الميثاق نت - تقرير -
استمرار تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن باستخدام اسلحة محرمة دولياً ومنها الذخائر العنقودية ضد أبناء الشعب اليمني منذ إبريل 2015م يقابَل بتنديد دولي وبتغطية إعلامية عالمية كبيرة.. وبحسب منظمة هيومن رايتس فقد أحدث استخدام السعودية للقنابل العنقودية في اليمن ردود أفعال دولية، حيث نددت واستنكرت عشرات دول العالم مثل هذه الجرائم إضافة إلى صدور قرار إدانة صادر عن البرلمان الأوروبي..
وأكدت هيومن رايتس أن أكثر من 60 دولة اعربت في مؤتمر الاستعراض الأول لاتفاقية الذخائر العنقودية سبتمبر 2015م عن قلقها العميق إزاء استخدام الذخائر العنقودية في اليمن، وأصدرت إعلاناً يدين أي استخدام للذخائر العنقودية من قبل أي طرف..
الجدير بالذكر أن السعودية قصفت- في 6 ديسمبر- صعدة بقنابل عنقودية وذلك بعد يوم من تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن الذخائر العنقودية، صوتت 141 دولة لصالح القرار وامتنعت السعودية والولايات المتحدة والبرازيل..
الجدير بالذكر أن قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية أقرت استخدامها قنابل عنقودية أمريكية وبريطانية الصنع في اليمن، لكنها ادعت أن استخدامها يتوافق مع قوانين الحرب.. في 11 يناير 2016م، وفي مقابلة مع "سي إن إن"، قال المتحدث باسم قوات تحالف العدوان المدعو عسيري: إن التحالف استخدم قذائف "سي بي يو-105" CBU-105)) ذات مجسات الاستشعار في حجة في أبريل 2015م "ضد معسكر اعتقال في المنطقة، وليس بشكل عشوائي". قال إنه تم استخدام قنابل سي بي يو - 105 الأمريكية "ضد مركبات".
وقالت هيومن رايتس ووتش: إن في مايو، علقت الولايات المتحدة إرسال الذخائر العنقودية إلى السعودية، لكن على الرئيس باراك أوباما أن يوقف كل مبيعات الذخائر العنقودية للسعودية قبل انتهاء ولايته، وجعل منع الذخائر العنقودية دائماً ويشمل كل الدول الأخرى.
الذخائر العنقودية تُطلق براً بالمدفعية والقذائف، أو جواً بإسقاطها من طائرات، وتحتوي القنبلة العنقودية على عدد من الذخائر الصغيرة التي تنتشر على مساحة كبيرة.. كثير منها لا ينفجر ويخلف ذخائر صغيرة غير منفجرة تشكل تهديداً لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع.
الذخائر العنقودية محظورة بموجب معاهدة 2008م التي وقعتها 119 دولة.. لم توقع البرازيل والولايات المتحدة واليمن والسعودية، وشركاؤها في التحالف: البحرين ومصر والأردن والكويت والمغرب وقطر والسودان والإمارات على المعاهدة.. قالت هيومن رايتس ووتش إن على هذه الدول الانضمام فوراً إلى معاهدة الذخائر العنقودية والالتزام بأحكامها.
في 19 ديسمبر، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن حكومة المملكة قررت "وقف استخدام الذخائر العنقودية «بي إل- 755» البريطانية الصنع"، وإبلاغها المملكة المتحدة بقرارها، واعترفت السعودية في البيان باتفاقية الذخائر العنقودية، لكنه زعم أن "القانون الدولي لا يحظر استخدام الذخائر العنقودية"، كما زعم أن استخدام السعودية القنابل العنقودية البريطانية الصنع في اليمن هو "ضد أهداف عسكرية مشروعة وللدفاع عن المدن والقرى السعودية.
هذا واعترفت الحكومة البريطانية في نفس اليوم بامتلاكها أدلة تشير إلى استخدام تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ذخائر عنقودية مصنوعة في المملكة المتحدة في هجمات في اليمن.
وبهذا الخصوص قال ستيف غوس- مدير برنامج الأسلحة العنقودية في هيومن رايتس: "أخيراً بدأت السعودية تستشعر الضغط العالمي لاستخدامها المستمر للذخائر العنقودية.. على كل من السعودية والبرازيل الانضمام إلى الحظر الدولي على هذه الأسلحة فوراً".
وقالت "هيومن رايتس ووتش" -الخميس: إن قوات التحالف بقيادة السعودية أطلقت صواريخ برازيلية المنشأ تحتوي ذخائر عنقودية محظورة على مواقع قريبة من مدرستين في مدينة صعدة في 6 ديسمبر 2016م أدت الغارة على حي الضباط في المدينة القديمة في صعدة إلى مقتل مدنيَّين اثنين وإصابة 6 آخرين على الأقل، بينهم طفل.
جاء الهجوم بعد يوم من امتناع السعودية والبرازيل والولايات المتحدة عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار حظي بدعم أغلبية ساحقة لفرض حظر دولي على استخدام الذخائر العنقودية.. الحظر كان يحظى أصلاً بقبول دولي واسع.. قالت هيومن رايتس ووتش إن على البرازيل الانضمام إلى "اتفاقية الذخائر العنقودية"، وإيقاف إنتاجها ونقلها، كما على السعودية وأعضاء التحالف التوقف عن استخدام تلك الذخائر.
وقال ستيف غوس، مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ورئيس "مرصد الذخائر العنقودية"، تحالف دولي لمنظمات تعمل على القضاء على الذخائر العنقودية: "على البرازيل إدراك أن صواريخها تُستخدم في هجمات غير قانونية في الحرب اليمنية.. يُحظَر استخدام الذخائر العنقودية تحت أي ظرف لضررها على المدنيين.. على البرازيل تقديم التزام فوري بوقف إنتاج وتصدير الذخائر العنقودية".
وثّقت "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" استخدام التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن 7 أنواعاً مختلفة على الأقل من الذخائر العنقودية المحظورة دولياً من الجو أو من الأرض مصنوعة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل.. أقر التحالف باستخدام ذخائر عنقودية أمريكية وبريطانية الصنع في هجمات في اليمن.
في 19 ديسمبر، أعلنت قوات التحالف بقيادة السعودية عزمها على التوقف عن استخدام الذخائر العنقودية "بي إل-755"، المصنوعة في المملكة المتحدة، لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام إمكانية مواصلة استخدام أنواع أخرى من الذخائر العنقودية في اليمن.
هاتفت هيومن رايتس ووتش 4 شهود على الهجوم ومصادر محلية أخرى.. زار أحد الشهود موقع الهجوم بعد فترة وجيزة وصوّر الضرر، بينما صور آخر ذخائر غير منفجرة موجودة في المكان.
وصف الشهود سماع دوي انفجار تلاه عدة انفجارات أصغر، وهو ما يتسق مع هجوم بالذخائر العنقودية... قال أيمن لطف، طالب جامعي - 20 عاماً، لهيومن رايتس ووتش: إن 5 ذخائر صغيرة سقطت على الشارع الذي يسكن فيه، وألحقت أضراراً بسيارة واقفة وخزان مياه.
قال بسام علي، من سكان الحي - 20 عاماً، "كنا نظن أنها مثل الصواريخ العادية التي تضرب دائماً صعدة، وتولد فقط انفجاراً واحداً.. كان هذا مختلفاً وسبب سلسلة انفجارات.. سقطت كل القنابل على منطقتنا والمنازل والشوارع".
خالد راشد، عضو المجلس المحلي - 38 عاماً، قال: "سمعنا صوتي انفجار، واحد أعلى من الآخر، بعدها سمعنا أصوات انفجارات أخرى أصغر وأشياء تتساقط من السماء مثل الجمر سقطت في كل مكان، على خزانات المياه والمنازل.. إحداها انفجرت ودمرت سيارة أجرة".
وأضاف راشد: إن هجوماً صاروخياً وقع قرب مدرسة بنات ومدرسة بنين، كلاهما في المدينة القديمة وحي الضباط.. نُقل من جُرحوا في الهجوم إلى مشفى قريب.. قال مسؤول في مدرسة البنين إنهم طلبوا من الطلاب عدم القدوم إلى المدرسة في اليوم التالي لرغبة المدارس في التحقق من وجود أي بقايا لمتفجرات، بما في ذلك ذخائر صغيرة غير منفجرة.
أما الدكتور محمد حجار- المدير العام لأكبر مستشفى في صعدة- فقال: إن المستشفى عالج 7 مصابين، أحدهم توفي لاحقاً، وآخر توفي قبل وصوله.. أما فتحي البطل، ناشط محلي، فقال: إن من المصابين معلم، وطالب عمره 20 عاماً، وصبي عمره 14 عاماً.
حددت هيومن رايتس ووتش بقايا صواريخ أرض-أرض "أستروس 2"، يحوي كل منها ما يقارب 65 من الذخائر الصغيرة، تُطلق عادةً من قاذفة صواريخ متعددة الفوهات خلوية على شاحنة.. اشترت البحرين والسعودية صواريخ أستروس العنقودية من البرازيل، والتي تُنصعها "أفيبراس إندوستريا أيروسبايسال إس إيه".. في السابق، عثر باحثو منظمة العفو الدولية على بقايا ذخيرة صواريخ أستروس بعد هجوم على منطقة أحما في صعدة في 27 أكتوبر 2015م، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص على الأقل.
قالت هيومن رايتس ووتش: إنه نظراً لقيام السعودية سابقاً باستخدام ذخائر عنقودية ضد مناطق يسيطر عليها الحوثيون بالطائرات أو القذائف، فإن ذلك يشير إلى أن القوات السعودية أطلقت الذخائر العنقودية يوم 6 ديسمبر 2016م، مع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لتحديد المسؤول بشكل قاطع.
الجدير بالذكر أن هيومن رايتس ووتش وثقت استخدام التحالف الذي تقوده السعودية الذخائر العنقودية في 16 غارة غير مشروعة في اليمن أسفرت عن مقتل 19 مدنياً على الأقل، وإصابة 66، وأصابت في بعض الحالات المناطق المدنية.