الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-يناير-2017
أحمد غيلان -
لعل المبعوث الاممي تذكر - وهو يكتب احاطته هذه - ما حدث له في جلسة مجلس الامن السابقة، حينما قدم احاطته المتحيزة للطرف السائر في فلك العدوان السعودي، والمدافع عن جرائم هذا العدوان بشكل مباشر وغير مباشر، ليفاجأ بأطروحات من داخل الجلسة نسفت احاطته وعرت ادعاءاته وكشفت تحيزه للمجرمين ودفاعه عنهم، ووضعته في موقف لا يُحسد عليه، ومن الصعب ان ينساه، وهو ما نعتقد انه كان سبباً رئيساً في التغير الملحوظ من خلال مضامين الاحاطة الاخيرة ولغتها.
النقاط الإيجابية في الإحاطة:
مستوى التحريض والتأليب ضد القوى الوطنية المواجهة للعدوان تراجع كثيراً في هذه الاحاطة عما كان عليه في الاحاطات السابقة.
كما يلاحظ في هذه الاحاطة ان ولد الشيخ بدأ يتخلى عن تجميل صورة ومواقف هادي و حكومته، وبمعنى آخر اختفت الصورةالتي كان يظهر فيها وكأنه وزير خارجية الى هادي.
اول مره يوجه ولد الشيخ رسالة قوية باتجاه الفار هادي ويعلن صراحةً أنه رفض حتى نقاش الخطة التي طرحها لحل الأزمة.
ولد الشيخ نسف اوهام الانتصارات التي يروج لها قادة العدوان واعلامهم ومرتزقتهم، وذلك من خلال الاشارة التي وردت في الاحاطة بلفظ (ادعاءات السيطرة).. فهذه الاشارة تنسف اكاذيب (تحرير المخا وانتصارات باب المندب) التي يحاول العدوان استخدامها كورقة سياسية.
في الاحاطة اكد ولد الشيخ ان (الحرب كر وفر).. وهنا يعكس تماماً صورة السيطرة الكاملة التي يسوقها اعلام العدوان.. وكأنه يقول لمجلس الامن ان سياسات منح مزيد من الوقت والفرص للسعودية وتحالفها على امل تحقيق نصر على الارض هو مراهنة على سراب لاجدوى منها.
كذلك يلاحظ ان ولد الشيخ طرح مطالب تمس التحالف بطريقة غير مباشرة (وقف العمليات العسكرية وفتح مطار صنعاء وتسليم المرتبات)..
أهم النقاط السلبية في الإحاطة:
حاول ان يقلل من شأن موافقة القوى الوطنية على المفاوضات وتعاملها الايجابي مع المقترحات المطروحة، حيث قال ان مبادرة المؤتمر وانصار الله (بتشجيع من عمان والولايات المتحدة).. وكأنهم لم يقدموا شيئاً يؤكد موافقتهم.
حديث ولد الشيخ عن تشكيل الحكومة بأنه اجراء أحادي يصب في اتجاه عرقلة السلام، وتجاهل القرارات والاجراءات الاحادية التي يتخذها الفار هادي وحكومته. كالعادة حين تكون عرقلة الطرف الآخر واضحة و لا يمكن اخفاؤها يحرص ولد الشيخ على سرد عراقيل ينسبها للطرف الوطني، ثم يناشد الجميع الرحمة باليمن، وكأن الطرفين سواء في العرقلة.
كالعادة حرص المبعوث الدولي على تقديم السعودية وتحالفها على أنهم دائماً رعاة السلام وليسوا معتدين على اليمن، وعلينا ألا نطمح أنه سيقترب من السعودية.. فهو مبعوث لليمن وحدوده ان يوجه النقد للأطراف اليمنية..
قد تفرض الدبلوماسية على ولد الشيخ ألا يهاجم المملكة او يوجه لها اي تهمة، لكن الثناء عليها في احاطته يؤكد تأثير السعودية في دوره ومواقفه.
قد تكون الزيارة الاخيرة التي قام بها ولد الشيخ الى اليمن غرضها اسقاط واجب، وإضافة زخم لإحاطته، وهو ما ظهر في الفقرة الاخيرة التي قال فيها (أتيتكم من اليمن).. ولعلها الفقرة الوحيدة التي كتبها بعد الزيارة، بينما الاحاطة كلها كانت قد كتبت من قبل.
ربما كانت الزيارة بمثابة تأجيل للتفاوض لحين الانتهاء مما سُميت عملية (الرمح الذهبي) التي كان تحالف العدوان يريد من خلالها تحسين وضع هادي وحكومة الرياض على الارض لمنحهم ورقة قوة على طاولة التفاوض، ومع ذلك كان حديث ولد الشيخ في احاطته محبطاً لآمال المراهنين على التصعيد العسكري.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48940.htm