أمين الوائلي -
- لا أتصور أن حزبي »الاشتراكي اليمني« و»الوحدوي الناصري« كانا على علم بموعد أمين عام حزب »الاصلاح«- يوم الاثنين الماضي مع الدبلوماسي الاجنبي وهما يقرران العدول عن موافقتهما المسبقة لحضور لقاء الاثنين الماضي بدعوة من رئيس الجمهورية ، فالذي - صادف!- نفس موعد أمين الإصلاح مع الدبلوماسي الأوروبي! < لايحتاج الأمر الى ذكاء زائد لاكتشاف النتيجة الوحيدة الماثلة امام الجميع وهي أن تهرب احزاب »المشترك« من المشاركة وتخلفها عن لقاء الاثنين الماضي انما جاء تبعاً لموقف ورغبة حزب »الشمس« لاغيره . لان الاشتراكي والناصري كانا قد سجلا لدى الرئاسة اسماء ممثليهما الى اللقاء المشار اليه، وبقي فقط »الاصلاح« الذي- وعوضاً عن ارسال اسماء ممثليه، اجبر الحزبين الآخرين على التراجع وسحب موافقتهما واعلان عدم الحضور والمشاركة. ولا أحد يمكنه الجزم حول ما إذا كان الإصلاح قد استتاب شريكيه اللدودين، او الزمهما بالاستغفار؟! < ولم يكن الأمر محتاجاً إلى حذلقة متكلفة في استدراك الخطأ كالتي سارع اليها رئيس الهيئة التنفيذية للمشترك وهو يصدر مرة، ويصور بيانات في اخرى لتوضيح ما أسماه »مبررات المشترك« في عدم الحضور. وهي في مجملها مبررات »تفقش« من الضحك وتسلي القلب الحزين. ومن ذلك القول بأن الاحزاب كانت تعتقد- لاحظوا كم هي عبقرية- ان الاجتماع »لقاء ودي« بمناسبة الشهر الكريم! وانها - مرة اخرى- اكتشفت ان اللقاء ليس كذلك وانما للحوار. ولم يقل أحد ان رئيس الجمهورية يخطط للقاء ودي وتعارفي مع شخصيات يعرفها حق المعرفة منذ اكثر من ثلاثة عقود. بل كانت دعوة الرئيس واضحة وحقيقية:» حوار تحت جدول عمل مفتوح« ، فقط. < مبررات المصادر المشتركية لم تفلح ابداً في تجميل القبح والتستر على النكسة الكبيرة التي منيت بها احزابها وهي تغلق أمام نفسها باب الحوار وتضيع فرصة لتسجيل مواقفها والتعبير عن آرائها وتصوراتها علناً وامام الرئيس والرأي العام. كشهادة تزكي مصداقية الشعارات الصاخبة التي لوثت بها صيف اليمنيين وحياتهم لاسابيع متعاقبة. < الحق ان حزب »الشمس«- وهو الذي جرجر شريكيه الخائبين الى هكذا »فعلة«- كان يتذرع بهما للتستر على خلافات داخلية طحنت قياداته حول المشاركة وممثليه الى اللقاء المرتقب. وامعاناً في التلوث الجهوي والمناطقي ، الذي غمر مياه الاصلاحيين مؤخراً- بصورة واضحة- كان الأمين العام المساعد للحزب يحتج على اقصائه عن المشاركة- باعتباره ممثلاً للمحافظات الجنوبية- وتقديم الآنسي واليدومي! < وفيما أفلح »الاصلاح« في تثبيط الحليفين في المشترك ، واقعادهم عن المشاركة واعلان- المقاطعة! كان امينه العام عبدالوهاب الآنسي يأخذ راحته وهو يتحدث - في مكتبه بامانة الحزب بصنعاء- الى سعادة السفير الالماني في قضايا تنظيرية بحتة.. ولم يتردد او يجد الرجل ما يمنع الاسترسال والتنظير لـ»حوار الحضارات والثقافات«! < موقع »الصحوة نت« الذي اورد الخبر - في وقت متأخر كثيراً ، لحكمة يعلمها أهل »الشمس«- لم يجد ، بدوره، مايمنعه! نقل ما قاله الآنسي للسفير من أن »حوار الحضارات والثقافات« مهم جداً جداً للمصالح الانسانية»..«. < ولكن الموقع لم يقل لنا شيئاً عن رأي أمين »الاصلاح« حول »الحوار الوطني« والشراكة والوطنية و»المصالح الوطنية«! فقط.. هرب الاصلاحيون من جلسة حوار نهار الاثنين، وفي الموعد ذاته راح الآنسي ينظر لحوار الحضارات والثقافات.. فهل كان الرجل مزدحماً. أم أن الحوار الوطني بات »حراماً« وحوار »الاجنبي« حلالاً؟! شكراً لانكم تبتسمون.