محمد الجرادي -
الوقوف أمام السنوية الأولى لتجربة ديمقراطية كانت موضع إشادة واحترام الأشقاء والأصدقاء وكل الديمقراطيين في العالم.. لا يقتضي التعامل معها باستدعاء حُمَّى المهرجانات الانتخابية.. والخطاب الدعائى الحزبي الفج كما هو واضح في خطاب أحزاب المشترك أيضاً ليس من اللائق ديمقراطياً، تعسُّف قراءات نتاجات التجربة حتى اليوم بالاستجابة لمحرضات ودوافع انتقامية وكيدية.. وإشهار مبكر لحملات انتخابية!!
^ وكما أظن أنه لا حاجة للتساوق مع انفعالية وشطط هذه الأحزاب، وما تكشف عن خطابها من غياب المسؤولية في الطرح والمناقشة على أن محاولتها اسقاط مسؤوليتها أمام هذه التجربة وأن تكون أيضاً مساءلة بشأن أدائها هي ما يؤخذ عليها، وتدين نفسها بذلك.
^ وهنا أقول كان لائقاً بأحزاب المشترك الانصراف إلى تقييم نفسها قبل تجييش آلاتها الدعائىة باتجاه التناول غير المسؤول للسنوية الأولى على يوم الـ20 من سبتمبر.. وقبل أن تتوهم أيضاً حملها هذه المهمة بالطريقة ذاتها التي خاضت بها معترك التجربة وبالخطاب والأسلوب ذاتهما.
^ لعلنا نتذكر التزامات- ولنقل وعود- المشترك أقلها التزامات أحزابه مع كل القوى السياسية في البلاد تطوير التجربة الديمقراطية.. وتنمية الوعي السياسي والديمقراطي في أوساط المجتمع.
ومن حيث المبدأ- أليس من حقنا- كمواطنين- أن نسأل هذه الأحزاب عن أدائها في هذا الاتجاه.
^ قد نتفق مع قيادات هذه الأحزاب أنها »حملت معها هذه التجربة« عندما أعلنت عن ذلك أثناء اعترافها على مضض بنتائج »صندوق الاقتراع«- لكنها حملتها مساوئها، واعتقد أنها تملك المحاججة أمام حقائق جنايتها على الوعي والسلوك الديمقراطي وترجمتها مهمة تنميته وتطويره بذات العقلية التي تنشد التأزيم.. وتمجّد مظاهر الخراب والدمار والفوضى وتستحث الحرائق والفتن..في مواجهة أمن وأمان الناس، واستقرار ووحدة البلد.