكلام ليس من باب النكاية او العداء وانما ننطلق في ذلك من خلال الوقائع والاحداث الواقعية في الماضي وتقارير دولية تؤكد الارتباط العضوي والتنظيمي للقيادات الحزبية والعسكرية أمثال علي محسن وغيره بتنظيم القاعدة ودعمهم لهم، ولهذا فإننا نحذر المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي والدول الذي يحارب الارهاب من خطورة السكوت والتغاضي عما يحدث في مارب من انشاء جيش داعشي سيمثل في المستقبل القريب بمثابة حزام ناسف سيفجر المنطقة بأسرها وسيجعل كل الجهود التي بُذلت في مكافحة الارهاب في المنطقة تذهب أدراج الرياح ويعود مسلسل الارهاب في المنطقة بشكل جديد واقوى.. وعلى روسيا وترامب النظر الى ملف اليمن بجدية بعيداً عن التسويق السعودي للملف اليمني الذي اسهم العدوان السعودي في نشوء اخطر واقوى كيان ارهابي في اليمن تحت زعامة الزنداني وعلي محسن وقيادات الاخوان المعروفة بارتباطها بالقاعدة وبغطاء سعودي اسمه شرعية هادي..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47924.htm