استطلاع / عبدالكريم محمد - أكد عدد من السياسيين والمثقفين أن الحديث والمساعي الحثيثة التي تقوم بها السعودية وهادي والخاصة بتقسيم اليمن من خلال ما يسمونه بالأقلمة ، ما هي إلا أجندة واضحة سبق وأن أعدت لها السعودية ومن معها تهدف لتمزيق اليمن لعدة دويلات كي يظل ضعيفاً ومفككاً، يسهل على قوى العدوان والأطماع التاريخية في أراضيه وتاريخه السيطرة عليه وعلى قراره السياسي وإغراقه بالفتن والصراعات الإثنية والمناطقية والعبثية بين أبنائه بصورة دائمة .
مشيرين في تصريحات لـ«الميثاق» إلى إن هذه السياسة صارت واضحة للعيان ولا تحتاج لأي دليل مادي ومن يتابع ممارسات السعودية والامارات في اليمن عموماً والمحافظات الجنوبية خصوصاً منذ ما يزيد عن سنة وثمانية أشهر سيتأكد له ذلك .
مشددين على ضرورة مواجهة ما يجري من خلال تماسك المجتمع ووضع خطط مدروسة وعلمية للتصدي لهذه الأجندة الكارثية التي تستهدف الشعب اليمني، وعدم التعاطي معها باستخفاف، كما يتعاطى العدوان باستخفاف مع اليمنيين والمجتمع الدولي. فإلى الحصيلة :
> قال الكاتب والناشط وليد الحسام :
- يبدو أن تحالف العدوان على اليمن خلال المرحلة الأخيرة من استمرار جرائمه ومجازره الوحشية بحق الشعب اليمني قد رمى- جانباً- بكل حبال مزاعمه المزيفة وقبض عبر مرتزقته وأذنابه على الحبل المعقود بمربط الفرس، إذ إن آل سعود وتحالفهم السافر قد تخلوا عن مزاعم الشرعية والمدّ الإيراني وأمن المنطقة وعادوا إلى مشروعهم الحقيقي ومخططهم الخبيث متمسكين بتقسيم اليمن وأقلمتها وتمزيقها وإضعافها، وجعلوا من هذا الهدف الاستعماري الخطير- كما يتضح ذلك من خطابهم المكثف مؤخراً وتمسكهم به- نقطةً رئيسة يقدمها ويصر عليها مرتزقة الرياض لإجراء مفاوضات قادمة .
وأضاف الحسام: تقسيم اليمن ومساعي تمزيق وحدة الشعب وتماسكه هو المشروع الحقيقي لنظام آل سعود الذي يسعى بعدوان تحالفه ومرتزقته إلى تنفيذه، وله في تقسيم اليمن أهدافٌ استعمارية يعرفها الجميع ، ولكن ما يبدو غائباً عن همجية آل سعود هو (على سبيل الافتراض وهذا لن يكون) أن أقلمة وتقسيم اليمن سيجلب الأخطار عليهم وسيقلق أمنهم وسيجدون أنفسهم في ورطة تضاف إلى حماقاتهم، ولن يتحقق ما يعتقدونه من أن تقسيم اليمن سيجعل مقدرات اليمن وثرواتها لقمةً سائغة لهم ، وأقل ما ستحققه أقلمة اليمن هو إتاحة الفرصة لتواجد قوى أقليمية عظمى في المنطقة وكذلك ستتسع رقعة الإرهاب.
واستطرد بقوله: قيادات القوى الوطنية المواجهة للعدوان تدرك جيداً الأبعاد الخطيرة لمطالبة تحالف العدوان وإصرار مرتزقته على تمزيق بلادنا والأقلمة التي قد توفر لتحالف العدوان وللقوى الخارجية طريقاً سهلة لاستعمار اليمن والعبث بسيادتها واستنزاف ثرواتها ، ويجدر بي التذكير هنا أن مرحلة العدوان السعودي قد عرضت للشعب نماذج سوداء لواقع التقسيم ، وفي تقسيم البلد سيكون المناخ مناسباً للفوضى وزعزعة الأمن وتنفيذ مشاريع ومخططات خارجية وتهيئة الأوضاع لعملاء الخارج ، كما أن شعبنا الأبي أن يرفض أية خطوات داخلية أو خارجية تهدف إلى تمزيق أرضه ووحدته إلى دويلات أو إمارات أو أقاليم أو أي مسمى آخر، شعبنا يرى في تقسيم اليمن إلى أقاليم وجهاً آخر للعدوان بل سبباً لشنه.
> وتحدث الشاعر صادق الهبوب عضو قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قائلا:
- هذا المشروع واضح من أول يوم دخلت فيه القوات الغازية إلى محافظات عدن ولحج وابين وحضرموت ، هدفهم هو تفكيك اليمن إلى مربعات صغيرة يتحكمون بمصائرها ويذكون الصراعات الطائفية والمناطقية بين أبنائها ، وهذا المشروع بالفعل خطير ويجب على المجتمع اليمني وقواه الحية وكل شرفائه ومثقفيه أن يواجهوا هذه المخططات بمختلف الوسائل المشروعة ، وفي مقدمتها الكلمة والرؤية والفكرة والنصيحة الصحيحة والصادقة.
وأضاف: ما نسمعه مؤخراً من كلام وجهود تهدف - كما يزعمون - إلى اعتماد الأقاليم وجعلها أمراً واقعاً، فإن ذلك لا يعني أكثر من رفضهم جهود السلام وعدم استعدادهم للانخراط الجاد في أي مشاورات جادة تفضي للسلام ، سيما وان موضوع الأقاليم مرفوض من قبل الشعب اليمني وقواه السياسية الفاعلة..
مؤكداً أن هذا المشروع الذي يتعارض مع كل القيم والحقائق والثوابت الوطنية سيفشل لكنه بحاجة إلى تصدٍّ وحيوية وفاعلية كبيرة من قبل كل الشرفاء وكل القوى الوطنية المؤمنة بواحدية الشعب اليمني سياسياً وجغرافياً ووجدانياً وثقافياً وتاريخياً وعدم التعاطي مع الأمر باعتباره مراوغة وكروتاً سياسية أو أوراقاً..
واستطرد قائلاً: الأمر في ظني اكبر من ذلك بكثير وهناك أجندة صهيوأميركية تعمل في المنطقة منذ فترة طويلة من أجل تفتيت وتمزيق الدول وشعوب المنطقة ، ليس جغرافياً وإنما طائفياً وعرقياً، وهذا أمر في غاية الخطورة ويجب مواجهته لأنه سيفتك بكل شيء وسيصيب المنطقة بسرطان الطائفية والصراعات التي لن تكون لتنتهي إلا لتبدأ ، ولعل السعودية وبعض الدول الخليجية ، للأسف الشديد منخرطة في هذه المؤامرات الهدامة التي لن تستثني أحداً أبداً.
> قال الناشط والسياسي المعروف صادق النبهاني :
- هذه مؤامرة مستمرة تسعى بالفعل لتمزيق البلد وإعادته لحظيرة الطاعة السعودية/ الخليجية ،وإلا كيف يمضون في هذا الطريق (الحديث عن تنفيذ مشروع الأقلمة) في ظل حرب طاحنة كان من أهم أسبابها رفض هذا المشروع وغيره من النتائج التي يقولون إنها أفرزت كمخرجات مؤتمر الحوار الذي كان يتحكم به هادي وبكل صغيرة وكبيرة فيه هو ولوبي الإخوان ومن خلفم أسيادهم الذين كشفهم العدوان، اضف إلى ذلك أن هناك جهوداً، أيا كانت هذه الجهود، لحل الأزمة وإنهاء العدوان ووقف تمويل عناصره في الداخل .
وبالتالي فإن الحديث عن محاولة فرض تنفيذ مشروع الأقاليم ، هو أولاً: استفزاز لليمنيين، وثانياً: نسف لجهود حل الأزمة سياسياً، وثالثاً: استهتار بالقوى الوطنية التي هي ثابتة على الأرض وترفض هذه المشاريع ، ورابعاً: استهتار بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة الذين يؤكدون على الحفاظ على سيادة ووحدة اليمن، هذا إذا اعتبرنا أنها محايدة وصادقة في حل الأزمة اليمنية.
وخامساً: تغذية الحرب وإطالة أمد الصراع الذي بالضرورة يعني المزيد من قتل اليمنيين وتجويعهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وقتل أحلامهم المشروعة في بلد آمن، مستقر، موحد .
وأضاف النبهاني: تكثيف الحديث والاصرار على هذا المشروع والتهيئة الإعلامية له في إعلام هادي والإخوان والسعودية والخليج ، صحيح هو أمر مفضوح وواضح الغرض منه، لكن علينا أن نطرح تساؤلات مشروعة وملحة : ماهي خطتنا العلمية والسياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية في مواجهته؟.
وما هي تحركاتنا الدبلوماسية الخارجية للتحذير منه وعرض وجهة نظرنا الوطنية والمنطقية والواقعية حيال هذا التحرك والمشروع الذي تقوم به السعودية وهادي لتمزيق اليمن؟
مختتماً القول: لابد وأن نتحرك وأقصد القوى الوطنية التي تعتبر وحدة المجتمع وأمنه ثابتاً لا يقبل التحول والمساومة ، على هذه القوى أن تتحرك وتوضح للمجتمع المحلي والخارجي أبعاد هذا المشروع التمزيقي ونتائجه وخلفياته وموقف السياسيين والمثقفين والنخب الاجتماعية والمفكرين ومختلف شرائح الشعب اليمني منه.
|