استطلاع/ محمد شرف الدين - طالب سياسيون وأكاديميون بتحرك شعبي ورسمي واتخاذ إجراءات رادعة تضمن وقف التصريحات التي يطلقها مسؤولون إيرانيون ويحرضون فيها العالم العربي والإسلامي ومختلف دول العالم على الشعب اليمني.
وقالوا في أحاديث لصحيفة «الميثاق»: إن المسؤولين الإيرانيين يتعمدون وبصورة ممنهجة تبرير العدوان الذي تتعرض له بلادنا بمزاعم وأكاذيب يروجون لها وكأن اليمن أصبحت حديقة خلفية لإيران.. مؤكدين أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين ومنذ سنوات تلحق بالشعب اليمني أضراراً وخسائر فادحة وتعد المتسبب الأول في استمرار سفك دماء اليمنيين وتدمير بلادهم، وآخرها كان تصريح المدعو محمد باقري رئيس الأركان الإيراني والذي زعم فيه أن بلاده ستكون لها قواعد بحرية في السواحل اليمنية.. لافتين أن اليمن تتعرض لعدوان ظالم بدعوى محاربة التواجد الايراني، وأن التصريحات الإيرانية تبرر لتحالف دول العدوان استمرار عدوانها.. كما أن إيران تعطي مصداقية للأكاذيب التي يروجها الفار هادي والذي يزعم أن اليمن أصبحت محتلة من قبل إيران..
والى تفاصيل الاستطلاع:
في البداية يقول الدكتور عبدالحفيظ النهاري- نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر: اطلاق بعض المسؤولين الإيرانيين بين فترة وأخرى تصريحات فارغة وغير مسؤولة تمس سيادة واستقلال اليمن وتسيئ إلى طبيعة العلاقات الندية والمتكافئة للجمهورية اليمنية مع الجمهورية الإيرانية، ومن ذلك التصريح الأخير بإمكانية إقامة قواعد عسكرية إيرانية في اليمن مستقبلاً، هو أمر يستغربه المؤتمر الشعبي العام ويرفضه، وكافة الدلائل والشواهد الحاضرة تجعل مثل هذه التصريحات تغريداً خارج السرب ودعاوى خارج سياق الأحداث والتطورات ولا تعدو عن كونها أمنيات لا تجد أي سند واقعي على الأرض.
والمؤتمر الشعبي العام يدين تلك التصريحات ويعتبرها استفزازاً متكرراً لمشاعر اليمنيين، وهي تصريحات فارغة تندرج ضمن استفزاز القوى المتصارعة مع إيران في المنطقة.
وأضاف النهاري: اليمنيون قيادة وأحزاباً وقوى وطنية يرفضون مثل تلك الإساءة إلى نضال وصمود الشعب اليمني الذي يواجه عدواناً غاشماً عليه منذ عشرين شهراً وحصاراً برياً وبحرياً وجوياً، لم تقدم إيران لليمن خلالها شيئاً لا على المستوى الإنساني ولا على المستوى العسكري، ولا على المستوى الدولي، بل تكتفي ببعض التصريحات لاستغلال واستثمار صمود الشعب اليمني في وجه العدوان وحشر إيران نفسها فيما ليست طرفا فيه في رسائل إلى خصومها في المنطقة.
مؤكداً أن اليمن يتعرض لضرر كبير بسبب الدعاوى والمزاعم والتصريحات الإيرانية الفارغة التي تعد تحريضاً للعدوان عليه وتكريساً له، وتعزيزاً باطلاً للدعاوى الباطلة التي يتعلل بها المعتدون على اليمن، بينما هم يهربون من مواجهة إيران مباشرة إلى تبرير العدوان على اليمن الذي ليس طرفاً في الصراع الإقليمي إلا من حيث الدفاع عن استقلاله ورفضه أية تبعية إقليمية، وإقامة علاقاته الندية مع دول المنطقة بما يكرس مصالحة الوطنية واستقلاله بما لا ينتقص من سيادته ووحدته وسلامة أراضيه.
ومثلما يرفض اليمن العدوان عليه من قبل السعودية ودول تحالف العدوان ومن وراءها، فإنه يرفض بنفس القوة، استغلال هذا العدوان من قبل إيران وتوظيفه لخدمة أجندتها في الصراع مع دول المنطقة، ومثلما نرفض أي فعل أو قول أو سلوك من قبل العملاء الذين توظفهم السعودية لتخريب الوطن والانتقاص من سيادته واستقلاله، فإننا نرفض أي قول أو فعل يخدم الأطماع الإيرانية في المنطقة، ونؤكد على العلاقات اليمنية الإقليمية المتكافئة والمبنية على الاحترام المتبادل ورفض التدخل الخارجي في شؤون الدول.
وفي الوقت الذي يواجه اليمن عدواناً غاشماً من بعض الأشقاء والأصدقاء والأعداء، وما يواجهه من تحالف عدواني عليه يستهدف وحدته وسلامه واستقلاله، فإنا نؤكد أن اليمن اليوم وفي هذه المعركة أكثر استعداداً من أي وقت مضى للذود عن وحدته واستقلاله وسيادته وسلمه الاجتماعي.
ويشيد المؤتمر بكل حلفائه وأنصاره وبكل القوى الوطنية الصامدة في وجه العدوان التي ترفض التصريحات الإيرانية المستفزة والفارغة وفي مقدمتهم حلفاؤنا أنصار الله والأحزاب والقوى الوطنية التي تقف في خندق واحد لمواجهة العدوان الغاشم على اليمن للذود عن سيادة الوطن واستقلاله ووحدة أراضيه.
♢ أما أ.د/محمد حزام العماري- جامعة ذمار- فقال: الذي تابع تصريح رئيس الاركان الايراني الجنرال حول طموح جمهورية ايران الاسلامية في بناء قاعدة بحرية على المياه الاقليمية اليمنية او في المياه الاقليمية السورية في البحر الابيض المتوسط.. اي ان الجنرال يضع لنفسه اختياران..
نحن في اليمن نقول له الاختيار الاخير له اقرب لعدة اسباب منها:
أن العلاقة السورية الايرانية أيديولوجية واستراتيجية واقتصادية وثقافية.. وغيرها.
أما نحن في اليمن فالعلاقة مع إيران ركيكة وهشة وان وُجد بعض منها فلايرتقي الى الاستراتيجية او الأيديولوجية.
الدليل على ذلك ان اليمن يتعرض لعدوان همجي من قبل اكثر من سبع عشرة دولة كلها على خلاف مع ايران ِ تحت مسوغات عدة منها محاربة المد الفكر الايراني في اليمن، في الوقت الذي نجد ان ايران تقف موقف المتفرج بعكس موقفها مع سوريا .
بل ان الاشقاء في إيران اكتفوا بدعم اليمن بسفينة مياه منتهية الصلاحيةِ,وبعد صدى اعلامي منقطع النظير لم تفرغ تلك السفينة حمولتها إلا خارج المياه الاقليمية اليمنية..
في حين كان اليمانيون يراهنون على دور ايجابي لإيران تجاه الأزمة اليمنية من خلال طرحها في المحافل الدولية او كسر الحصار البحري أو الجوي الذي تفرضه دول التحالف لكن بدون جدوى..
وظلت إيران في موقف المتفرج باستثناء مساهمة بعض وسائل الاعلام وعلى استحياء وتردد..
وأضاف الدكتور العماري: الشعب اليمني رغم ذلك لا يأبه بالعدوان او بمن يهدد أمنه القومي، فهو بعون الله قادر على تلقين المعتدين على ارضه اقسى الهزائم عاجلاً ام آجلاً، وقد عُرف عن اليمني أنه ليس مضيافاً للمعتدين، وان اليمن مقبرة الغزاة.. وأهل مكة أدرى بشعابها.
موضحاً أن المسؤول الإيراني وغيره يعلم ذلك جيداً, لكن تصريحه الذي اطلقه الأيام الماضية يحتمل اكثر من هدف، ومن تلك الأهداف الإيرانية:
1- استمرار اشعال الحرب في اليمن على غرار التهديد الايراني لطرق الملاحة الدولية والمتمثلة بالمياه الدافئة (البحر العربي ومضيق باب المندب والبحر الاحمر...)..
2- استمرار استنزاف الاموال الخليجية بالحروب العربية بدون الاستفادة من عائدات نفطها لصناعة تنمية شاملة في الوطن العربي عامة ودول الخليج على وجه الخصوص.
3- استمرار تفجير الحروب والصراعات في المنطقة حتى بلوغ الدولة الايرانية القوة الاقتصادية والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة, اسوة بدولة الكيان الاسرائيلي في اقليم الوطن العربي.
لذلك كله تعمل كل بلدان العالم المتحضرة على وضع خطط مستقبلية تساعد على ارتقاء شعوبها ونمو حضارتها باستثناء البلدان العربية التي اعزها الله بالاسلام وأكرمها بثروات معدنية ومصادر طاقة متعددة لكنها -للأسف الشديد- معول هدم وتدمير على أمتها وحضارتها.
♢ وفي ذات السياق طالب الشيخ منصور العراقي -رئيس فرع المؤتمر بمحافظة الجوف- المجلس السياسي الأعلى بضرورة استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في العاصمة صنعاء وأن يقدم له احتجاجاً رسمياً على التصريحات التي أدلى بها رئيس أركان الجيش الإيراني بشأن اليمن..
وأكد الشيخ العراقي أن الشعب اليمني يدفع اثماناً باهظة بسبب استمرار تصريحات المسؤولين الإيرانيين غير المسئولة والتي تعد بمثابة صب الزيت على النار..
ولو كانت إيران وكبار مسؤوليها حريصين على الشعب اليمني لما تعمدوا اطلاق مثل هذه التصريحات المسيئة للشعب اليمني أولاً وتنتقص من سيادة بلاده وحريته واستقلال وطنه، لكن المستغرب له أن تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني.
حقيقةً لانجد هناك أية مناسبة تستدعي اقحام مسؤول إيراني اليمن في تصريحاته التي يرفضها الشعب اليمني رفضاً قاطعاً..
وقال الشيخ منصور العراقي: نطالب المجلس السياسي بأن يتخذ موقفاً يجعل إيران تحترم الشعب اليمني، وتتوقف عن ادعاء وصايتها على بلادنا.
فإذا كنا اليوم نتصدى للعدوان السعودي ويقدم شعبنا يومياً مئات الشهداء دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا وسيادة بلادنا، فكيف يمكن أن نسمح للإيرانيين بأن يستبيحوا أرضنا ويدنسوا ترابها الطاهر.
للأسف الشديد إيران دولة تمارس اللعب بالدم اليمني من أجل تحقيق مكاسب اقليمية ودولية، ويتعمد المسؤولون الإيرانيون ممارسة مثل هذه السياسة القذرة طالما الشعب اليمني هو الذي يدفع الثمن..
معتقدين وهماً أنه بإضعاف اليمن يمكن أن يسيطروا على الجزيرة العربية، لكننا نقول إن اليمن ستظل القلعة التي ستتحطم عليها المخططات التآمرية أو الحلم الفارسي.. خصوصاً وأن الشعب اليمني غير مخترَق من قبل إيران كما هو الحال لبعض الدول.. لهذا نعتقد أن إيران تسعى إلى تحريض العالم على اليمن وهدفها من وراء ذلك إضعاف الشعب اليمني والتخلص من قلعة صمود تحول دون تحقيق مطامعها التوسعية..
نتمنى من المجلس السياسي ألا يقف مكتوف الأيدي.. وأن يضع حداً لتخرصات المسئولين الإيرانيين وتطاولهم المستمر على شعبنا اليمني..
♢ إلى ذلك قال الدكتور محمد الشدادي:
- لا تثريب بعد اليوم على مسئولي ايران فيما نعانيه!.. بمعنى أدق :طموحات إيران ووقوفها الى جانب اليمن ظاهرة اعلامية ليس إلا، والجميع عرف ايران على حقيقتها، ومسرحيتها (امبراطورية الماء)!!
الجمهورية الاسلامية الإيرانية هي دولة إسلامية غنية عن التعريف تقول دائماً إنها تتضامن مع اليمن، لكن بين وقت وآخر يطل علينا مسؤول ناعق من هذه الدولة يستفز مشاعر شعب بكامله!
وقبل ايام خرج رئيس أركان هذه الدولة بتصريح سخيف وساذج وبكل بجاحة زعم فيه أن طهران بحاجة لقواعد عسكرية في اليمن وسوريا!!
شخصياً عندما سمعت هذا التصريح والاستفزاز شعرت اننا باليمن نتعرض للإهانة ولايجب بعد اليوم أن نظل صامتين على هذه الدولة التي تدَّعي انها تدعم اليمن، وتقول أيضاً إنها حليفة اليمن؟!
كل ذلك الكلام والاستفزاز يقابله الصبر الذي مايزال هو السائد لدى النخبة السياسية اليمنية والثقافية والشعب اليمني تجاه ايران.
وأضاف: اليوم يجب علينا أن نراجع مواقفنا وسياستنا علناً وبصراحة تجاه إيران والتي عليها التوقف من استمرار استفزاز الشعب اليمني، وضرورة الاعتذار الرسمي والعلني لما صدر من رئيس اركانها في تصريحه الاخير وإيضاح الاسباب والدوافع التي دفعته لإطلاق مثل هذا التصريح.
فإذا قدمت إيران الاعتذار، فيجب عليها أيضاً أن تحدد كيفية طبيعة العلاقات المتبادلة خاصة وأنها لم تقف الى جانب الشعب اليمني في كل الظروف، بل على العكس فهي مصدر شؤم وبلاء عليها.
وهذا يجعل النخبة السياسية ترى ان قطع علاقتنا بهذه الدولة احسن من ان تظل تستفزنا من وقت لآخر.. لكن عليهم ان يعرفوا أن الشعب اليمني لم يعد يصبر على هذه الاستفزازات.
واستطرد الدكتور الشدادي قائلاً: على رئيس أركان الجيش الإيراني أن يعرف أن الشعب اليمني سيعد لهم (مقابر وليس قواعد)، ولا ينسى أيضاً خساسة تلك التصريحات السابقة التي زعم فيها مسؤول إيراني ان صنعاء خامس عاصمة عربية تسقط والتي لم يتم الرد عليها بحكم وضع البلد منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ودخوله من ازمة الى ازمة اخرى ..
لكنه سيرد بقوة على اية دولة تريد النيل من اليمن وسيادتها..
وسخر الدكتور محمد الشدادي من مسرحية امبراطورية الماء جمهورية ايران فقد اصبحت مكشوفة وواضحة..
والتي قالت في بداية العدوان:
انها ستفعل وستترك.. و.. و.. الخ
ولن تسكت!!
ولكن عندما نجحت في صفقة الملف النووي تخلت عن الشعب اليمني.
كله كوم وباخرة الماء التي أرسلتها إيران لليمن كوم، أو
انتم متناسين أن اليمن تحدها المياه من ثلاث جهات :
بحرين.. ومحيط.. وخليج ..
وأن ماء اليمن هو أطهر على وجه الارض؟!
وعاد ماء إيران مشكوك فيه.. ولم يصل.. يكفي تحريضاً على اليمن..
مؤكداً أن موطن العُروبة الاول "اليمن" يأبى أن يتخلى عن شبر من أرض او مياه يمنية كانت أو عربية..
|