الميثاق نت -

الإثنين, 28-نوفمبر-2016
بقلم د. قاسم لبوزة - نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى -
تهل علينا الذكرى التاسعة والأربعون لعيد الاستقلال الوطني المجيد الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م بفضل تضحيات شعبنا اليمني العظيم الذي اجترح ببطولات رجاله وثواره العظام ، دروب الحرية والانعتاق من ربقة الاستعمار والوصاية ومشاريع الفرقة والتشرذم ليدخل عصراً جديداً بعد أن تجاوز ماضيه الملبد بغيوم الجور والظلم والاستئثار، ماضٍ حفل بصنوف من مآسي الغبن والتمييز والإقصاء والعبودية..
وكما كان انطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة عام 1963م في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، كانت مسيرة النضال حلقة متصلة بالمحطات الفارقة ومنها انتصار يوم الـ30 من نوفمبر عام 1967م لتأتي كل محطة بعدها استكمالاً وامتداداً لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر»، مما يؤكد واحدية الثورة اليمنية ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.
وهاهي الاقدار التي تصنع الرجال وتختبر عزيمتهم وقوة شكيمتهم شاءت معها أن تتشابه الظروف، وجنوب اليمن اليوم من جديد يعيش ملامح تلك الحقبة المظلمة التي عاشها تحت نير الاستعمار والاحتلال مع اختلاف الادوات والأساليب .
لكن معادلة النصر التي يعرفها اليمنيون جيداً تقول إن الشعب اليمني لا يمكن أن يُقهر مهما امعن المستعمرون ومرتزقتهم في العدوان على شعبنا لأنه سيرغمهم على الرحيل يجرون أذيال الخسران والهزيمة ومعهم عملاؤهم واذنابهم الذين استدعوا الغازي الاجنبي لقتل ابناء جلدتهم وتدمير مقدرات ومكتسبات وطنهم.
كما أن عليهم أن يدركوا أن التاريخ لن يرحمهم.. وان شعبنا سيظل رافضاً لهم.. وان مكانهم الطبيعي هو مزبلة التاريخ ضمن طابور العملاء والخونة والمرتزقة والمرتدين عن القيم والمبادئ السامية.
فالشعب اليمني سيمضي في كفاحه ضد قوى العدوان والغزو والاحتلال الجديد، وأن التاريخ سيخلد كل المناضلين والشرفاء الأحرار الذين سيظلون شامخين في الذاكرة الوطنية للشعب لتصديهم لقوات الاحتلال الجديد وعملائهم كما خلد صناع ثورة الـ26 من سبتمبر والـ 14 أكتوبر.
وكما اعلنها كوكبة كبيرة من المشاركين في الدفاع عن ثورة 26سبتمبر وبالسلاح السبتمبري في 14 أكتوبر ثورة مدوية من جبال ردفان الأبية، من جديد ستشرئب الأعناق وتحتشد الطاقات اليوم كما احتشد طوفان التحرير آنذاك الذي قضَّ مضاجع أكبر قاعدة عسكرية بريطانية على مستوى الشرق الأوسط في عدن وبقية المحميات والسلطنات وسجل أبطال ثورة الـ 14 من أكتوبر الميامين أروع الملاحم الفدائية ببسالة قلَّ أن نجد لها نظيراً.
سيهبون متحلّين بقوة الإيمان وصلابة الموقف والقناعات الوطنية التي لا تقبل بغير التعجيل بالانسحاب الفوري لقوى الغزو والاحتلال الجديد من الجزء الجنوبي من الوطن مهما كانت التضحيات.
ونحن على ثقة بأنه مثلما كان يوم الاستقلال الـ30 من نوفمبر في توقيته المهم مكسباً وطنياً وعربياً في لحظة انكسار مثلتها نكسة حزيران بعد العدوان الإسرائيلي على دول المواجهة العربية مصر، سوريا، والأردن، حيث شكل انتصار الثورة في جنوب اليمن بارقة أمل خففت من وقع العدوان وباعثاً للأمل العربي للتغلب على الأحزان وشحذ الهمم وتوحيد الطاقات للنهوض من هذه الكبوة الجارحة.. سينهض من ركام هذه المرحلة المفصلية انتصار جديد من رحم الارض اليمينة يعيد بوصلة التحرر الرافضة لمشاريع التمزيق والتفتيت والارهاب الى مسارها الصحيح ..المسار الذي يعلي من قيم البناء والتنمية وزيادة أواصر التلاحم بين كل ابناء الوطن وامتنا العربية والاسلامية .
كما أنه سيكون واهماً وغارقاً في احلام غيبوبته من يظن انه سينجح في شق صف وحدة اليمنيين لانهم في مختلف مراحل التاريخ كانوا أشد تضامناً وتماسكاً ومحبة وتآخياً وتسامحاً.. وسوف يظلون كذلك مهما كانت المؤامرات والمخططات الرجعية الخارجية.. وستبقى الأهداف الوطنية التحررية التي قامت من أجلها الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر ــ 14 أكتوبر - 30نوفمبر) وتعمدت بدماء الشهداء والجرحى والمعاقين حية في عقول وضمائر وقلوب كل اليمنيين الأحرار.. وكل الغيورين على سيادة واستقلال ووحدة اليمن.
ولهذا يتحتم علينا جميعاً إدراك حجم المؤامرات والدسائس، وتفويت الفرصة على قوى الغزو والاحتلال والاتعاظ جميعاً من أي هفوات أو أخطاء ترافق مسيرة النضال ضد المستعمر الجديد بمزيد من التلاحم الكفاحي ، والعمل الجاد وتحصين جبهتنا الداخلية، وعندما نقول ذلك لا يعني أن هذا الأمر نمرره للاستهلاك الإعلامي بل ندعو الجميع إلى ان يتحملوا مسئولياتهم كلٌّ من موقعه بإدراك تام أن التاريخ لن يرحم كل من يعيق وحدة الصف ويخلق إرباكا لمسيرة التحرر ومواجهة العدوان والاحتلال في كل الميادين.
كما أن صمود شعبنا الأسطوري في وجه الغزو والاحتلال، وميليشياته الإرهابية هو ما سيسقط مشاريع التمزيق والفرقة لان الاحتلال يسعى إلى جر شعبنا إلى مربعات الإرهاب والاقتتال والفتن ، تحت مسميات عدة يحاول من خلالها جعل أبنائنا وقوداً لها، وهذا لن يكون مادام شعبنا بات محصناً بوعي مسئول تجاه ما يحاك ضده من مؤامرات من نفس القوى القديمة الجديدة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48051.htm