الميثاق نت -

الإثنين, 19-ديسمبر-2016
محمد انعم -
تطيَّر اليمنيون من اسم «هيثم» وظل هذا الاسم غير مرغوب لدى كافة ابناء الشعب اليمني، مثله مثل اسم «يزيد» و«سلمان» و«أبو رغال» و«ابن العلقمي».. إلاّ أنه وبعد تحقيق اليمنيين منجز الوحدة في يوم الـ22 من مايو 1990م ورفع موحد اليمن الزعيم علي عبدالله صالح ومعه علي سالم البيض علم الوحدة في عدن ليرفرف خفاقاً في سماء اليمن، يومها ظهر اسم هيثم قاسم طاهر كأول وزير دفاع للجمهورية اليمنية فتعشم اليمنيون خيراً بهذا الاسم، لاسيما وأن حامله من ردفان المنطقة المحفورة في وجدان الشعب اليمني بملاحم البطولة والشرف من أجل التحرر والاستقلال الوطني وطرد الاستعمار، وفي بضعة أشهر أصبح اسم هيثم يطلق على المواليد اليمنيين إجلالاً واحتراماً لأول وزير دفاع في دولة الوحدة دون غيره من الوزراء.

بيد أن هيثم والذي هو اسم من اسماء الأسد طلع مجرد إمعة ودمية رخيصة.. ولا علاقة له باسم «قاسم» لا من قريب ولا من بعيد.. أما اسم «طاهر» فهذا اسم لا ينطبق عليه إطلاقاً مثلما لا يمكن أن تتصور أن تنجب ردفان أرض الأبطال والثوار والأحرار مجرد «جرسون» تافه لدى الاستعمار.

هيثم قاسم طاهر كان الفار الذي عبث بجيش الوحدة وترك الباب مفتوحاً في أول وزارة دفاع للجمهورية اليمنية لعبث الفئران المتآمرين وظهر مجرد «عكفي» أو أجير رخيص لأشخاص وأحزاب على حساب الثوابت الوطنية.

هيثم قاسم طاهر كان أشبه بجبل نقم، بعيون ابناء اليمن لاسيما وقد نُسجت حوله اسطورة بطل وقائد المدرعات التي حسمت معركة يناير 1986م.. لكن الأيام أظهرت أنه مجرد أسد مفرشة أو قط تخيَّل نفسه نمراً.. فتحول هذا البروليتاري الرث الى عدو للشعب ولليمن بتوجيهه السلاح ضد الوحدة اليمنية عام 1994م.. ولأن أمثال هذه الأصناف البشرية خرجوا من مستنقعات نتنة فلا يستشعرون قيمة الرجولة وعظمة الشرف وقداسة القسم الوطني وحب الانتماء للأرض والشعب على الاطلاق..

لذا لا عجب أن يغادر هيثم قاسم اليمن هارباً كالفار بعد أن خان جيشاً عظيماً تحت إمرته ويهز الأرض لأداء تعظيم سلام له وزجه في مؤامرة الانفصال الفاشلة عام 1994م.

وبعد قرابة عقدين من الزمن عاد «أسد المفرشة»- والذي أصبح مستشاراً عسكرياً في دولة الامارات التي لا يتجاوز سكانها عدد سكان مديرية حالمين بردفان- قابلاً الذل والهوان على نفسه، وهكذا تعاقب الأيام من لا يقبل أن يعيش حياة الرجال.

مؤخراً عاد اللاهيثم واللاطاهر ليس الى عدن وإنما الى المكلا كجندي رخيص أدى التمام والولاء والطاعة لقيادة ما تسمى بجيش النخبة في حضرموت الذي تشرف عليه الامارات، ليكلَّف بالتحرك الى ردفان، ومن جديد يحاول جمع الجنود والضباط حوله فلا يجد أحداً ممن كانوا يستعدون للتضحية بأرواحهم من أجله.. عرض الاموال.. المناصب.. استغل أوضاع الناس بتقديم المغريات.. لكن الشرفاء من ابناء ردفان والضالع ولحج ويافع وشبوة وعدن والمهرة رفضوا العودة لخوض معارك قذرة يقودها قائد خان اعظم مكاسب الشعب والوطن.

اضطر أمام هذه الفضيحة والورطة التي وقع فيها الى أن يعزف بالورقة المناطقية ويغرر على الشباب، لكنه تفاجأ الاسبوع الماضي وهو في قاعدة العند بعشرات الاحذية تنهال عليه وعلى مرافقيه.. ووقف كالأبله وهو يشاهد الشباب يحطمون سيارته ويطالبونه بمغادرة معسكر العند قبل أن يُعدم.. خرج مهزوماً مطروداً من العند.. ليتسكع في شوارع عدن من جديد وليؤدي أدواراً قذرة لخدمة قوات الغزاة.. وجد كل الأبواب أغلقت أمامه.. وظهرت منطقة كرش أشبه بمحرقة تشتعل في وجهه، وأعين الناس تنظر إليه بازدراء واحتقار.

فعاد هيثم يغوص في عالم «التخديرة» دون صحو.. وترتجف قدماه دون توقف خوفاً من هول المصير الذي ينتظر الخونة والعملاء ومن باعوا الأرض والعرض.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48333.htm