الميثاق نت - محمد‮ ‬حسن‮ ‬شعب mohamed hasan shaab

الخميس, 29-ديسمبر-2016
محمد‮ ‬حسن‮ ‬شعب -
تناقلت وسائل إعلام في الأيام الماضية تقريراً صادراً عن منظمة »هيومن رايتس ووتش« مفاده أن حكام الرياض استخدموا قنابل انشطارية في إحدى قرى محافظة صعدة الواقعة في الشمال اليمني فتكت بأسر كاملة غالبية أفرادها من النساء والشيوخ والأطفال لا تربطها صلة تذكر بالمواقع‮ ‬العسكرية‮ ‬التي‮ ‬تتذرع‮ ‬أسرة‮ ‬آل‮ ‬سعود‮ ‬بأنها‮ ‬قصفت‮ ‬أهدافاً‮ ‬عسكرية‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬شابه‮ ‬ذلك‮ ‬بحسب‮ ‬أبواقها‮ ‬الإعلامية‮.‬
وأضاف التقرير الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن هذا السلاح استورده حكام آل سعود من البرازيل، ولأول مرة تقريباً تدخل السعودية سوق السلاح البرازيلي سعياً منها لشراء المواقف للدول المؤثرة في القرارات الدولية باعتبار البرازيل إحدى الدول العشرين وعضواً في منظمة‮ ‬بركس‮ ‬التي‮ ‬تضم‮ ‬روسيا‮ ‬والهند‮ ‬والصين‮ ‬وجنوب‮ ‬أفريقيا‮ ‬والبرازيل‮.‬
يذكر‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الصدد‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الأسلحة‮ ‬محرمة‮ ‬دولياً‮ ‬مثلها‮ ‬مثل‮ ‬الأسلحة‮ ‬العنقودية‮ ‬والأسلحة‮ ‬الكيماوية‮ ‬وسواها‮ ‬من‮ ‬الأسلحة‮ ‬المحرم‮ ‬استخدامها‮ ‬وتوصف‮ ‬استخداماتها‮ ‬بجرائم‮ ‬حرب‮.‬
وبالعودة الى تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش يتضح أن السعودية سبق وصدر بحقها من هيومن رايتس ووتش عشرات التقارير وصنفت ما ارتكبته من فضائع بجرائم حرب من أبرزها قصف المستشفيات التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في صعدة وحجة وسواها، وقتل الأطفال والمدنيين والمرافق المدنية، مثل أسواق المزراق بحجة، وبني حسن، وقصف مخيمات أعراس، في المخاء وسنبان والقاعة الكبرى بصنعاء، وعشرات المرافق المدنية في قرى دار الشريف بخولان وذي السفال وزبيد والحديدة ومرافق الإنتاج بالعشرات في أغلب محافظات اليمن.
وأخطر من هذا كله أن العديد من الدول استخدمت اليمن فزاعة ضد السعودية وبقية مشيخات الخليج، كما هو الحال مع وزير خارجية بريطانيا الأسبق، في حكومة دايفد كمرون، »فيليب هموند« يومها أعلن خلال مؤتمر صحافي بأن السعودية ارتكبت جرائم حرب بحق الأطفال والمدنيين وأن حكومته ستتبنى تقديم هذه الجرائم في مجلس الأمن الى آخر المعزوفة وحينها قام حكام السعودية بإرضاء بريطانيا وأبرموا معهاصفقات من الصواريخ للطيران السعودي وسواها وصل الى أكثر من عشرة مليارات من الجنيهات الاسترلينية وبحسب صحيفة »الديلي تلجراف« فإن الصفقات التي أبرمت خلال النصف الأول من العام 2016م مما رفع المبيعات الى أكثر من 11٪ قياساً بمبيعات العام الذي سبقه من المملكة المتحدة وهكذا أبرمت السعودية وبقية فريق الصفقات من الخليج صفقة أجبان ومشتقات الحليب مع هولندا، التي تبنت أو بالأصح هددت السعودية بتبني تقرير هيومن رايتس ووتش أمام مجلس الأمن وقد اشترى السعوديين سكوتها بصفقة لا تقل عن أربعة مليارات يورو وصفقة من فرنسا تجاوز سقفها ثمانية عشر مليار يورو الى درجة أن حكام السعودية وقطر والإمارات أهدوا تقدم دونالد ترمب الرئيس الأمريكي المنتخب بإبرام صفقة أسلحة في حدود تسعة‮ ‬مليارات‮ ‬دولار‮ ‬أمريكي‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يدخل‮ ‬البيت‮ ‬الأبيض‮!!‬
برغم‮ ‬أن‮ ‬ترمب‮ ‬أعلن‮ ‬موقفه‮ ‬من‮ ‬السعودية‮ ‬ووصفها‮ ‬بالبقرة‮ ‬الحلوب‮ ‬والتي‮ ‬ما‮ ‬إن‮ ‬يجف‮ ‬حليبها‮ ‬حتى‮ ‬تذبح‮ ‬وترجم‮!!‬
ولكن يبدو أن للصفقات بريق سحري، يخطف المواقف بدليل جرائم الحرب، التي ارتكبت آلاف المرات بحق اليمن- ولم يتحرك ضمير العالم وعلى وجه الخصوص الدول الدائمة في مجلس الأمن وخاصة روسيا والصين - اللتان يعلق أبناء اليمن عليهما آمال كبرى باعتبارهما القطب النقيض للولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬والمتعارضة‮ ‬مصالحهما‮ ‬الإقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬مع‮ ‬مصالح‮ ‬أمريكا‮ ‬ولكن‮ ‬لم‮ ‬تطرح‮ ‬اليمن،‮ ‬ضمن‮ ‬أجندة‮ ‬أحدهما‮ ‬أو‮ ‬لكليهما‮!!‬
وكان الكثير من المراقبين والمتابعين لما يرتكب من جرائم حرب بحق بلادنا، يحلمون أن يحظى الشعب اليمني وما يرتكب بحقه من جرائم أمام مرأى ومسمع من الرأي العام باهتمام العالم، ولو مقارنة باهتمام العالم بدب الباندا»النادر« بينما عشرات الآلاف من أبنآء الشعب اليمني قضوا نحبهم، وملايين نزحوا من محافظاتهم وأبناء الشعب اليمني يذعنون لقرارات جائرة بحقهم لم تصدر في نهاية الحرب العالمية الثانية بحق ألمانيا وإيطاليا واليابان، من قبل دول الحلفاء المنتصرين، الذين شكلوا منظمة الأمم المتحدة، فهل ارتكب الشعب اليمني جرائم يجهلها؟‮! ‬أم‮ ‬جريمته‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬يملك‮ ‬مليارات‮ ‬الدولارات؟‮!‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48481.htm