الميثاق نت : - يحاول الفار هادي استغلال لحظاته الأخيرة بالتمسك بالسلطة التي ستطويها المبادرة الاممية بإغراق المحافظات الجنوبية في مستنقع تمكين الإرهاب وخلق صراعات مناطقية ومذهبية تمكن حلفاءه من الوهابيين وميليشيات الإصلاح من السيطرة على السلطة واستمرار الوصاية السعودية على اليمن.. فقد سارع الفار إلى اتخاذ قرارات عسكرية تمكِّن قيادات إخوانية وقاعدية من السيطرة على قيادة المناطق العسكرية وحماية مصالح الاخوان النفطية في الجنوب ، كما تصر حكومته الزائفة على رفض المبادرة الاممية لإيقاف العدوان وتتمسك بخيار تدمير اليمن عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وكذلك تعمل على إغراق المحافظات الجنوبية في فساد وفشل ذريع باستتباب الأمن وتوفير الخدمات وضروريات الحياة البسيطة وسط تزايد الصراعات السياسية والحزبية بين مرتزقة تلك الشرعية وحلفائها التي تغديها مصالح الصراع السعودي الاخواني والنفوذ الاماراتي السلفي الحراكي.
وفي سياق تمكين الفار هادي التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية بدعم من السعودية أصدر قراراً بعزل اللواء الركن عبدالرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الاولى بحضرموت وعيَّن احمد حسين الضراب رئيساً لأركان المنطقة العسكرية الأولى ، كما عيَّن فهمي حاج محروس القيادي بالقاعدة قائداً للواء 11 حرس حدود بمنطقة رماه.. والجدير ذكره أن الضراب من الضباط الموالين للمتشددين وهو متهم بالفساد والنهب حين كان مسئولاً عن أمن الشركات النفطية في حضرموت ، واتهم أيضاً باستقطاعاته غير القانونية من مرتبات الجنود والاستيلاء على مبالغ مالية وقام بابتزاز شركات النفط والضلوع في عمليات تهريب المشتقات النفطية، وحمَّله حلف قبائل حضرموت الوقوف خلف عملية الشيخ سعد حبريش ، مقدم قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت الذي اغتالته نقطة عسكرية في مدخل مدينة شبام نهاية العام 2013م.. هذا القرار المريب من هادي بفرض الضراب أثار ردود أفعال شعبية في حضرموت وصلت حد إعلان الهبة الشعبية في المحافظة .
وفي هذا الاتجاه اعتبر مراقبون عزل اللواء عبدالرحمن الحليلي من قيادة المنطقة العسكرية الأولى وتعيين الضراب مقدمة لتسليم مديريات محافظات حضرموت الوادي والصحراء لتنظيم داعش والقاعدة على غرار ما حدث من تسليم المعسكرات وإدارات الدولة لتنظيم القاعدة بالمكلا التي وفر لها هادي وشرعيته وحلفاؤه السعوديون التمويل المالي والغطاء السياسي والقانوني والإعلامي لسيطرة التنظيم على مديريات ساحل حضرموت.. والجدير ذكره أن قيادة الحليلي للمنطقة العسكرية الاولى جنبت مديريات حضرموت الوادي والصحراء من السقوط ببراثن القاعدة وحافظ على استقرار وأمن المنطقة بعيداً عن صراعات العدوان على اليمن . وذكر المراقبون أن هادي يسعى بقراراته المريبة إلى تمكين قيادات حزب الاصلاح للسيطرة على قيادة القوات العسكرية والأمنية بالمحافظة ليكرر سيناريو المكلا بتسليم حضرموت الوادي والصحراء لتنظيم داعش، ويأتي هذا المخطط لتمكين السعودية من السيطرة على محافظة حضرموت وإزاحة دولة الامارات من مناطق سيطرتها في مديريات الساحل ومن سقطرى وعدن، وأكد المراقبون أن مخطط هادي والسعودية تبعه تحرك لعناصر من القاعدة وداعش من حضرموت الوادي والصحراء نحو مديريات حضرموت الساحل ، وكذلك تحركت عناصر القاعدة من مأرب والجوف وأبين وشبوة لتطويق مديريات حضرموت الساحل من كل الاتجاهات.
وفي سياق تمدد القاعدة في المحافظات الجنوبية وتزايد عمليات المواجهة بين عناصر القاعدة والقوات الموالية للإمارات، وقعت قوات النخبة الحضرمية في كمين لعناصر القاعدة التي استهدفت نقاطاً أمنية تابعة للنخبة في منطقة رأس حويرة القريبة من مدينة غيل باوزير.. وذكرت مصادر محلية أن عناصر من القاعدة قدموا من وادي حضرموت مدججين بالسلاح نصبوا كميناً لقوات النخبة المنتشرة في منطقة الدواس ورأس حويرة واشتبكوا معهم لساعات بدأت منذ الساعة 9 مساء الاثنين 21 نوفمبر واستمرت لحين وصول تعزيزات عسكرية من مديرية غيل باوزير. ومن جهة أخرى أصدر محافظ حضرموت أحمد بن بريك المعين من قبل هادي قراراً مريباً قضى بالإفراج عن 21 إرهابياً من المعتقلين الذين وصفهم بيان المحافظ بأنه لم يثبت تورطهم أو انتماؤهم لتنظيم القاعدة أو قيامهم بما يهدد الأمن العام.
ومن جهة أخرى عادت عناصر القاعدة لمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج عبر نشر منشورات تحذر من الاختلاط في المدارس ، وذكرت مصادرمحلية أن عناصر القاعدة قامت بنشر منشورات على مدارس في الحسيني ومنطقة الهجل بضواحي الحوطة تحذر من الاختلاط في المدارس وتتوعد المخالفين بأشد العقوبات .
وفي سياق الصراع السياسي والحزبي بين المرتزقة لتولي القيادة بعد الاطاحة بالفار هادي، يواصل خالد بحاح نائب الرئيس رئيس الحكومة المعزول من قبل هادي حملته السياسية لتقديم نفسه مرشحاً وسطياً لإدارة المرحلة الانتقالية بعد انتهاء الحرب وذكر موقع " عدن تايم " أن بحاح التقى الرئيس ناصر وعدداً من القيادات الجنوبية في القاهرة ضمن زيارته لعدد من العواصم الاوروبية والعربية لمواصلة جهوده التي يبذلها في سبيل إنهاء الحرب وإحلال السلام في البلاد.
وفي إطار طي شرعية هادي وحكومته الزائفة تندَّر الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد بتلك الشرعية المتخبطة في مقالته "مبادرة اليمن تحت الاختبار" حيث قال : هادي يعرف قبل غيره أن منصبه كرئيس للدولة هو مؤقت وان حكومة بن دغر لا تزال حكومة منفى ولن توجد حكومة فاعلة إلا بعد كتابة الدستور وإجراء انتخابات شاملة.
وفي سياق مختلف تغرق حكومة الفنادق في فشلها بإدارة المحافظات الجنوبية وتتزايد حالات التذمر والرفض والتظاهر ضد فساد تلك الشرعية وصراع أطرافها لتحقيق مصالحهم الشخصية ، فقد افترش عدد من النساء الأرض الخميس 24 نوفمبر في مديرية المنصورة بعدن للمطالبة بصرف مرتباتهن الشهرية المتأخرة.. كما نظم موظفو مكتب جمارك عدن وقفة احتجاجية للمطالبة بمستحقاتهم.. وقال مصدر عامل في الجمارك: إن موظفي المكتب وللشهر الثاني على التوالي لم تُصرف لهم مستحقات مالية في جميع المنافد الجمركية التابعة لمحافظة عدن.ومن جهة أخرى أكدت مصادر خاصة لقناة «العالم» أن السعودية أبلغت رسمياً قيادة هادي بتوقف كافة المخصصات المالية والتغذية التي تُصرف للقوات نتيجة العجز المالي في الميزانية السعودية.. وأوضحت المصادر تلقّي هادي تعميماً من قبل مسؤولين سعوديين بالبحث عن مصادر تمويل أخرى للمسلحين وذلك بعد شكاوى بتوقف مخصصاتهم المالية منذ ستة أشهر.
|