رجاء الفضلي - < العالم كله ومنذ الثلاثاء الماضي انشغل بمتابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتداعيات التي خلفتها على مستوى الشارع الأمريكي نتيجة فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب غير المتوقع.لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية وبعد الإعلان عن الفائز فيها يخرج الشارع الأمريكي رافضاً نتائجها ويطالب الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرحيل قبل أن يتولى مهامه.لقد دفع دونالد ترامب الأمريكيين المسلمين والمهاجرين غير الشرعيين ومعهم البعض ممن صوت للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى الخروج للشارع والسبب ما تضمنه برنامجه الانتخابي إضافة الى خطاباته الحادة والتي وصفها البعض بالمتطرفة والمعادية للمهاجرين واللاجئين والمسلمين والأقليات.
زلزال حقيقي أحدثه ترامب في أمريكا التي تشهد تصاعداً في الاحتجاجات الرافضة له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.. ما يكشف أن هذه الدولة التي تهيمن على العالم ستشهد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وستزداد نسبة الجريمة فيها الى أعلى مستوياتها وخاصة إن أصر الرئيس المنتخب ترامب على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي سبب كل هذا الحراك الرافض له..
ومع كل ما يحدث في الشارع الأمريكي إضافة الى ردود الأفعال المختلفة التي مازالت تتصدر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة حول هذه الانتخابات وفوز ترامب، مع كل ما يحدث ستبقى مصلحة أمريكا هي الحقيقة الوحيدة وسيدة الموقف وهي البرنامج الانتخابي الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية وحيثما تكون مصالحها سيكون ترامب أو غيره.
ليس كل ما يتضمنه أي برنامج انتخابي لأي مرشح كان ينفذ، فهناك برنامج أكبر يفرض على أي مرشح التفكير الجدي المسبق قبل اتخاذ أية خطوة، كما أن هناك ولاسيما في الولايات المتحدة الامريكية مؤسسات دستورية ولا يمكن المضي في اتجاه تنفيذ البرنامج الانتخابي لأي رئيس أمريكي منتخب الا بعد الرجوع اليها وهي صاحبة القرار في الكثير من القضايا.
ومهما بدا الرئيس المنتخب دونالد ترامب صادقاً وملتزماً في تنفيذ برنامجه الا أن الكثير من الرياح ستجري بعكس ما يريده ترامب وسيصطدم بالعديد من العقبات التي ستدفعه الى الفشل لا محالة.. وإن أردنا الاستدلال على ذلك لنذهب الى طرح السؤال:
هل نفذ أوباما برنامجه الانتخابي؟ ومن قبله أيضاً جورج دبليو بوش؟!
قد تكون الإجابة نعم استطاع أوباما تنفيذ برنامجه الانتخابي الى حدٍ كبير.. أي لم ينفذه كاملاً وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.. أوباما سيترك الرئاسة الأمريكية وسط عدم رضا الكثير من الأمريكيين وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية..
صحيح أن أوباما تسلّم الرئاسة الأمريكية وهي مثقلة بالكثير من الاشكاليات التي خلفها جورج دبليو بوش واستطاع تجاوز واصلاح الكثير منها الا أنه أخفق في السياسة الخارجية تماماً، كما لم يفِ بوعوده المتعلقة بإغلاق معتقل غوانتانامو.. ورغم ابتعاد أوباما عن الحروب والمغامرات العسكرية إلا أنه كاد أن يختتم ولايته بالتدخل المباشر في الحرب التي شهدها اليمن!..
كما أن أوباما فشل في مكافحة الارهاب والجماعات المتطرفة، وبدلاً من ذلك اتجه الى دعمها ومدها بالسلاح كما حدث في سوريا، إضافة الى دعمه وتأييده الأنظمة الاستبدادية المنتهكة لحقوق الإنسان والحريات والتي تنتهج سياسة العنف مع معارضيها كالسعودية. وعطفاً على ذلك فإن موقفه الداعم والمؤيد للعدوان السعودي على اليمن وسكوته على الجرائم والمجازر التي يرتكبها هذا العدوان بحق المدنيين وانتهاك القانون الإنساني الدولي سيشكل وصمة سوداء في تاريخ باراك أوباما ولن يتجاوزها مطلقاً، بعد أن أصبح شريكاً في قتل اليمنيين وتدمير اليمن مع النظام السعودي الإجرامي الفاشي!..
ولهذا ينبغي التأكيد هنا أن دونالد ترامب الرئيس الـ(45) للولايات المتحدة الأمريكية لن يكون أفضل من أوباما في سياسته الخارجية، فالسياسة الأمريكية في المقام الأول تنطلق أو تسيّرها المصالح، فحيثما تكون مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية سيكون ترامب أو غيره!..
|