الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-يناير-2017
عبدالرحمن مراد -
< حاول العدوان منذ بداية تفجر الأحداث ومنذ اللحظات الأولى استمالة المؤتمر الشعبي العام، وبذل في سبيل ذلك جهداً استخبارياً كبيراً ومضاعفاً، لكن المؤتمر ظل وفياً لإرادة شعبه ومتماهياً مع مبادئ الحق والعدل رفضاً لمفردات الهيمنة والخضوع والتبعية وتلك المفردات كانت أصيلة في منطلقاته الفكرية وفي تفاعلاته السياسية والثقافية، ولذلك لم يكن خائناً لثوابت وطنه، ولا لتطلعات جماهيره التي رأت فيه الخيار الوطني الأمثل بعد أن تمايزت القوى السياسية وأظهرت مكنونات النفوس التي ضعفت أمام مغريات سوق النخاسة في القيم والمبادئ الذي فتحته المملكة السعودية بهدف تدمير اليمن ونسف مقدراته.
لم يكن المؤتمر في الإرهاصات الأولى التي سبقت العدوان إلا حزباً يعي خطورة المرحلة ويعي حجم المؤامرة وتداعي الأمم على اليمن، لذلك كان تعاطيه مع الأحداث تعاطياً حذراً ومرناً، أملاً في تجاوز الأسباب والبواعث، وقد تعرض في مرحلة ما قبل العدوان الى محاولة استهداف كانت في مجملها تهدف الى الضغط عليه ليكون في ركاب الأحداث وتحت مفردات الهيمنة والخضوع وسمعنا يومذاك بحركة انشقاقات يقودها هادي بغية تفكيك كيانه، لكن المؤتمر أدرك جوهر المؤامرة وتجاوزها، ولجأ هادي الى جامع الصالح ومن ثم الى قناة «اليمن اليوم»، وبعدها الى وقف أموال المؤتمر في البنك المركزي وتجميدها ومثل تلك الأحداث وغيرها سبقت العدوان بزمن لم يكن كثيراً، وأمام موجة الاستهداف المكثف الذي كان متزامناً مع حركة تفكيك المنظومة الدفاعية والأمنية ظل المؤتمر يدير شأنه في صبر الكبار وحكمة العلماء (وهي حكمة اتصف بها أهل اليمن منذ زمن بعيد) ولم يهن ولم يستسلم لغبار الأحداث بل تفاعل مع كل تلك الحوادث تفاعلاً يراعي مصلحة اليمن وسلامة أراضيه ومجتمعه وشعبه.
وحين باشر العدوان غاراته الاستباقية صبيحة يوم 2015/3/26م وقف المؤتمر الشعبي طوداً شامخاً ينافح عن تراب وطنه وظل قادة المؤتمر وكوادره في خندق المواجهة يخوضون معركة الوجود والحرية والاستقلال، ويواجهون حركة الاستعمارا الجديدة التي قادها عرب الصحراء بالنيابة عن القوى الاستعمارية الأجنبية وكان الصمود اليماني العجيب أمام آلة الحرب الحديثة والتقنية التجسسية والأجهزة الاستخبارية يشكل معجزة تتجاوز قدرات الفرد الذهنية لتصنع اسطورة بديعة في زمن قلّت فيه الأساطير وندرت فيه البطولات، وتمضي العامان في تتابع مذهل وهي تحمل على أجنحة النصر بشائر المستقبل الرغيد الذي تنتظره دماء الشهداء في ربوع اليمن وسهولة ووديانه.
وقد شهدت المرحلة الزمنية التي يمتد فيها العدوان تلاحماً بديعاً في صفوف المؤتمر وعادت بالأجنحة المتكسرة بفعل عمليات الاستهداف الى كيانها بشكل لوحة من الصمود، وفشلت ملايين الدولارات التي انفقتها السعودية لشق المؤتمر وفشل مؤتمر القاهرة الأول ومؤتمر القاهرة الثاني ذلك أن الذين تداعوا الى تلك المؤتمرات لم يكن لهم انتماء حقيقي الى المؤتمر بل كانت علاقتهم به علاقة وجود ومصلحة، فالذين كانوا يستلمون اعتمادات من المملكة ضمن دائرة اختصاص اللجنة الخاصة السعودية لم يطل بهم المكوث إلا قليلاً حتى أعلنوا عن جوهر واقعهم، فكان احتراقهم الشعبي سبقاً مباشراً في عدم قدرتهم على التأثير في مسار الأحداث كما ترغب السعودية، والفصل الآخر هم من أولئك القادمين من النظريات الاشتراكية والقومية والليبراليين والرأسماليين وقد تساقطوا كما تتساقط أوراق الخريف، وظل المؤتمر يشكل حضوراً كبيراً وفاعلاً في التأثير في مسار الأحداث وتوحيد كل اتجاهاتها وبما يخدم مبادئه التي آمن بها وانطلق في الحق والعدل والاستقلال والحرية، ولم يفتر نشاط المؤتمر بل زاد اشتعالاً وتوهجاً في الحشد والمناشط التنظيمية والمناشط التعبوية والسياسية وزادت شعبية المؤتمر وجماهيريته بشكل لم يكن يدر في خلد العدوان ولا مرتزقته، وها هو المؤتمر يمارس نشاطه السياسي حتى ينتصر لليمن أرضاً وإنساناً وتأريخاً وحضارة، فهو التنظيم السياسي الوحيد الذي جاء من نبت التربة اليمنية ولم يكن له امتداد خارجي.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48926.htm