بدر بن عقيل -
لأنه لم يأت إلى كرسي الحكم على ظهر دبابة وانقلاب دموي فقد كانت ولا زالت لغة الحوار والدعوة اليه هي ديدن سلوك ونهج فخامة الاخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية- الذي مضى به وتعامل به، بحكمته الرشيدة، فحقق للوطن الكثير وجنبه الكثير من المصائب والمحن.
ولعل من اعظم نتائج الحوار الذي انتهجه الاخ الرئيس كان الحوار الذي تحقق بفضله منجز اعادة الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م واعادة الاعتبار للارض والانسان اليمني بعد شتات طويل ثم كان الحوار والتفاهم الذي اغلق والى الابد ملفات ومشاكل الحدود مع دول الجيران وتحولت هذه الحدود إلى بوابات للشراكة والتعاون والمصالح المتبادلة.
ثم تجلت ابرز واكبر معاني الحوار في قنوات عدة منها التعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر وقيام منظمات المجتمع المدني واحترام حقوق الانسان.
كما أنه وفي كل منعطف خطير أو أزمة يمر بها الوطن لا يتوانى ان يبادر في الدعوة إلى الحوار والاحتكام لمفاهيمه للخروج بافضل النتائج وتوسيع قاعدة المشاركة والمساهمة في اتخاذ القرار وأن يكون السباق في تبني وإرساء مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون.
ولهذا تأتي حزمة التعديلات الدستورية التي اعلنها في خطابه عشية الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية المجيدة تصب هي الاخرى في تعزيز مفهوم النظام السياسي والديمقراطي والعلاقة بين الدولة والمجتمع، ودعا إلى ان يكون الحوار مفتوحاً امام كل القوى لمصلحة الوطن واستمرار الحوار المسؤول البناء على قاعدة الدستور والقوانين السارية.
مشيرا بوضوح إلى ان مصلحة البلد تقتضي الحوار سواء في الداخل أو في الخارج لأن الحوار هو أحسن وسيلة للخروج من الازمات دون اللجوء إلى خيارات أخرى تسبب الكوارث وشق الصف الوطني.
ولكن المشكلة أن بعض القوى السياسية ولغرض في نفس يعقوب لا تلجأ إلا إلى الحوار في الغرف المغلقة وتحت الطاولة ورسم السياسات الخاطئة، والارتهان إلى التقوقع والرؤية القاصرة وعدم قبول الآخر حتى ولو كانت قوى سياسية اخرى شاركت في الحوار وحرصها على مصلحة الوطن العليا وفهمها العميق بأن المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة.
وهي بعدم الاستجابة والمشاركة تفصح عن عدم ديمقراطيتها وحمل خناجرها لطعن مفهوم الحوار وأمام الملأ.
وهي بهذا الموقف تفصح عن حقيقة نواياها واصرارها على التمسك بالشعارات الجوفاء والمكايدات السياسية والمناكفة الاعلامية واستغلال واختلاق الازمات لتعرقل مسيرة البناء والتنمية وما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية.
إن هذه القوى التي تغرد خارج السرب لن تجني غير الخسارة والندم.. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عليكم بالجماعة فإن الذئب انما يصيب من الغنم الشاردة» وعليهم ايضا ان يتذكروا جيدا قوله عليه الصلاة والسلام «المؤمن للمؤمن كالبنيان» ولكن يبدو أن هذه القوى السياسية الرافضة للجلوس على طاولة الحوار وهي في الواقع طاولة كل الوطن قد غدا حالهم وللاسف الشديد كما قال الشاعر معروف الرصافي:
وإذا نظرت إلى قلوب رجاله
فانظر مديد الطرف غير كليله
تجد الرجال قلوبها شتى الهوى
مد الشقاق بها حبالة غوله
متناكرين لدى الخطوب تناكرا
يعيا لسان الشعر عن تمثيله