د. يحيى المتوكل -
مثلت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بكل المقاييس بداية مرحلة جديدة ونقلة نوعية في تاريخ اليمن المعاصر، وهي الباعث الحقيقي لاعتزازنا بقيمها ومضمونها من أهداف ومبادئ قادرة على التجدد تعزز قدرات الشعب وتمكنه من مواصلة تحقيق المنجزات والمكاسب للانتقال بالوطن وأبنائه إلى واقع جديد، وقد فتحت الثورة اليمنية الباب أمام الجميع للم شمل الوطن وإعادة تحقيق الوحدة المباركة، ومن خلالها تحققت أهم التحولات السياسية والاقتصادية، واحتل الاقتصاد بمضمونه الشامل وآفاقه الواسعة واجهة الاهتمامات في كل المراحل وعلى كافة المستويات لما يمثله من أهمية في سلم النهوض واتجاهات البناء الوطني الشامل.
وبكل تأكيد، فإن المنجزات الاقتصادية التي تحققت كبيرة وملامحها واضحة نلامس شواهدها في ربوع الوطن وندرك دورها وتأثيرها في جوانب الحياة المختلفة، وإذا كان الاحتفال بالمناسبات الوطنية يعني تخليدها وتأصيل قيمها في نفوس الأجيال، فإنها كذلك تمثل محطة للمراجعة والتقييم الواعي لما تحقق بهدف مواصلة الإنجاز وتهيئة الظروف أمام كافة الفعاليات الوطنية لامتلاك مقومات الاقتدار وأسباب النهوض وخاصة الاقتصادية لرفع مكانة الاقتصاد الوطني وتأهيله لمواكبة العصر، ويقتضي هذا البعد تكثيف الجهد وتطوير آليات الشراكة الحقيقية بين كافة القطاعات في الوطن للتأكيد على أهمية مواصلة ترجمة مضامين الثورة في الواقع العملي وما اتسمت به مجرياتها من تكاملية في الأهداف وواحدية المصير والمنطلقات، والذي يتطلب أن يستشعر كل طرف واجبه ومسئولياته، فضلاً عن ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية وممارستها في المناشط السياسية والاقتصادية لتجاوز كافة أوجه القصور التزاماً بالعقد الاجتماعي والقيمي للثورة.
ذلك هو المعنى الحقيقي للاحتفاء بالثورة والكفيل باستكمال المشروع الوطني.. وكل عام وأنتم بخير.
ü وزير الصناعة والتجارة