الإثنين, 24-سبتمبر-2007
الميثاق نت -  بدر‮ ‬بن‮ ‬عقيل -
إذا لم تستح فأصنع ما شئت«، هكذا يعلُّمنا معلُّمنا الأول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ذلك ان الحياء كما يقول عليه الصلاة والسلام: »شعبة من الإيمان« ولهذا قال أجدادنا اليمنيون في مثلهم الشعبي لكل من قل حياؤه، وقل ورعه: »غسل وجهه ببول الحمار«..!!
ومثل هؤلاء نجدهم اليوم يطلون علينا من شاشة الفضائيات.. أو صفحات الصحف.. أو المواقع الاكترونية، أو المنابر بوجوه ذهب عنها الحياء.. وحل فيها البلاء، وارتسمت في ملامحها كل أنواع وألوان البغض والكراهية، فراحوا يصبون أكاذيبهم.. ويطلقون إشاعاتهم المغرضة.. ويثيرون‮ ‬الفتنة‮ ‬النائمة‮ ‬التي‮ ‬لعن‮ ‬الله‮ ‬من‮ ‬ايقظها،‮ ‬وانطبق‮ ‬عليهم‮ ‬تماماً‮ ‬ما‮ ‬قاله‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮ ‬الشاعر‮ ‬أبوتمام‮:‬
إذا‮ ‬لم‮ ‬تخش‮ ‬عاقبة‮ ‬الليالي
ولم‮ ‬تستحي‮ ‬فأصنع‮ ‬ما‮ ‬تشاء
فلا‮ ‬والله‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬العيش‮ ‬خير
ولا‮ ‬الدنيا،‮ ‬إذا‮ ‬ذهب‮ ‬الحياء
نعم،‮ ‬وجوه‮ ‬ذهب‮ ‬عنها‮ ‬الحياء‮ ‬لأنها‮ ‬أولاً‮ ‬فقدت‮ ‬معنى‮ ‬الوطنية‮ ‬وحب‮ ‬الوطن‮.. ‬ولن‮ ‬يأتي‮ ‬ويرجو‮ ‬منها‮ ‬إلاَّ‮ ‬كل‮ ‬قبيح‮ ‬وسيئ‮..‬
قال‮ ‬أبو‮ ‬العلاء‮ ‬المعري‮:‬
وهل‮ ‬يجود‮ ‬الحيا‮ ‬أناساً
منطوياً‮ ‬عنهم‮ ‬الحياء؟‮!‬
وثانياً‮ ‬لأنها‮ ‬فقدت‮ ‬الأدب‮ ‬والأخلاق،‮ ‬فغاية‮ ‬الأدب‮ ‬ان‮ ‬يستحي‮ ‬الإنسان‮ ‬من‮ ‬نفسه،‮ ‬قال‮ ‬الشاعر‮:‬
حياؤك‮ ‬فاحفظه‮ ‬عليك‮ ‬فإنما‮ ‬
يدل‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الكريم‮ ‬حياؤه
وللأسف الشديد فقد دفع أولئك النفر قل الحياء إلى الإساءة إلى الديمقراطية والاستغلال السلبي لمناخاتها.. واتساع وعفو وسماحة صدر القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية، ومع ذلك يؤكد دائماً الأخ الرئىس ان الديمقراطية سيئة، ولكن معالجة‮ ‬هذا‮ ‬السوء،‮ ‬يتم‮ ‬بمزيد‮ ‬من‮ ‬الديمقراطية‮ ‬نفسها‮.. ‬حكمة‮.. ‬وأي‮ ‬حكمة؟‮!‬
ولكن‮.. ‬هؤلاء‮ ‬حالهم‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬الشاعر‮:‬
إذا‮ ‬حرم‮ ‬المرء‮ ‬الحياء‮ ‬فإنه
بكل‮ ‬قبيح‮ ‬كان‮ ‬منه‮ ‬جدير
حتى‮ ‬بلغ‮ ‬بهم‮ ‬القبح‮ ‬والخساسة‮ ‬للمساس‮ ‬بالثوابت‮ ‬الوطنية‮.. ‬وفي‮ ‬المقدمة‮ ‬منها‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮.. ‬وتناسوا‮ ‬قوله‮ ‬تعالى‮: »‬واعتصموا‮ ‬بحبل‮ ‬الله‮ ‬جميعاً‮ ‬ولاتفرقوا‮« ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم‮..‬
كما‮ ‬تناسوا‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬التضحيات‮ ‬الجسام،‮ ‬وقوافل‮ ‬الشهداء‮ ‬الأبرار‮ ‬التي‮ ‬قدمت‮ ‬أرواحها‮ ‬الطاهرة،‮ ‬ودمائها‮ ‬الزكية،‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الثورة،‮ ‬والجمهورية،‮ ‬والوحدة،‮ ‬والديمقراطية‮ ‬وبناء‮ ‬اليمن‮ ‬الجديد‮ ‬الحديث‮.‬
إنها وجوه ذهب عنها الحياء فأوقعها في مستنقع الخيانة.. قال سيدنا علي بن أبي طالب: »من ضَّيع الأمانة، ورضي بالخيانة، فقد تبرأ من الديانة«، والخائن يكرهه الجميع، لأنه من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن..!!
وهؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬أتاح‮ ‬لهم‮ ‬وطن‮ ‬مايو‮ ‬وما‮ ‬جاء‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬حرية‮ ‬الصحافة،‮ ‬والرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر،‮ ‬والتعددية‮ ‬السياسية‮ ‬هم‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬انقلبوا‮ ‬عليها،‮ ‬وارتضوا‮ ‬بالخيانة،‮ ‬قال‮ ‬الشاعر‮ ‬معن‮ ‬بن‮ ‬أوس‮:‬
أعلمه‮ ‬الرماية‮ ‬كل‮ ‬يوم
فلما‮ ‬اشتد‮ ‬ساعده‮ ‬رماني
وكم‮ ‬علمته‮ ‬نظم‮ ‬القوافي
فلما‮ ‬قال‮ ‬قافية‮ ‬هجاني
إلاَّ أن هجاء وسهام هذه الوجوه التي ذهب الحياء عنها.. ذهب مع الريح.. وارتد على وجوههم المريضة.. لأن شعبنا اليمني قد اختبرهم.. وعرف معدنهم الرخيص.. ولم تعد تنطلي عليه جرأتهم الوقحة، وأساليبهم الماكرة، ونواحهم المستأجر.
إنه‮ ‬يشفق‮ ‬عليهم‮ ‬بل‮ ‬ويدعوهم‮ ‬بالعودة‮ ‬إلى‮ ‬شعبة‮ ‬من‮ ‬شعب‮ ‬الإيمان‮.. ‬ذلك‮ ‬ان‮ ‬وطننا‮ ‬بلد‮ ‬الإيمان‮ ‬والحكمة‮ ‬لايرتضي‮ ‬بدون‮ ‬ذلك‮.‬
وإن جرأتهم التي تمادت كثيراً آن لها ان تعود وتتعلم الحياء، فجمال بلا حياء ورد بلا عطر.. وكلام بلا حياء بضاعة الثرثار الكاسدة الفاسدة، وان يتذكروا دائماً أنه إذا ذهب الحياء حل البلاء عليهم.. واصابتهم لعنة الشعب.. والتاريخ.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4795.htm