الميثاق نت: -
بعد أنهار من الدماء.. وآلاف الجماجم والأشلاء التي قدمها شعبنا اليمني الصامد والصابر طيلة ما يقارب العامين من العدوان الغاشم والبربري.. والحرب الشعواء التي يشنها نظام آل سعود ومن تحالف معه ومعهم مرتزقة الداخل ، وهي الحرب الظالمة والعدوان البربري الذي يتعرّض له شعبنا ووطننا بدون وجه حق، قتل النفس التي حرّم الله قتلها إلّا بالحق، ودمّر الحجر والشجر وأهلك الحرث والنسل، أقول بعد كل هذا القتل والدمار والتخريب ومجازر الإبادة الجماعية.. لم يعد مقبولاً ولا من المنطق لدى كل اليمنيين الأحرار الحديث عن ما يسمّى (الدولة الإتحادية)، أو (مخرجات الحوار)، و(الأقاليم)، أو ما يسمّى أيضاً (المبادرة الخليجية) و(القرار رقم 2216)، فكل هذه المسميات والمصطلحات لم يعد الحديث عنها أو المطالبة بتحقيقها سوى استفزاز لمشاعر اليمنيين وخيانة لدماء اليمنيين ولكل المبادئ والقيم التي ناضل كل أبناء الوطن من أجلها، وفي مقدمتها الوحدة اليمنية التي جاءت تتويجاً وتجسيداً لنضال شعبنا في الحرية والثورة والجمهورية والديمقراطية.
إن ما يجب على المثقفين والسياسيين والمفكرين والإعلاميين وكل النشطاء السياسيين، وأيضاً قوى الخارج المعادية أو المتعاطفة مع شعبنا، أن يدركوا أن مثل هذه المصطلحات والتسميات لا تخدم سوى أعداء اليمن وتخدم أجندتهم المعادية وأهدافهم ومراميهم الخبيثة.
فالمبادرة برغم أن أهم مافيها قد تم تنفيذه وعلى وجه الخصوص تداول السلطة سلمياً، وتسليمها بالطرق الديمقراطية تعتبر نتيجة للحرب الظالمة والعدوان الغاشم في حكم الميتة والمدفونة، كما أن قرار 2216 يعتبر قرار حرب عن سابق إصرار وتعمّد، ومسألة الحوار انتهت بتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بين كل القوى السياسية الفاعلة في المجتمع، وهو المبدأ الذي انقلب عليه الفار هادي .
إن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن الإستمرار في ترديد هذه المصطلحات والمزايدة والتشدّق بها إنما يعتبر خيانة وطنية جسيمة، وتنكّر فاضح وواضح لتلك الدماء الزكية والأرواح الطاهرة، ولكل تضحيات ونضالات اليمنيين، وإصراراً على شرذمة البلاد وتمزيقها بما يسمى بالأقاليم التي يعرف الجميع منبعها ومن يقف وراءها من الذين لا يروق لهم أن تبقى اليمن موحدة، وقوية ومستقلة وممن هم خارج اليمن الذين لا يدركون ماذا يُعانيه الوطن وأبناءه .