استطلاع/ عبدالكريم محمد - أكد عدد من المثقفين والسياسيين أن النظام السعودي سقط أخلاقياً وإنسانياً ودينياً من خلال حصاره وعدوانه الوحشي على الشعب اليمني منذ عامين .
مشيرين في تصريحات لـ«الميثاق» إلى أنه لم يعد لهذا النظام أي قيمة في العالم أجمع وأن تبجحه بقيادة العالم الإسلامي لم يعد لها أي معني مع مشاهد جرائم الإبادة بحق عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين وتدمير مقدرات وطنهم.
لافتين إلى أن هذا العدوان قد فاقم الصراع داخل العائلة المالكة التي هي في طريقها للتفكك والزوال.. فإلى الحصيلة:
قال الشاعر والناشط وليد الحسام :
- عامان من فقدان الوعي السياسي والقيم الإنسانية أوديا بالنظام السعودي إلى السقوط في مستنقعات الجرائم الدموية واللاأخلاقية ولم يكتفِ بسقوطه هو فقط بل جرَّ معه عدداً من الدول المشاركة في العدوان على اليمن وعدداً من المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ذلك المستنقع التاريخي القذر، واحترقت الصورة الكرتونية التي صنعها السعوديون لنظامهم من أجل تغطية حالة الحقد المُزْمِن التي تعاني منها عائلة آل سعود، فقد أدركت الشعوب العربية والإسلامية حجم الغلِّ المسيطر على ذلك النظام الإجرامي من خلال واقع الجرائم التي ارتكبها في حق اليمن واليمنيين طيلة عامين حيث نفذ خلالها تحالف العدوان الذي يقوده النظام السعودي أبشع أشكال الوحشية والإجرام في حق الإنسان اليمني .
وأضاف الحسام: لم يترك النظام السعودي صورةً من صور الإجرام والوحشية إلا لجأ إليها سواء جرائم قتل الأطفال والمدنيين بغارات الطيران بالصواريخ والقنابل العنقودية والفراغية أو بقصف المنازل وصالات العزاء والأعراس والأسواق الشعبية أو بالحصار والتجويع أو بدعم وتحشيد التنظيمات الإرهابية، لقد استخدام تحالف العدوان السعودي الأمريكي مختلف أنواع الأسلحة، حتى المدن ومزارع المواطنين والمصانع كانت أهدافاً للعدوان، وكل ما يمكن أن يحفظ لأطفال اليمن شيئاً من الحياة تعرض للقصف بشكل هيستيري.
لافتاً إلى أن الإعلام السعودي تعاطى مع كل تلك الجرائم بوقاحة مفرطة ومستفزة لكل شعوب العالم، وتصريحات النظام واعترافاته المتكررة بجرائمه مع استمراره وإصراره على ارتكاب المزيد من المجازر كل ذلك يعكس أمام العرب والمسلمين الهوية الحقيقية لجنون النظام السعودي والجذور اللاإنسانية فكان لابد من سقوطه في غيبوبة الفجور، ويؤكد سقوطه أيضاً ما ظل يضمره عيال سعود خلال السنوات الماضية من نوايا الشر على الشعب اليمني ومكتسباته.
وتحدث القيادي والناشط المدني علي بن صالح القادري قائلاً:
- إن ما قام ويقوم به النظام السعودي منذ أن شنّ عدوانه الغاشم وغير المُبرر ضد بلادنا وشعبنا ومايرتكبه من جرائم ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد كشف القناع الزائف لهذا النظام وأظهر الوجه البشع له وأسقط عنه هالة القداسة التي لطالما ظل يُجمّل نفسه بها أمام العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة وزعمه الزائف أنهم حُماة الدين وخُدام الحرمين الشريفين، فما قام به النظام خلال الفترة المنصرمة من حربه وعدوانه على بلادنا وشعبنا قد تجاوز أخلاق الحرب، مُرتكباً أبشع الجرائم والتي يصنفها متابعون ومنظمات حقوق إنسان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والشواهد على ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر: قصفه القاعة الكبرى بصنعاء وسوق مستبأ بـ"حجّة" وسوق الهنود بالحديدة ومستشفى عبس.. وكذلك استخدامه أسلحة محرّمة دولياً كالقنبلة التي أُلقِيت على جبل عطان وغيرها من الجرائم والتي ذهب ضحيتها المئات بل الآلاف من القتلى والجرحى، إضافة إلى مايقوم به النظام السعودي من حصار جائر بري وبحري وجوي، على الشعب اليمني ومانتج عنه من آثار اقتصادية كارثية على شعبنا اليمني أدت إلى ظهور حالات تعاني المجاعة كما في مديرية التُّحيتا بالحديدة ومديرية القفر بمحافظة "إب" التي بدأت تظهر فيها عدد من الحالات نتيجة الحصار الجائر، إضافة إلى تردّي الوضع المعيشي للمواطن في اليمن عامة.. وأضاف القادري: كل هذه الجرائم تؤكد أن هذا النظام السعودي قد تجرَّد من جميع القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية وأن ما يهمُّه هو فرض هيمنته وبسط نفوذه في المنطقة موظفاً أموال النفط في شراء المواقف والقرارات الدولية، مُسخِّراً إياها في خلق النزاعات والصراعات وشراء الولاءات في دول المنطقة، غير مكترث للدماء والدمار والقوانين والأعراف الإنسانية.. وأوضح: لقد كشف العدوان على اليمن الكثير من الأمور التي ربما كان الكثيرون يجهلونها عن حقيقة هذا النظام، ولعل أهمها-- إضافة إلى ماسبق --تعامله مع الكيان الإسرائيلي الذي أثبتت الحرب العدوانية على اليمن وجود تعاون عسكري بين الكيانين السعودي والإسرائيلي، وهذا في حد ذاته يؤكد أن التستُّر بعباءة الدين مجرّد واجهة تجميلية تُخفي وراءها قُبحاً وبشاعة مُخيفَين، كما أنها (أي الحرب العدوانية على بلادنا) من جانب آخر كشفت عن وجود خلافات داخل الأسرة الحاكمة نفسها نتيجة معارضة بعض أفراد العائلة الحرب على اليمن وهذا يعد من المؤشرات على أن هذا النظام يتآكل من الداخل ويؤذن بقرب زواله.
قال الدكتور محمد السنفي:
- إفلاس النظام السعودي وافتقاره لأبسط القيم الإنسانية وهمجيته تضع الشعوب العربية والإسلامية في صدمةٍ لهول ما يراه العالم من خبث السعوديين وما أظهروه من وحشية وكراهية وعنصرية وفجاجة في التعامل مع الجيران، وهذا قطعاً يعرضه لمحاكمة دولية،وربما أن كل من اطلع على حقيقة جرائم العدوان في أرض اليمن ورأى صور وأشكال وأنواع الإجرام بحق هذا الشعب،لم يعد يساوره الشك في أن هذا النظام الفاشي المجرم يمثل خطراً على العالم، لهذا من الطبيعي أن كثيراً من مثقفي العالم ومفكريه وصحفييه وناشطيه وسياسييه الشرفاء أصبحوا يعبرون عن مقتهم وسخطهم من آل سعود ويبدو أن ذلك السخط والمقت -كما قلت- لم يعد حالة شعورية فردية هنا وهناك، او على مستوى الأقطار العربية،وإنما صارت عالمية.. ومنذ حين صرنا نقرأ الكثير من الكتابات في هذا الشأن.
لكن ما يؤسف له حقاً أن المجتمعات والمحافل والمنظمات الدولية تنظر بإحدى عينيها إلى مال النفط وبالأخرى إلى ملفات جرائم ذلك النظام الفاشي، ولكنها تبدو خلال الفترة الأخيرة غارقة في مللها وتقززها من ظهور الصورة الإرهابية الحقيقية لآل سعود العاجزين، وقد بدأ العالمان العربي والغربي يلمسان خطورة ذلك الكيان المارق وتعديه على القوانين الدولية وربما سيكون هذا النظام في المستقبل القريب هدفاً للشعوب وهذا ما يستدعي احتدام الصراع داخل العائلة السعودية التي أسقطها سلمان وابنه في الحضيض ومسحا بها الأرض .
وتحدث الصحفي والناشط أحمد الشاوش قائلاً:
- كثيرة هي الدلائل القاطعة على السقوط الاخلاقي للنظام السعودي، حيث تقمص هذا النظام منذ نشأته الاولى قناعين أحدهما ظاهري بإيهام العالمين العربي والاسلامي أنه خليفة الله في ارضه وحامي ديار الاسلام وخادم الحرمين الشريفين والمفتي والمشرع والداعي الى اصلاح الامة الاسلامية، إلا ان الحقائق أثبتت عكس ذلك وكشفت الكثير من المغالطات من بينها استغلال الاسلام بسوء نية في خدمة الوصول الى الملك والتمسك به وجعل المذهب الوهابي بما يحمله من تطرف وتناقضات وشطحات هو عصا المؤسسة الدينية في عداء مع المذاهب الاخرى والتشكيك بها وعصا السلطة في مواجهة المعتدلين والناقدين والمخالفين، واعتماد منهج تربوي يفتقد الى احترام عقل الانسان وانسانيته وانتهاج السلوك العدواني، كما ان النظام السعودي لم يلتزم الامانة العلمية في اعتماد مناهج علمية تنشر التسامح والتعايش، وتؤمن بحرية الرأي والتعبير ومبادىء الديمقراطية والارتقاء بالانسان.. أما القناع الآخر فتمثل في السر من خلال التمرد على النصوص القرآنية وتفسيرها بحسب الهوى وبما يثبت ملكهم العضوض والالتفاف على احاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- وتفسيرها بحسب الضرورة، واثارة القلاقل والفتن في الدول المجاورة والعالم الاسلامي والتنسيق مع اعداء الامة امثال بريطانيا واسرائيل وامريكا، ودعم الكثير من المتطرفين والمنظمات الارهابية بالفكر والمال والسلاح كما في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا والشيشان ولبنان.
كما ان العدوان على اليمن وسوريا فضح سياسة السعودية السرية والعلنية لاسيما بعد تعاونها وتنسيقها مع العدو الاسرائيلي عبر عشقي ورئيس الاستخبارات السعودي السابق وآخرين، والذي نجزم انه لم يتم التقارب إلا بضوء اخضر من رأس السلطة،كل هذا يمثل سقوطاً سياسياً وأخلاقياً.
وتابع الشاوش قائلاً: لذا أتوقع أن هذا النظام يمر بأضعف ايامه وان المملكة ستصبح كدولة الرجل المريض لاسيما بعد ان خسرت في سوريا بعد تحرير حلب، وسقوطها في العراق وفشلها في مصر وتورطها في المستنقع اليمني الاخطر والاهم مدة عشرين شهراً دون تحقيق أي هدف سوى القتل والدمار لليمنيين، واستمرار اليمنيين في ضرب الخاصرة السعودية نجران وجيزان وعسير، ونار انتقام شديدة تمتد تحت الرماد في المنطقة الشرقية " الشيعة " وخلاف كبير بين امراء البيت السعودي بعد اطاحة سلمان ونجله بالعديد من الامراء منهم مقرن وغيره، والعجز الكبير للموازنة السعودية لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، وانخفاض اسعار النفط، وشبح قانون جاستا، وفوز ترامب الذي ناصبوه العداء بدعم هيلاري واوباما وتسخير امبراطورية الاعلام السعودي لتشويه سمعة ترامب، والتحدي الايراني الكبير الذي أصبح في حقيقة الامر شرطي المنطقة، والتقارب الروسي التركي، والخلاف السعودي العماني، والتحسس القطري السعودي الاماراتي، كل هذا جعل البيت السعودي أوهن من بيت العنكبوت.
|