السبت, 24-ديسمبر-2016
الميثاق نت -     حلب انتصرت -
ثارت ثائرة الجماعات الإسلامية وثائرة السعودية بعد انتصار الجيش السوري في حلب، ويبدو أن مسلسل الهزائم للسعودية قد بدأ، فهي في اليمن من هزيمة عسكرية وأخلاقية وثقافية إلى أخرى تنتظرها في أبراج الغيب، وهي في الموصل كذلك، وكانت حلب هي الصفعة الكبرى لما تمثله حلب من بعد عقائدي عند السلفية الوهابية التي ترى في حلب المكان الذي تنطلق راية المهدي منه.
وقد يشهد الملحمة الكبرى التي ينتصر فيها الجيش الإسلامي على جيش الروم، وقد حدث ذلك من حيث لا يدركون ولا يفهمون، فالجماعات المسلحة التي تخوض المعركة العقائدية للسلفية في حلب هي جماعات أنشأتها المخابرات البريطانية والامريكية والاسرائيلية ولذلك كان انتصار الجيش الاسلامي عليها، وهزيمة تلك الجماعات في حلب هي هزيمة مباشرة للمشروع الأمريكي «الرومي» باعتبار تلك الجماعات تقاتل - من شان المصاري- كما تدل التسريبات لمقاطع الميديا المنتشرة على شبكة التواصل الاجتماعي، وتلك الجماعات تقول بصريح العبارة نحن لا نقاتل من أجل الدين بل من أجل المال وبالتالي فهي تعبير عن الجيش الرومي التي يجدها أرباب السلف في المرجعيات الدينية لهم، ويبدو أن الشيعة الذين يرون في حلب اليوم انتهاء الزمن وبداية التأريخ هم الأقرب الى الواقع في معتقدهم، إذْ أنّ جلّ الصفات التي توردها مرجعياتهم عن «السفياني» نجدها في بشار الأسد.
ولعل أبرز تلك الصفات طول العنق، وطول القامة في الجسد النحيل، ويشد من أزر هذا المعتقد ما يتداوله الناس عن حديث قرن الشيطان والربط في الدعاء بالبركة للشام واليمن وتجاهل نجد، وحين يزداد الإلحاح على الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يقول بصريح العبارة وفق نص الحديث ذلك قرن الشيطان منه تخرج الفتنة، ودلائل الواقع ومؤشراته تشير الى هذه الحقائق النبوية بجلاء لا يقبل الشك ولا التأويل، فالسعودية تعمل على إشاعة الفتنة في العراق، وفي اليمن، وفي سوريا وفي كل بلد كمصر ولبنان وغير كل أولئك، وهي أكثر حضوراً في اليمن بعدوانها المباشر، وفي سوريا عبر الجماعات التي تدعمها بالمال وبالسلاح وبالإعلام والسياسة، وحين تنفق السعودية أو حين تنفق نجد الأموال الطائلة وتشتري الأسلحة الحديثة وتوفر الغطاء السياسي وتوظف الامبراطورية الإعلامية في العالم وتشتري المواقف للدول والمنظمات ثم لا تجد نفسها الا في خسران مبين في مقابل جهود وإمكانات عسكرية بسيطة كالذي هو حاصل في اليمن، مثل هذا المؤشر البسيط يوحي لكل متأمل بالبركة التي تضمنها دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام، فالكثير الذي تحشده السعودية النجدية يصبح قليلاً في سوريا وهباءً منثوراً في اليمن، بدليل أن ما يحدث في الحدود الشمالية لليمن وخاصة في حرض وميدي لا يتحدث عن مؤشر البركة فقط ولكنه يتحدث عن معجزات فوق القدرة الذهنية المنطقية للتصور والقبول، وكان بإمكان رجال الدين فهم مثل هذه الحقائق التي يجدونها في مرجعياتهم لكنهم آثروا الصمت أو ذهبوا الى التأويل وهم يكتمون الحق خوفاً من آل سعود أو طمعاً في أموالهم.
فهم يقولون إن نجد هي في العراق، ولذلك فالحرب في العراق هي حرب مقدسة لأنها تدرأ فتنةً، وقد كذبوا وهم يعلمون أنهم كاذبون ورأينا أولئك النفر من رجال الدين الوهابي وهم يجمعون المرويات والنصوص في فضل بلاد الشام، وفي الحثِّ على الالتحاق بجيشها، ويتحدثون عن الملحمة الكبرى التي سوف تحدث في بلاد الشام، ويقولون إن جيشها هو جيش الحق وبه ترتفع راية المهدي المنتظر وقد قرب زمانه، لذلك حشدوا لسوريا من كل بقاع الأرض بالبناء على هذا المعتقد، وحين انتصر الجيش السوري على الجماعات في حلب رأينا عويل الوهابية والإخوانية، وصراخهم وقد أوقعهم ذلك العويل والصراخ في دائرة الحرج الأخلاقي والثقافي، إذ أنّه كان في دائرة التضاد مع ما يحدث في اليمن بل ومع ما حدث في سوريا على مدى الأعوام الستة التي مضت، فالبعد الإنساني الذي أبكاهم ورفع عقائرهم بالصراخ حدث ما هو أفظع منه في سوريا، فالجماعات مارست النخاسة، والذبح، والإعدامات الجماعية، وكانت مواقفها من الكيان الصهيوني موقف التابع الأمين.
لقد انتصرت حلب وهي كما يقال خاصرة الشرق.. وانتصار حلب كما قال الرئيس السوري نهاية الزمن وبداية التأريخ.. وعلى آل سعود أن يدركوا أن نهايتهم قربت وهي قاب قوسين أو أدنى، فليعتبروا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48401.htm