رجاء الفضلي - < ليس هناك أوسخ ولا أحقر من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري والإدارة الأمريكية الحالية والنظام السعودي الذين نراهم يتخذون من اليمن واليمنيين لعبة لتحقيق أهدافهم القذرة التي تكشفت خيوطها وبجلاء في مضامين مبادرة كيري بعد تعديلها!!
أهداف النظام السعودي من عدوانه الإرهابي الجبان على اليمن كانت واضحة منذ البداية إلا لدى البعض من المطبّلين الذين كانوا يعتقدون- وربما مايزالون يعتقدون- أن السعودية شنت العدوان المدمر لليمن ومضت تقتل اليمنيين دون هوادة من أجل كرامة اليمنيين وحريتهم، لتأتي مبادرة كيري بعد تعديلها لتزيل هذا الغبار وذلك الاعتقاد الأبله وتكشف حقيقة العدوان السعودي وأهدافه دون رتوش.. مبادرة جون كيري بعد تعديلها ووفقاً لمضامينها لا تعني سوى الاستسلام المهين..
اعطت تعديلات كيري على مبادرته صلاحيات واسعة للفار والخائن هادي ونائبه علي محسن، كما طالبت بانسحاب الجيش من الأراضي السعودية وضمان أمنها، والانسحاب من صنعاء والمندب وتسليم الأسلحة الباليستية لـ«طرف ثالث».. وغيرها من النقاط الهادفة إلى إهانة الجيش اليمني وأيضاً السخرية من اليمنيين!
قد تكون المبادرة المعدلة خاضعة للنقاش وليست نهائية أو ملزمة ولكنها توحي لقارئها أنها مذلة وفيها من الإهانة لليمنيين ما يكفي لرفضها وعدم القبول بها جملة وتفصيلاً..عندما تنص المبادرة على استمرار الفار هادي رئىساً للبلاد والعباد بعد هذا التدمير الشامل الذي تعرضت له اليمن، وبعد هذه المجازر والجرائم التي ارتكبها النظام السعودي بحق اليمنيين- حتى الانتهاء من مراجعة واصدار السجل الانتخابي- ومن ثم تسليمها لنائبه الحالي والمقصود به علي محسن الأحمر، فماذا يعني ذلك، وكيف يمكن مناقشة هذه النقطة التي لم ولن يتنازل عنها هادي ولا النظام السعودي على الاطلاق، وفي المشاورات والمفاوضات السابقة في جنيف والكويت وغيرهما ما يكفي للدلالة على هذا الرفض والتلاعب والمراوغة التي كنا نسمعها من وفد الرياض ونشاهدها على الواقع الميداني!!
عودة الفار هادي لرئاسة الجمهورية ولو حتى لأسبوع واحد مرفوضة من قبل الشعب، فما بالنا ببقائه لشهور أو بعبارة أوضح احتفاظه بسلطاته الدستورية حتى انتخاب رئيس آخر.. ومن ثم نقل صلاحياته إلى شريكه في قتل اليمنيين وتدمير اليمن علي محسن الأحمر!
إنهم يضحكون على اليمنيين ويعتقدون أن عقول اليمنيين في إجازة، ولو لم يكن كذلك لما وضعوا هذه النقاط في مبادرة تستهدف إنهاء الحرب العدوانية وتحقيق السلام في اليمن ومن ثم يقولون انها ليست ملزمة وقابلة للتفاوض والنقاش حولها!!
إن من المؤسف حقاً مناقشة هذه المبادرة، في الوقت الذي رفضت فيه كل الحلول والمعالجات التي انتهت إليها مشاورات الكويت والمبادرة الأممية، وذهب العدوان والموالون له نحو التصعيد أكثر وأكثر!
الإدارة الأمريكية الحالية هي شريكة رئيسية للنظام السعودي في عدوانه على اليمن، وكان يتعين عليها ان كانت حقاً تريد أن تنهي الحرب وتضع الحلول العقلانية التي تدفع كل الأطراف إلى القبول بها أن تطوي صفحة هادي ونائبه وكل المتورطين في العدوان على اليمن باعتباره أولاً أن لا شعبية له مطلقاً بين اليمنيين، وثانياً غير مرحَّب بعودته هو أو غيره ممن خانوا اليمن وقتلوا اليمنيين!
إن إدارة أوباما أو الإدارة الأمريكية يهمها تدمير الصواريخ الباليستية التي نعتبرها خطراً ليس على النظام السعودي فحسب وإنما على مصالحها أيضاً، كما لاتريد في اليمن جيشاً قوياً موحداً.. وكان مقبولاً إلى حدٍ ما مناقشة ما يتعلق بالصواريخ الباليستية، لكن أن تذهب مبادرة كيري للحديث عن الانسحاب 30 كيلو متراً من الحدود السعودية وباب المندب والسواحل الغربية والشمالية الشرقية من اليمن فهذا ليس ضماناً لتأمين أمن السعودية الذي ركز عليه كيري كثيراً في مبادرته وإنما تفريط بأراضٍ يمنية ونزع مسئولية اليمن على المندب كأرض يمنية أولاً وثانياً وأخيراً..
ومن هنا لا ندري حقاً كيف ستكون هذه المبادرة خاضعة للنقاش وهي تتضمن الأهداف الحقيقية التي شن النظام السعودي عاصفته من أجل تحقيقها؟!
ولاندري كيف ستتم مناقشتها ومبادرة كيري المعدلة تنص في نهايتها على أن ىخضع تنفيذ هذه التعديلات لتراتبية يتم التوافق بشأنها وبما لا يتعارض مع أحكام القرار «2216».. وهذا يعني أن النقاش المقصود لهذه المبادرة هو نقاش على تنفيذ هذه التعديلات..
وهل احكام القرار 2216 تنص على تفريط اليمنيين بأراضيهم البرية والبحرية، وتسليم الصواريخ الباليستية وتفكيك وتفتيت الجيش اليمني؟!
وهل احكام القرار 2216 تلزم اليمنيين بقبول علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية وعلى أن تنقل صلاحيات الفار هادي إليه بعد الانتهاء من اصدار السجل الانتخابي؟!
وبالتالي أيضاً.. ماذا عن الجرائم والمجازر التي ارتكبها النظام السعودي وحلفاؤه بحق اليمنيين؟ ومَنْ سيعيد بناء ما دمره العدوان وتعويض عشرات الالاف من اليمنيين الذين استهدفهم العدوان ودمر منازلهم؟!
|