الميثاق نت -

الإثنين, 05-ديسمبر-2016
محمد علي عناش -
لايغرنكم الاستعراض السياسي وفرد العضلات التي يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تجاه السعودية، فهي لا تعدو عن كونها مجرد مناورات سياسية ابتزازية أو بالأحرى حركات بهلوانية يقوم بها النظام المصري ممثلاً بالسيسي، على خشبة مسرح لا يوجد به سوى متفرج واحد هو السعودية، التي تقوم في نهاية الاستعراض بنثر بعض الأموال ليجمعها البهلوانيون من الأرض، كمكافأة سعودية لهم نظير هذه الوصلة البهلوانية،شبيه بما يقوم به حاشية الراقصة بعد وصلة من الرقص الشرقي المثير، ومايقوم به النظام المصري عبارة عن رقص سياسي بهلواني ساقط لغاية واحدة هي نفس الغاية التي تراود الراقصة وهي تبدع في هز جسدها بشكل مغرٍ خاصة عندما يكون أمامها كائن خليجي وبالتحديد سعودي.. البهلوان المصري السخيف في مجلس الأمن تعرض اليوم لصفعة قوية من قبل الدول الخمس دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة، عندما أبطلت إقرار مشروع تقدمت به مصر لمجلس الأمن يتضمن إدانة تشكيل الحكومة في صنعاء من قبل من أسماهم بالانقلابيين..
أقول هذا وأنا أشعر من أعماقي بحزن وأسف شديدين على مصر الزعيم جمال عبدالناصر وتاريخها القومي المشرف، الذي يحاول السيسي أن يطمسه ويبيعه في سوق نخاسة في لحظة عربية عفنة يصنعها ملوك وامراء عرب الصحراء، واستنساخ صورة ماسخة للتاريخ المصري مكيفة حسب هواهم وتطلعاتهم التآمرية، الذين يصرون منذ فترة الى قطع التراكم التاريخي المشرف لمصر واستنساخه بصورة مشوهة تجسد صورة البهلوان الذي يمثله السيسي، ضمن مشروعهم التدميري في المنطقة العربية الذي طال كل شيء حتى التاريخ الحضاري والإنساني والمشروع القومي الحامل لمشروع التحرر والنهضة العربية وتصفية وجوده ثقافياً وسياسياً كما حدث مع تيار البعث في العراق ثم في سوريا، مقابل تخصيب البيئة العربية لتناسل وانتشار الكائنات الظلامية المتخلفة القادمة من أنفاق التاريخ السيئ، حاملين معهم مشاريع الموت والفناء والتخلف.. الصورة الماسخة للنظام المصري هي صورة البهلوان الذي يعمل جاهداً على ارضاء وإمتاع من يدفع أكثر ولو بطريقة متجاوزة للقيم والعرف والذائقة، هو كذلك النظام المصري في عهد السيسي الذي صار يعتاش على ريع المواقف الهزيلة والمخزية على حساب كل شيء جميل بما في ذلك التاريخ العظيم لمصر عبدالناصر
نسمع عن خلافات وتصدعات سياسية بين مصر والسعودية بخصوص الشأن السوري، لكننا لا نعلم مالونها وخلفيتها وماذا يريد السيسي بالضبط؟ فهو لم يقل شيئاً ولم يعمل شيئاً سوى مناورة السعودية وابتزازها من تحت الطاولة ولو عبر فرد العضلات الدنكشوتية في الإعلام المصري لكنها ليست إلا عضلات البهلوان..
لكنه في الشأن اليمني، يتعاطى مع السعودية وعدوانها الهمجي على اليمن، بوعي الراقصة التي تجيد لغة الجسد في استقطاب أثرياء الخليج واستثارة جيوبهم، المواقف المصرية والعقل السياسي المصري صارت تنساق في هذا النسق لاستقطاب الخزانة السعودية ولو على حساب الدم اليمني المراق والتدمير الممنهج لليمن هذا البلد العربي الذي يكن لمصر احتراماً وتقديراً خاصاً.. بالتأكيد هذه ليست مصر الثورة ولا مصر الكنانة وناصر.. إنها مصر جديدة بنكهة السيسي، الذي أصبح بكل ماتحمله الكلمة من معنى يمارس الخيانة لمصر وتراثها القومي العظيم، كما يمارس المخلافي الخيانة لوطنه وناصريته وقوميته.. والمشتري واحد هو السعودية!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48142.htm