عبدالله الصعفاني - ما زلت عند رأيي القديم بأن النفاق والطمع هما أقوى وأقسى حصون التخلف في اليمن .. منافقون حول من يقعد على أي سلطة ، ومنافقون حول من يعارضه .. أما الإطار العام لهؤلاء وأولئك فهو إضاعة الحكمة والإيمان وإغفال كون رأس الحكمة وجذعها وأطرافها هو مخافة الله .
♢ المنافقون يعمون صواب كل ممسك بالسلطة ، وكل قاعد في رصيف الاعتراف والممانعة ، ويفسدون فكرة صراع المشاريع ليجعلوه صراعًا على المغانم ، والنتيجة تحول الوطن والمواطن إلى أشلاء .. وما تزال الأصبع على الزناد .. ما يزال العمل جاريًا ومتواصلاً لتجميل كل وجه قبيح .
♢ الكارثة أن صاحب كل وجه قبيح يثابر لإثبات ذلك لكن عليك امتداح هذا الوجه وإلا فأنت عدو أزرق في ثوب مواطن متمسكن .. لولا النفاق لما شاهدنا من يزين الحروب الأهلية ، ولولا النفاق والأطماع لما شاهدنا من يتفانون لتأكيد أن في العدوان خيراً بما في ذلك من التدمير وإهدار العمر والوقت والأعصاب .
♢ ولقد كدت أستسلم لسؤال اعتراضي.. من أين لأعداء اليمن في الخارج كل هذا الغل الذي أتى على النفوس والمقدرات وصبغ الأرض بقاني الدماء لولا أن النفاق المشكو منه هو نفاق اليمنيين وهم يأخذون دور مظلّة العدو .. ويتسابقون على تمثيل دور عشاق التمزيق والتشظي ، ويمجدون اجتماع صفة النهب والسلب والتغابي والإقصاء والثورة في النافذ الواحد .
♢ كدت أيضًا أستسلم لاستفهاميات من نوع .. ما هذا النفاق العالمي وما هذه الازدواجية في المعايير؟ وكيف تغفل حقوق شعب في مكان ويتم الانتصار في مكان آخر لشخص أو حتى قطة عالقة؟!
♢ مَنْ للنازح والمهدمة بيوتهم المحترقة دكاكينهم ومزارعهم وكل مصالحهم؟ ومَنْ يجبر أضراراً فادحة لحقت بملايين اليمنيين؟
♢ يبدو أنه لا أجوبة ولا غرابة .. فنحن من نافقنا لنصرف الملايين على تنظيم بطولة لقتال الملاكمة أسميناها نفاقًا وتدليسًا وأطماعًا " بطولة الملاكمة من أجل الحوار".!
|