الإثنين, 12-ديسمبر-2016
الميثاق نت -  أحمد الزبيري -
الزعيم علي عبدالله صالح في ختام كلمة ترؤسه اجتماع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه في المجلس السياسي الأعلى وهيئة رئاسة البرلمان والهيئة الوزارية توجه بحديثه إلى جمهورية مصر ودولة الكويت الشقيقتين وإلى المبعوث الأممي ولد الشيخ وإلى الأمم المتحدة واخيراً إلى مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان الشقيقة، بالعديد من التمنيات يدعوهم فيها إلى القيام بمراجعة لمواقفهم المشاركة بصورة مباشرة وغير مباشرة في الحرب العدوانية والظالمة ضد الشعب اليمني المستمرة لما يقارب العامين.. منطلقاً الزعيم في حديثه هذا من إدراك واعٍ وفهم عميق لما شكَّله العدوان السعودي الوحشي وتحالفه البغيض على الشعب اليمني من مخاطر جيوسياسية واستراتيجية على مصر ودول منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج في حال اصرار نظام آل سعود وحلفائه على استمراره ومواصلة مصر ودول خليجية المشاركة فيه..
وهنا ينبغي الاشارة إلى اتخاذ هذه الدعوات طابع التمنيات والتي على الدول الشقيقة وخاصة مصر والكويت اللتين كان ومازال الشعب اليمني يحمل لهما أصدق مشاعر الوفاء والمحبة والاحترام والتقدير الأخوي النبيل والأصيل النابع مما قدمته مصر والكويت من دعم وإسناد ومساعدة سياسية وعسكرية واقتصادية ساهمت في تغلب اليمن على مخاطر كبرى وعلى تحديات الأمن والاستقرار والتنمية والبناء لاسيما بعد قيام الثورة اليمنية..
بكل تأكيد ليس هذا وحده فقط ما قصد الزعيم علي عبدالله صالح في كلمته وإنما كان هناك لما قاله مضامين ودلالات وأبعاد تتجاوز القراءة السطحية والتحليلات الضحلة التي اعتاد عليها الخطاب التضليلي الكاذب الذي جيَّش العدوان الصحفي والإعلامي الذي جبهته لا تقل سوءاً في إجرامها عن جبهات المعتدين على الشعب اليمني عسكرياً واقتصادياً وأمنياً.. الزعيم وخاصة في تمنيه على أعضاء مجلس التعاون الخليجي أن يساعدوا في الخروج من الأزمة اليمنية وأن يلعبوا ذات الدور الذي لعبوه في 2011م بدلاً من استمرارهم- عدا سلطنة عمان- في عدوانهم الباغي والظالم على الشعب اليمني، استبق كافة تلك التفسيرات والتأويلات لإعلام العدوان الذي يزعم أن صالح يتودد الخليج: «أنا أتودد للسلام» وفي هذا اشارة واضحة أن ما قصده هو السلام الذي هو موقف مبدئي له ولشعب اليمن..
وعوداً على بدء توجه تمنيات خطابه إلى مصر الشقيقة بأن تقوم بما قام به ملك المغرب محمد السادس الذي قرر انسحابه من التحالف وسحب قواته وطائراته من المشاركة في العدوان على اليمن.. طبعاً مصر كانت هي الأقرب إلى اليمن تاريخياً وحضارياً واستراتيجياً في الحاضر والمستقبل.. ومصر هي الشقيقة الكبرى الحقيقية- وليس اصطناعاً أو مجاملةً- التي تملك ثقلاً وتأثيراً على الأحداث ومساراتها سلباً وايجاباً للأمة العربية والدولة التي يُحسب لها حساب في محيطها العربي والآسيوي والأفريقي والأوروبي والعالمي، وعندما يضعف هذا التأثير يتراجع دور مصر ليتطاول أعراب النفط الأقزام ليدمروا الأمة العربية والإسلامية لمصلحة الأعداء..
الزعيم عَّمد كل هذا بتذكير مصر السيسي بمصر عبدالناصر وبوقوفها إلى جانب الثورة اليمنية عام 1962م والدفاع عنها وامتزاج الدم المصري بالدم اليمني في مواجهة تحالف القوى الرجعية والاستعمارية والصهيونية المستهدف لمصر واليمن ولكل شعوب الأمة والتي كانت تتصدر واجهة هجمتها حينها السعودية، كما هو اليوم في تدمير العراق وسوريا وليبيا بعد إضعاف مصر ومحاولة تحويلها من الدولة العربية القائدة إلى الدولة التابعة التي آن الأوان أن تسحب نفسها من هذا التحالف الذي لايشرفها، ناهيك عن أن العدوان السعودي على اليمن الذي مازالت تشارك فيه يمثل تهديداً وخطراً استراتيجياً على مصر..
كل هذا يدركه ويستوعبه الشعب المصري ونخبه الثقافية والسياسية الذين رفضوا منذ البداية مشاركة مصر في هذ التحالف العدواني على بلد وشعب شقيق بقيادة السعودية المعادية لمصر والأمة والتي تهدف من عدوانها الى إبادة اليمنيين وتدمير وطنهم وتقسيمه والسيطرة على أهمية موقعه الجيوسياسي على باب المندب المرتبط بقناة السويس، ولا يحتاج لشرح أكثر حجم الخطر الذي يستهدف مصر من العدوان الذي تشارك فيه على اليمن..
خلاصةً.. الحديث عن انتظار موقف مصري لا يتجسد فقط في الانسحاب من تحالف العدوان السعودي على اليمن بل والوقوف ضده والدفع بالأمور باتجاه الحل السياسي في اليمن الذي ينتهي بسلام شامل وعادل يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن والمنطقة وفي هذا مصلحة لمصر..
نحن متفائلون، ومراهنون على وعي الشعب المصري بقواه السياسية ونخبه الثقافية والإعلامية والدولة المصرية لاسيما بعد الموقف الواضح تجاه الحرب الإرهابية العدوانية في سوريا والذي تلعب فيه السعودية دوراً أساسياً، واليمن لا يقل أهمية بالنسبة لمصر عن سوريا..
نأمل ألا ننتظر طويلاً انسحاب مصر من تحالف العدوان السعودي على اليمن واتخاذ الموقف الذي اتخذته مصر عام 1962م وهو الموقف الصائب والصحيح..

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48231.htm