حوار / عارف الشرجبي - < قال البروفيسور علي الميري إن تاريخ الشعب اليمني الممتد عبر الزمن لما يقارب 200ألف عام لايعرف للاستسلام طريقاً بل كان دائماً هو المنتصر مهما تكالب الأعداء.
وأضاف: أن قوى العدوان بقيادة السعودية لم تحسن قراءة التاريخ اليمني، فكلما ازدادت ضرباتهم وهجماتهم قسوة ازداد اليمن واليمنيون قوة وصلابة وإصراراً على النصر الذي كان حليفنا طوال فترة العدوان.
وأوضح الميري أن مبادرة وزير خارجية أمريكا جون كيري هي مشروع سعودي بامتياز بسبب فشلها في تحقيق أي نصر.
وقال: إن السعودية تريد الخروج من ورطتها في حرب اليمن بدليل اجتماع اللجنة الرباعية التي أكدت تخلّيها عن هادي إلا أنها تراجعت عن هذا الخيار بعد أن وعدها هادي ومَنْ معه بالنصر على الأرض وطلب فرصة أخيرة للحسم، وبالتالي شاهدنا المعارك تزداد وتيرة.. وأكد الميري أن السعودية والأمم المتحدة سلموا ملف اليمن الى بريطانيا.. الى نص الحوار.
< في البداية ما قراءتك للمشهد السياسي الراهن؟
- شكراً لك ولصحيفة «الميثاق» الغراء التي عودتنا على تلمس القضايا الوطنية، أما فيما يتعلق بالمشهد السياسي الراهن، فهو في حالة من الإرباك والذهول والتشتت، ناهيك عن التجاذبات العنيفة التي أثرت على كل مجريات الأحداث داخل الساحة اليمنية، فهناك عوامل محلية وإقليمية ودولية كلها مؤثرة على مجريات الأحداث، هناك عدوان خارجي على بلادنا منذ أكثر من واحد وعشرين شهراً تقوده جارة السوء السعودية وغيرها من دول العدوان.. هذا العدوان الذي كان المخططون له يريدون من خلاله إخضاع وتركيع اليمن وسلب قراره السياسي ولكنهم لم يحسنوا قراءة التاريخ اليمني الذي يؤكد أن اليمن لم ولن تركع على مدى التاريخ الممتد لما يقارب (200.000) عام، فكلما ازدادت ضرباتهم وهجماتهم قسوة ازداد اليمن واليمنيون قوة وصلابة وإصراراً على النصر الذي كان حليفنا طوال فترة العدوان وحتى الآن برغم كل وسائل الدعم الذي تتلقاه دول العدوان من الكيان الصهيوني ومن أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول التي رهنت قرارها للمال المدنس الذي جعل العالم يقف اليوم متفرجاً على كل هذه المجازر التي ترتكب بحق اليمن وشعبها العظيم،.
ولأن الدول المعتدية والمساندة لها قد أيقنت أنها غير قادرة على الانتصار على بلادنا، فقد لجأت الى أساليب أخرى أكثر خطورة وهي الجانب الاقتصادي المتمثل بالحصار البري والبحري والجوي، ناهيك عن قيام هادي بمحاولة نقل البنك من العاصمة صنعاء الى عدن، بالإضافة الى محاولة خلق بؤر جديدة أكثر اشتعالاً أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية، ففتحوا إضافة الى جبهات تعز ومارب جبهات البقع وصعدة وميدي وباب المندب والحديدة والجزر اليمنية في البحر الأحمر الممتدة من باب المندب وصولاً الى ميدي إضافة الى فتح المجال أمام الارهاب بكل فصائله الداعشي والقاعدي المدعومة من دول التحالف وهادي والتي تسيطر اليوم على معظم المحافظات الجنوبية والشرقية، ناهيك عن الحراك الذي أصبح مزيجاً من القاعدة وداعش والمطالبين بالانفصال وتمزيق اليمن الواحد، ولكن رغم كل هذا علينا أن نثق أن عناية الله دائماً معنا وأننا سننتصر لأن التاريخ يؤكد بكل منعطفاته أننا سننتصر وسيُهزمون هم ومن معهم.
< وماذا عن المحادثات والمشاورات هل سيكون لها دور في وقف العدوان والخروج من الأزمة؟
- على الرغم من حرصنا على إنجاح الحوارات التي جرت في جنيف أو الكويت ومؤخراً مسقط إلا أن الطرف الآخر لا يمتلك رؤية محددة لإخراج اليمن من أزمته ووقف الحرب عليه، بل لقد أصبحت اليمن ساحة للتجاذبات وتصفية الحسابات بين قوى إقليمية ودولية، وهذا الأمر خلق لدينا قناعة بأن المشروع الوحيد الذي لدى الدول اللاعبة الرئيسية هو تدمير اليمن وقتل أبنائه وتمزيق أراضيه ولحمته الاجتماعية كجزءٍ من مشروع الشرق أوسط جديد خدمة للكيان الصهيوني، وسيأتي يوم نشاهد فيه كثيراً من دول المنطقة التي تقود عدوانها على بلادنا وقد مزقت ودمرت هي الأخرى، وبالتالي اعتقد أن الحوار لا يعدو عن كونه مسكنات ومهدئات لتمرير مخطط التمزيق والهيمنة الدولية على مقدرات الشعب العربي، ناهيك عن السيطرة على منابع النفط والمضائق والأراضي العربية.
< إذا كان الحوار غير مجدٍ فما الحل في نظرك؟
- الحوار قيمة حضارية وإنسانية يجب أن نتمسك بها، ومع ذلك علينا الاستعداد لأسوأ الظروف، فإذا جنحوا للسلم، فنحن دعاة سلم، وإذا استمروا في عدوانهم ليس أمامنا من حل الا المواجهة والاستعداد لحرب طويلة مهما كانت الكلفة.. دول العدوان عندما شاهدت قوة وصلابة الشعب اليمني وعجزها عن تحقيق أي نصر عسكري أو سياسي اتجهت في عدوانها علينا باللعب على الجانب الاقتصادي فحاصرتنا في كل المنافذ وخاصة هادي مؤخراً بمحاولة نقل البنك المركزي الى عدن ومنع تدفق إيرادات المشتقات النفطية للبنك المركزي في صنعاء ومن ثم خلق حالة من التذمر لدى قطاع كبير من الشعب كورقة للضغط على صانعي القرار بالعاصمة صنعاء للوصول الى الاستسلام، وهذا لن يتم لأن تاريخ الشعب اليمني عبر الزمن لا يعرف للاستسلام طريقاً بل كان دائماً هو المنتصر مهما تكالب الأعداء، ولو لاحظنا أن قوى العدوان الدولي الذي تقوده السعودية على اليمن قد سارت على كل الاتجاهات في عدوانها، فهي تستخدم الحرب الاقتصادية وفي نفس الوقت كثفت من هجماتها الجوية والبرية والبحرية، فبدأت تهاجم المنافذ البحرية والسواحل اليمنية من ميدي الى باب المندب مروراً بالحديدة والمخا والخوخة، ناهيكم عن الغارات الجوية التي شملت كل شيء حتى المقابر هذا من جانب، الشيء الأخطر الذي تمارسه السعودية هو شراء الذمم ليس على مستوى الأفراد والمسؤولين الدوليين بل تعدى الأمر الى شراء مواقف الدول والمنظمات الدولية لضمان الحصول على تأييد للحرب أو المشاركة فيها أو الصمت حيال ما يرتكب من مجازر بحق الشعب اليمني وتدمير تاريخه وبنيته التحتية.
< مؤخراً طرح وزير خارجية أمريكا جون كيري مبادرة أو مشروع حل من عدة نقاط.. كيف ترى ذلك؟
- مشروع كيري اعتقد أنه سعودي بامتياز، فعندما فشلت السعودية ودول تحالف العدوان في تحقيق أي نصر لجأت الى تبني مشروع كيري وكادت تتخلى عن عميلها اليمني «هادي» ورغم ذلك تظاهرت برفض المبادرة وتمسكها بهادي ليس حرصاً عليه بقدر حرصها على الخروج من ورطتها في حرب اليمن بدليل اجتماع اللجنة الرباعية التي أكدت تخليها عن هادي وإعلان وقف الحرب على اليمن قبل أن تتراجع عن هذا الخيار بعد أن وعدها هادي ومن معه بتحقيق النصر على الأرض وطلب فرصة أخيرة للحسم، وبالتالي شاهدنا المعارك تزداد وتيرة ومع ذلك لم يجنوا الا الخسران فقط.
<أشرت يا دكتور الى التجاذبات الدولية في الملف اليمني..
- فعلاً هناك تجاذبات ومصالح إقليمية ودولية في اليمن، ولكني أجزم أن الملف اليمني سلم بكل تفاصيله لمملكة بريطانيا التي تسير الجميع بما فيها أمريكا والسعودية غير أن بريطانيا اعتادت على أن تكون في الظل وتدفع ببقية الدول للواجهة، وما زيارة رئيسة وزراء بريطانيا مؤخراً للخليج وحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي الا خير شاهد على أن أنها هي التي تحرك أدوات العدوان على بلادنا، ولا ننسى أن حرص دولة الإمارات على التواجد في عدن وجزيرة سقطرى يأتي بدافع من بريطانيا الحريصة على العودة الى اليمن بشكل غير مباشر من أجل أن تدفع الكلفة دول الخليج والسعودية التي ارتمت في أحضان الأمريكان وبريطانيا بكل ثقلها المالي خاصة بعد موت الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان يحرص على بقاء العلاقات العربية متوازنة، ويمكن القول: إن استمرار العدوان على بلادنا قد أفرز واقعاً جديداً وهو ظهور دول كنا نعتبرها لاعبة أساسية في عملية التوازن العالمي ولكنها فضلت البقاء في الهامش الضيق رغم ثقلها المالي والاقتصادي والسياسي الدولي.. الصين مثلاً أصبحت كالفيل الضخم غير أنها لم تصدق نفسها بأنها أصبحت فيلاً عملاقاً يستطيع توجيه البوصلة حيث ما يريد لأنها على ما يبدو اتجهت لحصد مزيدٍ من الأسهم والنقاط والانتشار في الجانب الاقتصادي وظلت تراقب الأحداث العسكرية والسياسية عن بعد.. أما روسيا فأرجو أن تتنبه الى أن الغرب وأمريكا وبريطانيا يريدون التوسع على حسابها، بل وعزلها عن مسرح الأحداث لاسيما في باب المندب والبحر الأحمر الذي اقتصر اللاعبون فيه على الغرب وأمريكا واسرائيل، ولابد على الروس أن يلعبوا دوراً مهماً في الملف اليمني كما حدث في الملف السوري الذي لعبت روسيا فيه دوراً رئيسياً وناجحاً.
< وكيف تقيّم دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن في التعاطي مع القضية اليمنية؟
- مجلس الأمن والأمم المتحدة بكل أسف أصبح أداة طيّعة بيد قوى الهيمنة الدولية.. فقاسة للقرارات الأممية والدولية التي تخدم الغرب وإسرائيل على حساب الوطن العربي.. الأمم المتحدة سلّمت الملف اليمني لبريطانيا ليس من الآن فحسب، بل منذ مؤتمر أصدقاء اليمن وبقيت أمريكا أداة للحرب على اليمن لكي تنتزع أكبر قدر من التراكمات المالية الخليجية من خلال صفقات السلاح التي تباع للسعودية ودول الخليج.. الأمم المتحدة ومجلس الأمن إحدى أدوات العدوان على اليمن من خلال القرارات التي صدرت بشأن حل الأزمة، فالمجلس يقف متفرجاً على القتل والتدمير والتنكيل بالشعب اليمني وحاضره ومستقبله دون أن يتخذ أية خطوة إيجابية لحقن الدماء اليمنية التي تسفك على أعتاب بوابته ولم يحرك ساكناً بل لقد أثبت مجلس الأمن أنه حديقة خلفية للكيان الصهيوني، ومن هنا علينا أن لا نعول على مجلس الأمن بالقدر الذي نرمي بحملنا على الله وعلى الشعب اليمني المكافح الذي أثبت للعالم أنه شعب الحضارة الذي لا يخنع إلا لله فقط.
< وما جدوى تحركات ولد الشيخ كمبعوث أممي؟
- كنا نعول كثيراً على السيد اسماعيل ولد الشيخ أن يلعب دوراً محورياً في حل الأزمة اليمنية ووقف نزيف الدم باعتباره عربياً يتألم لألم اخوانه في اليمن.. ولكنه تحول الى ارجواز يصارع طواحين الهواء بمفرده لا يفعل الا ما يطلب منه، وكانت إفادته الى مجلس الأمن الأخيرة مخيبة للآمال عندما شهد زوراً أن اليمن كانت تريد قصف البيت الحرام وشهد أن الصاروخ كان متوجهاً للكعبة، ولذا عليه أن يعيد حساباته من جديد أو يعتزل العمل السياسي حفاظاً على تاريخه وحرصاً على غسل يديه من دماء اليمنيين التي تسفك بمعرفته ومباركته، وهنا لابد من الإشارة الى أن الأمم المتحدة واسماعيل ولد الشيخ أرادوا أن يكونوا حاضرين في المشهد اليمني رغم تخلّيهم عن دورهم الحقيقي الذي كنا نعوله عليهم.. ولد الشيخ بكل أسف وقف حائراً بعد أن تخلت الأمم المتحدة عنه وتركته وحيداً يصارع طواحين الهواء مكشوف الظهر لا يقوى على فعل شيء بالقدر الذي ينفذ ما يطلب منه من خلال القرار 2216 والمبادرة الخليجية.
< من الواضح أن تجاذبات دولية وإقليمية تدور رحاها في اليمن.. فأين تقف السعودية والإمارات مما يجري من عدوان؟
- السعودية والإمارات هما رأس الحربة في العدوان على اليمن، ويبدو أن الغرب قد طلب من السعودية أن تتبنى تنفيذ أجندتهم في رسم خارطة الشرق الأوسط الكبير بدلاً عن جماعة الاخوان المسلمين الذين فشلوا وسقطوا في 2012م في مصر وتونس واليمن وغيرها، وبالتالي ارتأت دول الغرب أن تكمل السعودية هذا الدور كدولة إسلامية تحمل العداء للعرب والمشروع القومي العربي، لأنهم خرجوا من رحم واحد سواءً الاخوان أو الوهابية، ومن هنا نجد السعودية وقطر والإمارات هم من ينفذ تحقيق هذه الأجندة، وعلى الرغم من ادعاء الإمارات عداوتها للفكر الاخواني الا أنها تحالفت مع السعودية والاخوان المسلمين والقوميين واليساريين ممثلين للناصريين والاشتراكيين، وهذا الخليط الغريب الذي مزج في العدوان على اليمن أفصح بجلاء عن حجم التآمر على اليمن والوطن العربي، فكيف أصبح الاشتراكي والناصري أداة طيّعة بيد الاخوان المسلمين والوهابية التي كان عبدالناصر يجاهر بمناهضته القوية لمشروعهم التدميري للعرب..
الغريب أيضاً أن الخلاف القائم بين السعودية والإمارات والذي ظهر واضحاً في عدن وحضرموت ودعم الإمارات لخالد بحاح الطامح بخلافة هادي من جانب ودعم السعودية لهادي من جانب آخر وتمسكها به من زاوية أنها تدافع عن شرعيته المزعومة لتفلت من المحاسبة والمحاكمة.. كل هذا التداخل والتشابك جعل الملف اليمني معقداً للغاية وأن إمكانية الحل السياسي عبر المشاورات أمر صعب تحقيقه، ولذا لابد من قرار أممي واضح لوقف العدوان والحرب على اليمن لأن الحرب لن تقف الا بقرار أممي وليس عبر الحوارات العدمية التي لم تكن الا عبارة عن مسكن ومخدر لمزيد من القتل والتدمير.
< هل هناك خلاف إماراتي سعودي قد يوسع من دائرة المواجهة في اليمن؟
- فعلاً هناك خلاف يتسع كل يوم بين السعودية والإمارات، فالإمارات تفكر بعقلية استثمارية بحتة والسعودية لديها أطماع متعددة الأوجه والأهداف في اليمن، فهي تطمح للتوسع والتمدد المذهبي الوهابي وأيضاً تريد إبقاء اليمن دولة ضعيفة، ناهيك عن حلمها بالتوسع على حساب الجزر والأرض اليمنية في الربع الخالي والعمق اليمني، ولذا لن تتوقف الحرب على اليمن الا بقرار أممي صريح، وهنا يأتي دور الأصدقاء الروس والصينيين في تبني هذا القرار.
< إذا كانت السعودية والإمارات تدعمان كل منهما طرفاً سياسياً في اليمن فهذا مؤشر لاستمرار الحرب مستقبلاً حتى وإن توقف العدوان والقصف الجوي؟
- هذا ما يجب أن نعمل حسابه ونأخذه بعين الاعتبار، فقد تدعم السعودية أطراف القاعدة وداعش والاخوان المسلمين في العديد من محافظات الجمهورية، وتدعم الإمارات أطرافاً أخرى مثل الحراك وجزءاً من السلفيين الموالين لها كما هو حاصل اليوم في عدن، ناهيك عن تواجد الإمارات وتأثيرها على بعض القبائل في مارب، ولذا على الأمم المتحدة أن تتبنى قراراً واضحاً يضمن عدم تدخل هذه الدول في دعم واستمرار الحرب على اليمن وإن كنت أشعر أن هذا غير ممكن لأن الجميع يريد للحرب أن تستمر في بلادنا والوطن العربي بما فيه مصر التي تعاني من تآمر شرس من قبل السعودية والاخوان المسلمين وقطر وغيرها من دول الخليج بعد موقف مصر تجاه ما يحدث في سوريا.
< هل يعاني التحالف الدولي على اليمن من تصدع وتفكك؟
- بكل تأكيد بدليل أن مصر تراجعت عن المشاركة البرية، وأيضاً تدرس الآن عملية الانسحاب من التحالف، ناهيك عن الخلاف القائم بين الإمارات والسعودية، وهذا سيؤدي الى إطالة أمد الحرب على بلادنا وظهور أخطار كبيرة كتوسع دعم الخليج للقاعدة والقبائل لإطالة فترة الحرب، أما بالنسبة للتجاذبات الدولية، فأعتقد أن الأمر شبه محسوم لأن الملف اليمني تديره بريطانيا وأمريكا تخطيطاً وتسليحاً وتوجيهاً وتأتي دول عظمى أخرى في الهامش مثل الصين وروسيا اللتين مازلنا نعول عليهما كثيراً في وقف العدوان.
< لوحظ أن العدوان السعودي يستهدف تدمير الآثار والتاريخ اليمني.. لماذا في تصورك؟
- للأسف الشديد أن تدمير الآثار والتاريخ اليمني لم يقتصر على السعودية ودول العدوان، فقد شاهدت بأم عيني يمنيين يعملون على تهريب الآثار اليمنية للخارج وتحديداً لدول الخليج التي تشتريها وتهربها الى مختلف دول العالم وتحتفظ باليسير منه، وقد ساهمت في وقت سابق أنا شخصياً باستعادة اثنتي عشرة قطعة أثرية كانت في طريقها للخارج، أما بخصوص إصرار دول العدوان على تدمير تاريخ وآثار بلادنا عبر القصف الجوي الذي طال العديد من المعالم الأثرية، فهو أمر نابع من عدم امتلاك هذه الدول أي آثار أو تاريخ لأنها دول طارئة وناشئة وليس لديها ما يعزز وجودها غير تدمير تاريخ اليمن الذي تؤكد الشواهد على الأرض أن اليمن أصل العروبة وأصل التاريخ الإنساني منذ الأزل، ويبدو أن هؤلاء قد تناسوا أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ اليمن وتاريخها باعتباره جزءاً مما ورد في كتابه العزيز حين ذكر عرش بلقيس وإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، ولا ننسى أيضاً أن تاريخ العالم وتكون الجنس البشري بشكل عام مرتبط بالتاريخ اليمني لأن اليمن موطن الإنسان الأول وبالتالي فتاريخنا محفوظ في كل جينات بني البشر على مدى حقب التاريخ بحسب ما أثبتته الأبحاث التي أجريتها.
|