الميثاق نت : -
- كشف فيصل بن شملان المرشح المستقل عن أحزاب معارضة المشترك عن تضارب كبير في معلوماته وثقافته السياسية من جهة، واضطراب توجهاته بالقياس الى مشروع وشعارات الاحزاب المرشحة له «المشترك».
ففي حين حصل على التزكية بترشيح الاحزاب الخمسة له التي اعلنت ان بن شملان اقتنع بالموافقة على الترشيح، إلاّ ان الرجل عاد ليؤكد فكرة «الجبر» لا الاختيار في حواره لــ«الصحوة» حيث تحدث عن اوجه الاكراه في ترشيحه وقال كنت اريد ان يتقدم للترشيح شخص آخر افضل مني.. وبهذا يكون المشترك ومرشحه قد ضربا رقماً قياسياً في البحث عن شخصية افضل فالاحزاب الخمسة رددت مراراً ان ترشيحها لمستقل جاء على ضوء معياري الكفاءة والنزاهة بينما مرشحها ذاته يردد - مراراً ايضاً - انه كان يتمنى لو وجدوا لهم شخصاً أفضل..
ولايبدو ان مسألة التفضيل ورده هذه ستنتهي قريباً طالما بقيت علاقة الاحزاب بمرشحها قائمة على عبارات الغزل والمجاملات والتواضع المتكلف.. ولاينسى بن شملان تذكير جماعة المشترك بعبارته المتوجه : «أنا لم اسع ولكني وجدت نفسي مكرهاً للقبول» ولايعلم أحد وسائل الاكراه وادواته؟ وان استشف البعض من عبارت بن شملان الاخيرة والمكررة في احاديثه استباقاً لمحاذير خلافات واخفاقات مستقبلية يستبقها الرجل بالتنصل من المسئولية وردها على أحزاب اكرهته على أمر لم يكن يريده او مقتنعاً به اصلاً!!
الداخل - الخارج.. عجنة غموض
إذا كنا قد علمنا ان الرجل ترشح مكرهاً إلا اننا لانعلم ان كان مكرهاً ايضاً على اقحام نفسه مبكراً في (عصيد الداخل والخارج) كما جازف في حديثه الى «الصحوة»؟!
بن شملان تحدث بما يشبه الاحاجي والالغاز.. ففي حين استدل واستشهد بتقارير خارجية قال انها مخيفة عن الوضع الاقتصادي اليمني، وهو يعلم جيداً -على ما اظن- ان الاحزاب الخمسة التي اكرهته تعتمد في خطابها الاعلامي والسياسي المعارض على الخارج وتقارير الخارج وسفراء الخارج وصحف الخارج.. إلاّ انه وفي الوقت نفسه تنكر لهذا كله واندفع يدين الحكم لانه يتعاون او يتجاوب مع الخارج- كما قال.. ولانعلم من عجنة الداخل والخارج هذه إلاّ ان الرجل وفق كثيراً في مجانبة الوضوح وتعمد الغموض والخبط العشوائي فمن ناحية يستشهد واحزابه المرشحة له بالخارج وتقاريره وسياساته، ومن ناحية ثانية يدعو الى التمرد على الخارج وعدم الالتفات اليه في الادارة السياسية والاقتصادية.. وكأن الرجل يلمح مبكراً الى انعزال محتمل وعزلة متوقعة فيما لو اكره على الفوز كما أكره على الترشح.
باختصار شديد، ستظل معظلة الداخل والخارج وما قاله بن شملان في «الصحوة» مؤخراً شاهداً على عجين مشتركي بلا ملامح او ألوان مميزة..
ولا بأس من اتحاف السادة القراء - اعانهم الله - بقليل من مضامين فلسفة العجين المشتركي، يقول بن شملان : «والمشكلة الآن هي ان الحكم يريد ان يرضي الخارج بأي شكل ولا يلتفت الى ما يقوله الداخل و بعكس ما نقوله، انا أرى ان الانصياع الكبير الفعلي وليس القولي للخارج لان هناك قولاً بأنه لايريد تنفيد مايريده الخارج لكن الحاكم فعلاً يتبع مايريده الخارج بينما كل القوى الفاعلة في الداخل تريد حلول ناجعة من الداخل نفسه بصرف النظر عما يقوله الخارج..!!»
قبل ان اسألكم السؤال التقليدي : هل فهمتم شيئاً؟! افيدكم فقط ان الخارج والداخل وردت في هذا الاقتباس البسيط ثماني مرات.. فقط (......) وهناك عشرات عدة غيرها.. اما هل فهمتم شيئاً فسأنتظر عاماً كاملاً لأحصل على اجابة..
انما لابد من ايراد جملة ثانية للمرشح ذاته فاذا كان احدكم سيفهم مثلاً من خلال الجملة السابقة ان الرجل يظهر من كلامه يتدرع بالوطنية او ماشابه، مقابل التنكر للخارج فعليه ان لايتسرع حتى يقرأ هذه الجملة عن تقارير الخارج :«تنتقد السلطة لأن السلطة لم تفعل بالفعل ما وعدت الخارج للقيام به» ما الذي يريده مرشح المشترك : الداخل أم الخارج.. أم انه لايريد شيئاً؟!
عقدة المشروع
سوى ذلك.. يظهر بن شملان - هنا ودائماً - متحفظاً الى حد بعيد لدى حديثه عن مشروع المشترك السياسي، وهو كما قيل برنامجه الانتخابي وخصوصاً فيما يتعلق بمواضيع الداخل والخارج.. تلك وموضوع النظام البرلماني الذي قام على اساسه برنامج المشترك بكامله..
في اكثر من تصريح وحديث صحافي منذ تسميته مرشحاً، حرص بن شملان على التخفيف من حدة مبالغات مضامين المشروع المذكور ولاسيما في الاندفاعة الانقلابية على شكل ومضمون النظام القائم الى البرلماني ولفت الى مبالغات دعائية ليست معقولة.. حيث اعترف بالحاجة الى التدرج المرحلي ومراعاته في هذا الأمر.
وأخيراً اكتشف مرشح المشترك ان ثمة نظاماً ثالثاً هو «البرلماني الرئاسي» وانه الأنسب لليمن.. وهكذا يكون للمشترك ومشروعه نظاماً (البرلماني) ويكون لمرشحه نظاماً (البرلماني الرئاسي) بانتظار أنظمة أخرى تتفتق عنها أيام وقرائح المشترك.