مطهر الاشموري -
بربرا السفيرة الامريكية السابقة بصنعاء وكانت بالعراق سفيرة حين غزوة الكويت اصبحت رئيس مركز دراسات وبحوث بأمريكا وقدمت بحثاً او دراسة معمقة عن حالة اليمن تحت حرب "عدوان" مايسمى التحالف العربي، والذي يعنيني نقطتان مما طرحته بربرا:
الاولى: أن امريكا كانت بأي عمل يرضي النظام السعودي في أجواء تمرير الاتفاق النووي مع إيران وذلك توافق مع مطلب سعودي بدعمها امريكياً في حرب تريد شنها على اليمن.
الثانية: أن امريكا ضغطت في اطار ذلك لاستصدار القرار 2216 من مجلس الامن مع علمها انه قرار غير عاقل وغير واقعي.
هذا القرار ليس واقعياً ليحل مشكلة يمنية او مشكلة لليمن لان ما بات يمارس هو الحل العسكري والقرار جاء لإسناد ودعم الحل العسكري وذلك يجعله لايصلح نهائياً لحل سياسي، وهو كقرار بقدر ماينجح في حال نجاح الحل العسكري فهو ينتهي وفاقد الصلاحية بفشل الحل العسكري.
شن العدوان على اليمن ينهي كذلك وتلقائياً المبادرة الخليجية لأن الدول التي قدمت المبادرة فقدت دور الوسيط باستثناء سلطنة عمان وبالتالي فالمبادرة الخليجية والقرار من الترف السياسي والإعلامي وربطاً بتأثير المال السعودي تحديداً فالنطام السعودي لم يعد غير العدو لليمن والمجرم المطالب مثوله امام المحاكم الدولية، وغير ذلك هو هراء للثراء.
نحن جعلنا من مظلوميتنا الكبيرة قوة من قوة الواقع في الصمود امام العدوان ومواجهته بكل وجوهه وجهاته بما في ذلك امريكا، ومن قوتنا في الحجة امام الشرعية الدولية في امرها الواقع وبكل ظلمها وتواطؤها مع النظام السعودي وبسبب المال لأسباب اخرى منها ماتعاطته "بربرا" ولهذا فنحن لم نقل ولن نقول اننا سنهزم اسلحة الجو والبحر ولكننا نلحق الهزائم المهينة بالجيش السعودي وبالنفس الطويل سنستنزف هذا النظام الديكتاتوري الإرهابي حتى تلقائية سقوطه وزواله.
هذا العالم المنافق في ظل مستوى مازال من الهيمنة للقطبية الواحدة يفترض ان يفهم ويدرك ويتابع مأساة حين أحوله إلى حلب او الموصل او تعز وكيف ومن ادخله ودعمه وموله ولكنه لم يكن ليرى او يتابع الذبح والتشنيع بالجثث والتهجير القسري بتعز وحين خروج او إخراج الجماعات الإرهابية سيقدم له المشهد لربط المعاناة الانسانية باتجاه مايخدم داعمي وممولي الإرهاب ويصبح الإرهاب هو الإنسانية وهو حقوق الإنسان وإن بشكل غير مباشر وباختيار النظام السعودي وهو أساس وثقل ومال الإرهاب في العالم او انتخابه في مجلس حقوق الانسان العالمي فهذا اوضح مشهد يجسد النفاق العالمي ربطاً بالمال السعودي والفصل بين الارهاب والنظام السعودي شيء منه مايسمى الفصل بين الجماعات الإرهابية والمعارضات المعتدلة.
حسب بربرا فأمريكا أوباما احست بحاجة لمراضاة النظام السعودي لتسهيل تمرير الاتفاق النووي مع ايران، فيما جاء النظام السعودي يبلغ امريكا رغبته في شن حرب على اليمن فتوافقت او تطابقت حاجيتان للنظامين في حاجية واحدة.
ولذلك فإنه لاروسيا العظمى تستطيع شن حرب على جارتها اوكرانيا كما السعودية النظام بل ولا امريكا الاعظم استطاعت الشرعنة لعدوان او حرب لها عبر مجلس الامن وبشكل لاحق كما حدث في الشرعنة اللاحقة للعدوان السعودي، وهذا الاستثناء يقدم استثنائية تفعيل المال السعودي في العدوان على اليمن بما لم يحدث في اي صراعات او حروب وكأن العدوان او الحرب على اليمن هي التي قدمت انسانية النظام السعودي واحترامه لحقوق الانسان كونه لم يصل الى هذا الوضع او التموضع في المجلس العالمي لحقوق الانسان الا من حاجية استعماله لهذا المجلس في التعامل مع عدوانه او حربه على اليمن.
الطرف الاقوى او القوى في واقعه وبوقائعه وقوى الحق والحجة فمرور الزمن كحتمية ومع الاخذ في الاعتبار متغيرات دولية متسارعه بعيدة وعميقة التأثير أستطيع الجزم ان النظام السعودي لم يعد القادر على تحمل عام او اثنين في الحرب مع اليمن واذا قام المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني بأعلى جهد واقعي وواعٍ بإسناد حقيقي ومخلص من الثنائي عفاش- الحوثي ربطاً بالثنائي المؤتمر والانصار لتخفيف المعاناة العامة بأقصى متاح وممكن فالنفس الطويل لليمن كفيل بإسقاط بل وزوال النظام السعودي.
لم أختلف في حياتي مع سفير بصنعاء او انتقدته كما هذه "البربرا" الامريكية بصنعاء، وتذكُّري هذا يجعلني أبعث لها بتحية على ورقتها او بحثها وأذكّرها بأن مانحن فيه كيمن متصل بما اختلفتُ معها فيه حين كانت السفيرة..!
|