عباس غالب - من الواضح أن إطالة أمد العدوان السعودي على اليمن سوف يرتب أعباء إضافية على النظام السعودي ،خاصة وقد تجلى ذلك في عدة مظاهر ،لعل أبرزها الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها هذا النظام جراء تمويل هذه الحرب العدائية ،فضلاً عن تدني أسعار المشتقات النفطية في الأسواق العالمية .
ولا شك أن كل يوم يمر يزداد حجم كلفة العدوان ،الأمر الذي تضيق معه دائرة الخناق على النظام السعودي وتحديداً مع اجتراح البطولات والصمود اليمني على كافة الجبهات في وقت كانت الرهانات لا تتجاوز عدة أشهر لتركيع الشعب اليمني دون جدوى.
لقد بدأ التململ والضيق يستبد بهذا النظام الأُسَري على أكثر من صعيد وهو ما انعكس سلباً على طبيعة العلاقة مع من يدَّعون تمثيل الشرعية حيث بدأت الخلافات تنشب داخل منظومة الحكم السعودي ومع قوى هادي ومن معه من المرتزقة والعملاء ،إذ أن ثمة تباينات بدأت واضحة في الموقف من مساعي التسوية ،خاصة بعد أن أدرك هادي أن ورقته باتت محروقة وبحيث بات لزاماً عليه اتخاذ تلك المواقف المتشنجة بما في ذلك رفض المقترحات الأممية الأخيرة .. وهو ما يتعارض مع الموقف السعودي الذي بات أقرب إلى معالجة هذه الأزمة وبخاصة بعد أن استنفدت كافة الوسائل والأساليب لتمرير مخططه التوسعي في اليمن.
وقد باتت كل المؤشرات تصب في صالح القضية اليمنية، بحيث أصبحت الأصوات ترتفع على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية.
وحسب تلك المؤشرات فإن صلاحيات محمد بن سلمان تراجعت لصالح ولي العهد محمد بن نايف ،فضلاً عن أن عودة هادي إلى عدن منذ أيام جاءت نتاج هذه الخلافات التي تعيشها السعودية منذ بدء العدوان قبل نحو عامين.
وبالمقابل فإن المطلوب تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف اليمني وتوسيع دائرة التصدي وتعزيز جبهات الصمود والمواجهة العسكرية، باعتبار أن هذا المعترك سوف يضع نهاية حتمية لهذا العدوان.. وبالتالي نهاية أكيدة للنظام السعودي الاستبدادي الديكتاتوري.
-ألم أقل لكم إن حسابات النظام السعودي باتت فاشلة في اليمن؟
|