الميثاق نت -

السبت, 19-نوفمبر-2016
مطهر الاشموري -
لسنا مع مرشح للرئاسة الامريكية ولا ضد مرشح فوق نسبية السواء، فنحن من متراكم الرواسب والتفعيل نرى هيلاري كلينتون هي الأسوأ، فيما ترامب الجمهوري هو الأسوأ فيما قدم من تصريحات في الحملة الانتخابية وتجاه المسلمين تحديداً.
ومع ذلك فدعم الخلاوجة بقيادة النظام السعودي لهيلاري كلينتون بالمال والاعلام يجعل اي يمني وطني في ظل العدوان يحسم موقفه ضد كلينتون ليس حباً في ترامب، ولكن كموقف وطني يمني وكموقف من العدوان السعودي اصلاٌ.
المتابع للانتخابات الامريكية يحس ان الاعلام ومراكز البحوث والاستطلاعات مارست التضليل او كانت مضللة وذلك ماجعل فوز ترامب مفاجأة غير متوقعة حتى لمن اصطفوا معه او لهم موقف من منافسته يجعلهم في الضد. الحزبان الجمهوري والديمقراطي باتا كآلية ونخبوية بمثابة المؤسس الحاكم لأمريكا وباتت الخطوط العريضة لتسيير هذه المؤسسة فوق التنافس السياسي بمثابة ولاية الفقيه في ايران، ولكن وهذا الطبيعي ان يكون المرشد في امريكا مجهولاً او غير معلوم فماذا لو جاءت قضايا اصر الشعب على التعامل معها او معالجات غير ماتريد المؤسسة الحاكمة بجناحيها الجمهوري والديموقراطي.
على سبيل المثال فإنه ومنذ احداث سبتمبر 2001م والشعب الامريكي يحمل النظام السعودي المسؤولية ويطالب بمحاكمته وبدفع تعويضات كما نظام القذافي، ولكن هذه المؤسسة الحاكمة بتعاقب إدارات جمهورية وديمقراطية ظلت تلعب مع وعلى الشعب، والدليل اخفاء 28 صفحة من التقرير الاهم حول هذه الاحداث.
ولذلك فإن ما عُرف بقانون جاستا سن وشرع من اعضاء الحزبين في الكونجرس، فيما المؤسسة الحاكمة بفرعيها والديمقراطي والجمهوري كانوا بين الاعتراض والتحفظ في محاولة التوفيق بين الشعبية ومراضاة او عدم إغضاب النظام السعودي.
هذا مجرد مثل هو بوضوحه مؤشرات لما يريده الواقع من تغيير يصل الى نمطية الفقيه.. امريكا ترامب الذي رشح نفسه كمستقل في انتخابات 2000م ادرك بداهة انه لن ينجح رئيس لأمريكا إلا من خلال احد الحزبين المعروفين ولعل مثل احداث 2001م وغيرها بعد ذلك جعلته يرضي الرفض المتنامي الشعبي او في الشارع لنمطية مؤسسة حاكمة كل مايعنيها توفير وإصباغ الانتخابات بالإثارة، ولكن هذه الاثارة لم تعد تلغي او تعوض نمطية في المشهد والمحصلة.
تصويت اعضاء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين بغرفتيهم لصالح قانون جاستا وضد فيتو اوباما هو مؤشر للضغط الشعبي الذي ترفض المؤسسة الحاكمة التعامل معه او به ومع مؤشر المؤسسة الشعبية التي فرضت ترامب رئيساً فوق كل التوقعات.
المتابعون للانتخابات الامريكية لم يهتموا بكيف استطاع ترامب حديث العهد بالحزب الجمهوري اختراق وكسب قواعد الحزب الجمهوري وفاز من بين 16 مرشحاً ليصل الى مرشح هذا الحزب للرئاسة.
تصويت اعضاء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين لصالح قانون جاستا يعني من جانب معرفة الاحزاب او المؤسسة الحاكمة بنبض الشارع ومايريد، ويعني بوجه آخر وصول التغيير الشعبي للتغيير الى الذروة.
ترامب بعد تجربة المستقل عام 2000م جاء عبر الجمهوري ولكن ليعبر عن تغيير يريده الشارع ولذلك فأثقال الحزب الجمهوري كانت ضد ترامب في ظاهرة لم يحدث مثلها في الانتخابات الامريكية في ظل مايعرف بالولاء الحزبي او التنظيمي.
ظاهرة ترامب إن جاز التعبير كمتغير امريكي بحاجة الى توقف للدراسة والتأمل والفهم والاستيعاب، وحينما يقول الرئيس المنتخب ترامب وبعد نجاحه في انتخابات ديمقراطية ونزيهة ان الاعلام الامريكي هو من يحرض على المظاهرات ضده فالمقصود أن كل اعلام ولوبيات المؤسسة الحاكمة تصب المظاهرات ضده كأنما هي ما كانت امريكا وادواتها في المنطقة بعد 2011م تسميها بقايا النظام.
ومع كل ذلك علينا ان نعرف ان ترامب لم يأتِ اعتباطياً او تلقائياً بل هو الانسب لأدوار نوعية ومفصلية يؤديها بسقف دورة انتخابه خارجياً وداخلياً، وسقف نجاحه او فشله هو الذي قد يمدد له دورة ثانية او يكتفي بدورة واحدة !
قد تكون هذه المظاهرات التي اعقبت انتخابه هي ضغوط لفرض فرملة والتراجع عن بعض تصريحات متطرفة له، وربما لم يعد في هذا العالم غير الخلاوجة بقيادة النظام السعودي يمنون انفسهم ويحلمون بعدم وصول ترامب الى البيت البيضاوي ربطاً بمظاهرات ضده في عدة مدن امريكية!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47927.htm