عبدالله المغربي - على مدى ستمائة يوم ونيف ظل هادي فاراً شارداً مختبئاً مطروداً من بلاده يلاحقه ابناء جلدته ويبحث عنه الجميع من ابناء اليمن السعيد ..
لم، يفكر هادي في لحظةٍ ما كيف لمشرد خارج وطنه ان يكون رئيساً على الوطن.. الشارد من الشعب القاتل له وكيف يمكن له ان يعود ليعيش حتى كأبسط اليمنيين وكواحدٍ من مواطني هذا البلد له حقوقه وعليه واجباته..
اليوم يمكن لذاك العامل المثابر في عمله والمواظب على تنظيف شوارع واحياء مدينته ان يمشي أمام هادي ممتطياً تلك السيارة التي يجمع فيها النفايات وبأمان يمتطي صهوة جواده بكل اعتزازٍ وتبخترٍ وافتخار بيمنيته ووطنيته وأحقيته في العيش ببلده الذي ما عرف نفسه إلاّ فيها وما أكل وترعرع وكبر وتربى إلاّ وهو يعيش كريماً مُكرماً على ثراها ، بينما هادي ومن إليه من زبانيته ومن غضب الله وحل سخطه عليهم يتسكعون في ممرات أحد فنادق الرياض وفي كل ممر يلتقي بإحدى تلك الفلبينيات العاملات في ذاك الفندق.. ولغبائهم وخرفهم وتشابه العاملات لم يعد بمقدور أيِّ منهم أن يُميّز بين تلك التي طلب منها وجبة الافطار، أو الأخرى التي سخطت منه لعدم التزامه بالنظافة والاتيكيت المتبع في الفنادق ..
بالأمس طلع المغضوب عليه والمطرود من وطنه الشارد من دار الرئاسة والقاتل لأبناء شعبه والمشعل للحروب الأهلية والداعم للصراعات الطائفية والمنعش لأولئك الحمقى المتشددين والمرضى بالمذهبية، ليخبرنا انه متمسك بالمرجعيات التي يدَّعيها، ورافضٌ لمبادرات السلام التي يحاول المجتمع الدولي تبنّيها وانعاشها، وكأنه يملك من أمره شيئاً وهو ذاك الساقط الذي لا يمتلك شيئاً سوى المصادقة على طلعات العدوان التي لم يعرف عن انطلاقها شيئاً ولم يعرف عن موافقة أسياده على مبادرة الامم المتحدة شيئاً ولا يعرف في عالم الساسة والسياسة اي شيء إلا تفكيك الشعوب وإحياء الأزمات وخلق الحروب وكيفية القتل والسحل بأساليب قاعدية مستوردة وداعشية مستحدثة ..
هادي ومن معه هم الأزمة والحرب وهم الخراب والدمار وهم التدمير وهم السوء وكل سيّئ في اليمن وغير اليمن ..
وهاهم آل سعود اليوم يتجرعون من ازماته وخبثه ومكره وقلة حيلته ويدفعون لمنظماتٍ حقوقية ومؤسسات قانونية دولية ليدافعوا عن جرائمهم ويتستروا على بشاعة افعالهم وليؤجلوا حكم الإعدام بحق نظامهم والذي ستصدره دولٌ تبيع اسلحتها لهم وتنهب ثرواتهم باسم الدفاع عنهم، ويكونون بعد ذلك نسياً منسياً..
يُصر هادي ومن حوله من اذناب نظام آل سعود إلاّ ان يبقوا مطايا ويظلوا صغاراً وعلى عهدهم منبطحين اوفياء لأسيادهم الذين جندوهم عُملاء للعمل معهم ، ولا يؤدون غير ذلك.. ولأن رغبتهم كذلك فسيحقق ابناء اليمن- كل اليمنيين- رغبتهم وأمنيتهم وسيبقونهم مطايا وأذيالاً لأسيادهم وسيُخلدون ذكرهم في مزبلة التاريخ ويُحيون مجدهم الذي طالما حلموا به وسعوا لتحقيقه ليموتوا عملاء خائنين وصغاراً فارين ومرتزقة منبطحين.. ولا عزاء لهم جميعاً ..!
|