امين الوائلي -
كثرت خلال الفترة الأخيرة مفردات التهديد والوعيد في خطابات وبيانات أحزاب «المشترك» مجتمعة وفرادى ، وخصوصاً في مواجهة الصحافة والصحافيين في الإعلام الرسمي. > وهكذا.. «المشترك» لم يعد يحتج أو يشجب .. انتقل إلى التهديد و«التحذير» شديد الذوبان ـ عفواً ـ أقصد شديد اللهجة ، وعلى من ؟ على كاتب، وصحافي، وصاحب رأي ! > هؤلاء هم أعداء وخصوم أحزاب «النضال السلمي» ، وعلى الصحافة والصحافيين إما الانتقال إلى مربع التهليل والتسبيح بحمد «اللقاء» وأحزابه ومواكبة الترسانة الإعلامية التي يملكها المشترك ـ رسمياً أو من وراء حجاب ـ في ذلك ، أو الاستعداد لموسم حافل بالعيون الحمراء والمحاكمات وأشياء أخرى ناقشها الاجتماع الأخير ـ الأحد الماضي ـ لهيئات وقيادات اللقاء المشترك. > البيان الصادر عن الاجتماع حمل من الانفعالات والادعاءات مالاحصر له وفي قضايا ومواضيع مختلفة، بدءاً من الاعتصامات والمسيرات والغلاء وبرنامج المشترك للإصلاح السياسي، ومروراً بالانتخابات ومبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة، وانتهاء بمحضر الاجتماع السابق «وأقره». > وكما هي العادة فإن الفرقاء حرصوا على مناقشة عدد من «القضايا الإقليمية والدولية» ، و«حذروا» مجلس الشيوخ الأمريكي من مغبة المضي في قراره القاضي بتقسيم العراق. > إلا أن بيان المشترك، وبخصوص قضايا وطنية ويمنية راح يفصل اليمن واليمنيين إلى أقاليم وجهات شطرية «شمال» و«جنوب» .. فاللقاء حريص على وحدة العراق، ولكنه غير ذلك بالنسبة إلى وحدة الوطن والمواطن اليمني ! ما علينا ، ليس هذا موضوعنا هنا. > وكنت أريد فقط أن أركز على لهجة البيان المتشددة تجاه الصحافة والصحافيين ولغة «التحذير» والتهديد بمحاسبة ومحاكمة ومقاضاة هؤلاء الأعداء ! > الأسباب التي أوردها البيان هزيلة جداً، والواضح أن تهديداً وتحذيراً مسبقاً من حزب الإصلاح بمقاضاة رئيس تحرير الجمهورية، قد فرض نفسه وصار موقفاً جماعياً وتحذيراً مشتركاً يطال كافة الصحافيين والصحف الرسمية. > إذا كانت الأحزاب تفعل ذلك وتصعّد ضد الصحافيين وهي في المعارضة ، فما الذي يمكن أن تفعله لو كانت ـ أو وصلت إلى السلطة؟! > هل يمكن مقارنة ذلك بما تشنه صحف المعارضة ومواقعها من هجوم وإساءات مقذعة وتجاوزات بالمليان ضد شخص الرئيس والحكومة وكل من ليس مع المشترك ؟. > وفي المقابل ـ أيضاًَ ـ هل يمكن مقارنة غيظ وانفعال المعارضة وقياداتها تجاه مقال رأي ناقد ، بسعة صدر رئيس الجمهورية ــ شخصياً ـ تجاه ما يصدر عن إعلام المعارضة ؟! > التهديد والتحذير وتصعيد المعارضة ضد الصحافة والصحافيين يحمل نذر سوء ولا يبشر بخير ، وما سوف ينال أو يتعرض له أحدنا بعد اليوم من سوء ومكروه ـ لا قدر الله ـ فإن المسؤولية تنسحب مباشرة على أصحاب التهديد والوعيد .. وليكن هذا بلاغاً للناس أولاً.. و.. «يا مخارج». شكراً لأنكم تبتسمون.