الإثنين, 23-يناير-2017
«الميثاق»: فائز بن عمرو -
نظم المنتدى اليمني الفكري الثقافي الاجتماعي -الخميس في العاصمة صنعاء- حلقة نقاش حول المفاوضات اليمنية والجهود المبذولة لإيقاف الحرب وإحلال السلام في البلاد.. وفي حلقة النقاش التي شارك فيها العديد من القيادات السياسية من مختلف المكونات من بينهم الشيخ سلطان السامعي ـ عضو المجلس السياسي والدكتور عبدالله بو حورية- عضو اللجنة العامة للمؤتمر- نائب مدير مكتب رئيس المجلس السياسي، عضو الوفد الوطني والأستاذ ناصر محفوظ باقزقوز- وزير السياحة ، عضو الوفد الوطني وفي بداية الحلقة رحب الاستاذ شائف عزي صغير ، رئيس المنتدى بالحضور جميعاً مؤكداً أن الشعب اليمني يدخل عامه الثاني صامداً في مواجهة العدوان وتحمل الحصار الجائر ويتحمل القتل ومآسي تداعياتها وفي ذات الوقت تتواصل الجهود لحل الأزمة والتوصل الى سلام عادل وشامل يؤسس ليمن آمن ومستقر.. ودعا المشاركون في الحلقة الى اعطاء المواطن اليمني صورة عن مسار المفاوضات بدءاً من سلطنة عمان وانتهاء بمشاورات الكويت في جولتيها والصعوبات التي حالت دون التوصل الى اتفاق لوقف العدوان ورفع الحصار.
«الميثاق»: فائز بن عمرو
حيث أكد الشيخ سلطان السامعي أن استمرار العدوان يهدف الى إذكاء الصراعات الطائفية المذهبية والمناطقية لتمزيق اليمن وتشظيته وفرض كنتونات مذهبية وطائفية تمزق الشعب اليمني الواحد الموحد، وقال: ان بعض السفراء الأجانب قالوا بشكل واضح: إن اليمن ستتعرض لعدوان عسكري يهدف لإضعاف القوى الحية باليمن وهم المؤتمر ، الحوثيون ، الاصلاح وستأتي قوات من السعودية، ودول عربية تتمركز في الحدود الشطرية اليمنية لتقسيم اليمن والسيطرة على باب المندب وسيعلن عن حكومتين ضعيفتين حكومة من الشمال وحكومة من الجنوب .
وأشار الشيخ سلطان السامعي الى أن ما تعيشه اليمن اليوم من نتائج هذا العدوان الغاشم يتم تنفيذ ذلك المخطط الأمريكي بالحرف، وما الدول الخليجية إلا ادوات لتنفيذ هذا المخطط، وهي لا تملك من امرها شيئاً سوى استنزافها ماليا ، منوّهاً الى أن الامريكان يعرفون أن اليمن لن تقبل بأي عدوان وشعبها شعب مقاتل يرفض الظلم ولم يقبل بالاستعمار عبر تاريخه الطويل، واستطرد السامعي قائلاً: نقول للخليجيين إن عدوانكم على اليمن فخٌّ لكم سيقضي على عروشكم ودولكم قبل ان يقضي على اليمن .
واختتم السامعي مداخلته قائلاً: يدخل العدوان عامه الثالث فماذا حققت هذه الدول سوى قتل آلاف الاطفال وتدمير البنية التحتية، وها هي امريكا والغرب يقومون بابتزازهم مالياً وحالما يحلبونهم سيحمّلونهم مسئولية جرائم حرب اليمن.. مؤكداً أن الشعب اليمني ضحية هذه الاطماع الغربية السعودية ، وما يحدث في اليمن وفي المنطقة العربية والشرق الاوسط يندرج ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد والذي يهدف لتغيير خارطة الدول العربية وإعادة تقسيمها من خلال سايكس بيكو جديدة .
أما الدكتور عبدالله أبو حورية فقال في مداخلته: لقد توجهنا بحرص للمفاوضات والحوار كون اليمنيين هم اهل الحوار والحكمة، فقد قالوا للملكة بلقيس: «نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ»..
وأشار أبو حورية الى أن الحوار هو حوار يمني- يمني برعاية الامم المتحدة ، وكنا نظن أن الحوار سيتم بين الاطراف اليمنية ولكنه لم يكن حواراً بين الاطراف المعنية ، والمقصود به الحوار اليمني السعودي، لأننا كنا نتحاور مع وكلاء للسعودية وليس مع طرف شريك ، موضحاً أنه انبثقت عن الحوار ثلاث لجان فرعية : اللجنة السياسية واللجنة العسكرية واللجنة الانسانية وهي لجنة الاسرى والمعتقلين والمفقودين.. غير أن اللجنة الاساسية السياسية لم تعقد اجتماعات لها سوى بنسبة 15% من الاجتماعات المقررة ، أما اللجنة العسكرية فلم تتجاوز اجتماعاتها سوى 5%، واللجنة الوحيدة التي عملت بنسبة من 60 الى 65% هي لجنة الاسرى والمفقودين لان لها بعداً انسانياً.
وقال الدكتور أبو حورية: لقد ذهبنا الى المشاورات مؤمنين بأن صمود شعبنا هو من يصنع السلام وليس التفاوض في الفنادق، وانطلاقاً من حرصنا على السلام وحفاظاً على بلادنا توجهنا للمفاوضات ونحن نحمل همّ وطننا ونحرص على التخفيف من معاناة شعبنا، وأردنا ان نعود نحمل السلام ليعم ربوع بلادنا ولكننا ابداً وقطعياً لم نذهب للاستسلام.. ذهبنا للبحث عن السلام العادل والشامل والكامل أما الطرف الآخر طرف الرياض لم يكن يتحدث إلا عن الانتصار ويعمل من أجل العرقلة واستمرار الحرب والعدوان والحصار على شعبنا.
وأكد أبو حورية أن المفاوضات ناقشت ثلاث قضايا جوهرية وهي:
اولاً: سلطة رئاسية جديدة برئيس توافقي تقبل به جميع الاطراف او رئيس حكومة توافقي او مجلس رئاسي توافقي.. وحين كنا نناقش هذه القضية كان الطرف الآخر ينسحب من طاولة الحوار.
ثانياً: ناقشنا تشكيل حكومة وطنية مكونة من جميع المكونات السياسية تقوم بمصالحة وطنية يرأسها رئيس وزراء توافقي مناصفة بين الوفد الوطني والوفد القادم من الرياض .
ثالثاً: طالبنا بلجنة عسكرية وأمنية يتم التوافق على تشكيلها على ان يترأسها الرئيس التوافقي او رئيس الوزراء التوافقي او رئيس المجلس الرئاسي التوافقي تقوم بالإشراف مع الحكومة على سحب الاسلحة من كل الجبهات وكل الاطراف ويسلم للدولة ممثلة بمؤسسة الجيش التابعة لوزارة الدفاع اليمنية .
" ناقشنا ايضاً جانب التعويضات والجانب الانساني والجانب النفسي وما خلفته الحرب من كوارث وانعكاسات على الشعب اليمني.. تحدثنا عن كل التعويضات المادية والمعنوية ، وطالبنا بإطلاق الاسرى والمعتقلين من كل الاطراف لأننا ابناء وطن واحد . مؤكداً أن اليمن لن تحكم إلا بالتوافق ولن تحكم إلا بالشراكة الوطنية ومن يراهن على حكم اليمن بالقوة او الوصاية سيفشل وسيقود اليمن للصراعات واستمرار الحرب.. فاليمن تاريخياً لم يحكم إلا بالتوافق.. كما تم خلال المشاورات المطالبة برفع الحصار البحري والبري والجوي على بلادنا، وان يكون شغل الوظائف على مبدأ الكفاءة والنزاهة ووفق المعايير الدستورية والقانونية ، وأكدنا أن الوصول للسلطة يجب أن يكون عبر صناديق الانتخاب ورفض الوصول للسلطة عن طريق المتارس والحروب .
وختم د عبدالله أبو حورية مداخلته بالحديث عن مبادرة كيري التي تنص على الحل السياسي والبحث عن آلية انتقال السلطة ، موضحاً أن الوفد الوطني ناقش مبادرة كيري بتكليف من المجلس السياسي وأصدرنا بيانا وضحنا فيه ملاحظاتنا على ما تضمنته، بينما هادي رفض مبادرة كيري رفضاً قاطعاً، ومع ذلك فوجئنا بأن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ يقول في احاطته إلى مجلس الامن إن الطرفين رفضا خارطة الطريق، وهذا يؤكد أن الامم المتحدة تكيل بمكيالين.. وقال أبو حورية -واعتبر ما يقوله يعبر عن وجهة نظره الشخصية- وان المبعوث الدولي يجب خلال زيارته إلى العاصمة صنعاء ان يقابل المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني، والمجلس السياسي هو صاحب القرار الاول والمعني بتكليف الوفد الوطني بالمفاوضات سواء بالتمديد للوفد الوطني او بوفد معدل او بوفد جديد لكن بعد ان يقابل ولد الشيخ المجلس السياسي.
من جانبه قال الأستاذ ناصر باقزقوز: إن الوفد الوطني ذهب الى المفاوضات في أوقات صعبة حيث شنت على بلادنا حرب ظالمة لفرض استسلامنا من خلال المفاوضات وكان ذلك واضحاً من خلال شروط واملاءات العدوان ومرتزقته، ولكن الحمد لله توجهنا الى مفاوضات الكويت مستمدين قوتنا من صمود شعبنا ومقاتلينا في ميادين البطولة والصمود ، ذهبنا للمفاوضات لتفويت الفرصة على الفار هادي الذي ظل يتهمنا بالعرقلة ويحملنا مسئولية استمرار الحرب.. وفي المفاوضات استطعنا ان نشرح مواقفنا الوطنية من خلال اللقاءات التي عقدناها مع سفراء الدول الراعية للمفاوضات سفراء ما يُعرف بدول الـ18، وحين بدأنا المشاورات كنا نواجه باشتراطات انسحبوا من المدن، سلموا السلاح من قبل ما يسمى بالشرعية، ولكن بعد أن قرر هادي الاطاحة بحكومة بحاح التوافقية تمكنا من المطالبة بحكومة شراكة من كل الأطياف السياسية .
واستطرد الاستاذ ناصر باقزقوز قائلاً: لقد رفضنا القبول برئاسة هادي تحت أي ظرف كون كل ما يتعرض له اليمن من قتل ودمار هو المتسبب به، وقلنا بأنه لا يمكن القبول بهادي ولا سلطته لأنه سيعمل على التعطيل واستمرار الصراع لاستمرار سلطته كما فعل منذ توليه السلطة باليمن قبل العدوان.. وأشار الى أن دول العدوان استغلت شرعية هادي ذريعة لاستمرار العدوان على اليمن تنفيذاً لأجندتها وتعطيل المفاوضات ومع ذلك أكدنا ان هادي فقد شرعيته المزعومة باستدعائه الحرب على اليمن ومخالفة الدستور والإطاحة بحكومة التوافق وتعيين نائب رئيس غير شرعي ومخالفة الدستور والقانون.. منوّهاً الى أن هناك اطرافاً في فريق هادي يدعمون رحيله في الكواليس كالحزب الاشتراكي، فهادي من همش الاشتراكي ، وكذلك فعل نفس الشيء مع التنظيم الناصري والحراك الجنوبي وغيره من القوى التي تتبعه .
وأكد باقزقور أن مبادرة كيري تضمنت نقاطاً كثيرة ولكن اهم نقطة بالمبادرة هي رحيل هادي ونائبه وتعيين نائب رئيس توافقي.. وقال: كنا ندرك ان العدوان شن حربه الظالمة على اليمن تحت شعار اعادة هادي وشرعيته ليحكم من صنعاء، ولذلك فنحن نرى أن رحيل هادي انتصار للشعب اليمني ، وبقية النقاط تمثل ارضية للنقاش والحوار ولكننا نؤكد على ثلاث نقاط جوهرية وهي : التوافق على نائب رئيس تعطى له كل صلاحيات هادي ، وكذلك نطالب بحكومة تمثل كل الأطياف السياسية، وان تشكل اللجنة العسكرية والأمنية من قيادات عسكرية يمنية ويمكن ان تشترك فيها قيادات عربية وتكون هي المخولة بسحب الالوية المتورطة في الصراع وتستبدلها بألوية لم تشترك في الحرب والصراع.. وجدد باقزقوز عضو الوفد الوطني التأكيد على ان هادي هو من يعرقل مبادرة كيري وأن هادي وحكومته أيضاً خاضعون للضغوط السعودية، خاصة وأن الرياض وحدها تملك 80% من قرارات هادي وأعطت له هامش 20% من أجل المناورة السياسية والعسكرية .
وختم باقزقوز مداخلته بالقول: المبادرة الاممية يجب أن تستجيب لتطلعات كل اليمنيين من مختلف اتجاهاتهم فيجب أن تقوم على التوافق والشراكة الوطنية وإعادة الحوار والنقاش بدل التمترس خلف السلاح وأن تعتمد مبدأ الشراكة الوطنية، مطالباً بعدم الذهاب لأي مفاوضات قادمة حتى يرفع الحصار على اليمن بحرياً وجوياً وبرياً، لافتاً إلى أن ما يردده هادي من ارسال لجان التهدئة للأردن ما هو إلا من باب المراوغة ومحاولة لكسب الوقت فهذه اللجان تم قصفها وأكثر أعضائها استشهدوا لذا فاستئناف المفاوضات يجب أن تقوم على منظومة متكاملة وفي المقدمة ايقاف العدوان ورفع الحصار والتهدئة في كل الجبهات.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48842.htm