الأربعاء, 26-سبتمبر-2007
الميثاق نت -   خالد المداح -
قال الله تعالى ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) صدق الله العظيم .
إن ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ذكرى عظيمة ، تستحق أن تُكتب من أجلها السطور والكتب ، ذلك لأنها ثورةٌ قامت من أجل الحرية .. من أجل الإنسان ، فهذه الثورة كانت المفتاح الهام لتلبية طموحات الشعب اليمني العظيم الذي ذاق مرارة ذلك الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض المستبد .
إن الحديث عن ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حديثٌ عقيم ليس له معنىً إنما استذكارٌ لعهدٍ بات ماضٍ أليم ، فقد كان الجهل والفقر والمرضُ السمة الأساسية لذلك الحكم الإمامي المستبد ، حيث كان يظن الإمام ومن حوله في ذلك الحين بأن الشعب لن ينقادَ لهم إلا إذا بقي جاهلاً وفقيراً ومريضاً ، فحين جاء يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م المجيد بزغ فجرٌ جديد على شعبنا اليمني العظيم فاستطاع بإرادته أن يطرُدَ الفقر والجهل والمرض وإلى غير رجعة ، فالثوار الأحرار الذين قدموا أغلى ما يملكون فداءً لهذا الوطن العظيم استطاعوا قهر ذلك النظام المستبد ودحر كل فلوله إلى غير رجعة ، وكل ما نعيشه اليوم ليس إلا امتداداً لما حققته تلك الثورة المجيدة وحققه الثوار الأبطال الذين استُشهِدَ منهم الكثير ، وبقي منهم أيضاً المناضلون العظماء وعلى رأسهم فخامة المشير / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ، فهو الرجل الذي استطاع مواصلة عطاءات الثورة وتحقيق التنمية الشاملة في شتى المجالات .
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي ثورة العطاء والإرادة حيث تمثلت عطاءاتها في العديد من المجالات حيث يعتبر أهم مجالٍ قامت من أجله الثورة اليمنية هو مجالُ بناء الإنسان اليمني الذي أصبح حراً في شخصيته وفي تعاملاته بل حتى على المستوى السياسي أصبح من حقه أن يُرشح نفسه على مستوى المجالس المحلية والنيابية بل حتى على مستوى رئاسة الجمهورية ومن حقه أن يختار من يشاء لتمثيله أيضاً ، فالفضل في ذلك يعودُ لله أولاً ثم لما بذلته قيادتنا السياسية الحكيمة برئاسة المشير / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية – حفظه الله ، وهنا يجبُ أن لا نُغفل شيئاً هاماً من باب الوفاء للقائد حيث أستطيع أن أُجزم ويُجزم الجميع بأنه هو القائد الذي تحقق على يده استقرار يمننا الحبيب بتحقيق جميع أهداف الثورة اليمنية التي سيخلدها التاريخ له في أنصع صفحاته .
إنني ومن خلال هذه السطور سأبين عظمة الإنجاز التي تحقق من خلال أهداف الثورة اليمنية الخالدة ، فلو نظرنا إلى الهدف الأول من أهدافها لوجدنا أننا قد تحررنا التحرر الكامل من الاستبداد في ما كان يسمى بشمال اليمن والاستعمار البغيض ومخلفاتهما في جنوب الوطن ، وأُزيلت كافة الفوارق والامتيازات بين الطبقات والتحم كل الشعب ببعضه فليس هناك طبقية أو مناطقية أو مذهبية بل قد أصبح كل من يدعوا إلى ذلك منبوذاً ، أما الهدف الثاني فقد تحقق من خلال بناء جيش قوي يقهرُ كل من يتربصُ بالثورة ومكتسباتها ويردُ كيدَ كل العابثين إلى نحورهم فهو صمامُ أمان الثورة وكل المكتسبات وبه يفخر كل مواطنٍ يمني ، أما الهدف الثالث فقد تحقق من خلال النهوض الاقتصادي على كافة المستويات حيث تم استخراجُ النفط والغاز ودعوة المستثمرين للاستثمار في بلادنا والتوجه نحو إنشاء المدن الصناعية وتصدير المنتجات الزراعية وغير ذلك ، واجتماعياً وسياسياً وثقافياً : من خلال إزالة كل القيود التي كان يفرضها ذلك الحكم الإمامي البغيض ، فأصبح للمواطن اليمني حرية الانتماء السياسي وحرية الرأي والتعبير من خلال العديد من المنابر والدليل هو وجود العديد من الصحف والمواقع الالكترونية الرسمية والحزبية والأهلية ، كذلك وجود العديد من المنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية ، وقد أصبحت لغة الحوار هي الأساس في كل الأحوال ، أما الهدف الرابع فقد تم تحقيقه حيث قد أصبحنا مجتمعاً ديمقراطياً بإرادتنا ولم تُفرض علينا الديمقراطية من أحد ، أما الهدف الخامس فقد تحقق في الثاني والعشرين من مايو 1990م حيث تحققت الوحدة اليمنية على يد القائد الوحدوي المشير / علي عبد الله صالح – حفظه الله ، ودافع عنها مع كافة أبناء الشعب ( مدنيين وعسكريين ) حينما أعلن الخونة الانفصاليون الانفصال في صيف 1994م وانتصرت إرادة الشعب والقائد في السابع من يوليو 1994م وتم دحر الخونة إلى الأبد ، أما الهدف السادس فقد تحقق أيضاً من خلال احترام اليمن لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وبتوقيعها أيضاً للاتفاقيات سواءً في إطار منظمات أو على الصعيد الثنائي بين الدول ، وقد أصبحت بلادنا تحتل مكانةً خاصةً بين كافة الدول والشعوب من خلال مواقف القيادة السياسية الحكيمة الداعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وقول الحق دون الخشية من أحد .
إنني هنا سأذكر وبإيجاز بعض الإنجازات التنموية التي تحققت والتي يجب ألا تُغفل في مثل هذه الذكرى :
• في المجال السياسي : فقد أُعطي المواطن اليمني ما لم يُعطهُ غيره من المواطنين في الدول العربية ، حيث أصبح يتمتع بالعديد من المزايا في هذا المجال ، فأصبح من حقه المشاركة الكاملة في العمل السياسي دون أي قيودٍ تُذكر ، فقد شهدت بلادنا العديد من الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية وحصلت بلادنا على إشادة كافة الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن والتي كانت متواجدةً أثناء كل تلك المواسم الديمقراطية ، وهذا مايدل دلالةً كاملةً على وعي الشعب سياسياً ، وينفي صحة كل ما تنشُرهُ بعض الصحف والمواقع الالكترونية من إساءات متعمدة تسعى من وراءها إلى تشويه سمعة وطننا الحبيب .
• في مجال الصحة : فقد شهد هذا الجانب تطوراً هائلاً حيث انتصرت الصحة على المرض الذي فتك بالإنسان اليمني خلال فترة ذلك الحكم الإمامي البغيض وأصبحت المستشفيات الآن تتواجد في كل مدينة وقرية وحي .
• في مجال التعليم : فقد شهد هذا الجانب انتصاراً على الجهل الذي بات سمةً من سمات ذلك الحكم الإمامي البغيض ، فهاهي المدارس والجامعات والمعاهد الفنية والمهنية تنتشر بطول الوطن وعرضه وأصبح الجميع يلتحق بالتعليم دون أي تمييز.
• في مجال المواصلات والطرق: فقد تم شق وتعبيد الكثير من الطرقات وبناء الجسور العملاقة وفتح شبكات طرق حديثة ومتطورة تربط بين كافة المدن والقرى .
• في مجال الشباب: فقد حظي الشباب بدعم رئيس الجمهورية على وجه الخصوص من خلال رعايته الكاملة لكل الأنشطة الشبابية وتوجيهاته ببناء الصالات الرياضية والملاعب في المحافظات وإنشاء جائزة خاصة بالشباب (جائزة رئيس الجمهورية ) تشجيعاً للمبدعين وأصحاب المواهب.
• في مجال المرأة : حيث أخذت المرأة كامل حقوقها وأصبحت شريكاً فاعلاً في المجتمع في كافة المجالات .
• في مجال الدفاع والأمن: فقد تم إنشاء العديد من الأكاديميات العسكرية المتخصصة وتم مؤخراً تنفيذ خطة الانتشار الأمني وإنشاء خفر السواحل والشرطة السياحية وإنشاء الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
• في المجال الزراعي : حيث تم بناء الكثير من السدود لتغطية احتياج المزارع اليمني بالمياه ، وكذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية كالفواكه والخضروات بل بتصديرها إلى الدول المجاورة ، وتمت توجيهات فخامة رئيس الجمهورية مؤخراً بالتوجه نحو زراعة القمح في بعض الوديان والقيعان لتتمكن بلادنا في القريب العاجل إن شاء الله من تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المحصول .
• في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات : حيث تم إنشاء مدينة تكنولوجيا المعلومات وتطوير الهيئة العامة للبريد وإطلاق خدمات الموبايل عبر العديد من الشركات حيث أصبحت عدد الشركات الموفرة لخدمة الهاتف المحمول في بلادنا أربع شركات .
وكل ما ذكرته يدل دلالة قطعيةً على أن عطاءات الثورة ما زالت مستمرة وستستمر ولن تتوقف .
لقد تعرضت الثورة اليمنية للعديد من المؤامرات حيث قد عَمِدَ بعض الخونة من أصحاب النفوس المريضة إلى محاولة لف عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال الدعوةِ إلى إعادة الوطن إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر 1962م من خلال إثارة الفوضى والفتنة والقلاقل ورفع السلاح في وجه أبناء قواتنا المسلحة والأمن ، وقد استطاعت قواتنا المسلحة والأمن دحرهم وتلقينهم دروساً لن ينسوها ، فشعبنا محروسٌ بعناية الله سبحانه وتعالى ثم بجهود أبطالنا الشرفاء من أبناء قواتنا المسلحة والأمن ، لذلك لن يُفلح أصحابُ النظارات السوداء الحاقدون على الوطن والذين تُغيظهم كل الإنجازات العظيمة والعملاقة التي تحققت، وبإذن الله سيظلون أقزاماً مهما تطاولوا بأيديهم وبألسنتهم وأقلامهم على رموز الوطن والثورة والوحدة والجمهورية وأقولُ لهم : موتوا بغيظكم !
إن احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية هذا العام تتزامن مع العديد من المناسبات الغالية على قلوبنا كمرور خمسةٍ وعشرين عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام حزب الشعب والوسطية والاعتدال ، وكذلك ذكرى مرورِ عامٍ على الانتخابات المحلية التي نتج عنها فوز مرشحي المؤتمر الشعبي العام ، والانتخابات الرئاسية التي نتج عنها فوز مرشح المؤتمر الشعبي العام فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، وتم قطع شوطٍ كبير من تنفيذ برنامجه الانتخابي ( يمن جديد .. مستقبل أفضل ) في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والتي يُعوِّل عليها الكثير بأن تقوم بمهامها الوطنية ضد كل المفسدين ، والخطوات النهائية لتشكيل هيئة المزايدات والمناقصات الحكومية ، وتوجيهات فخامته بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لمكافحة البطالة ، وإعادة تفعيل قانون خدمة الدفاع الوطني ، والتوجه الحقيقي الصادق لتنفيذ قرار منع حمل السلاح ، كما أن أعياد الثورة تتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك حيث وجه فخامة رئيس الجمهورية – حفظه الله بتحويل مخصصات المآدب والأمسيات الرمضانية التي تقيمها رئاسة الجمهورية في جميع المحافظات لصالح الفقراء والمحتاجين ، وهذه لفتةٌ إنسانية كريمة لاقت الارتياح الكبير من كافة أبناء الشعب ، أخيراً ونحن في هذا الشهر الكريم نسأل من الله العلي القدير أن يحفظ لنا وطننا وأمننا واستقرارنا وأن يُزيل كل دعاة الفتنة والفوضى وأن يفضحهم .
* [email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4821.htm